الرئيسية / تقاريـــر / ماذا وراء دعوة ترمب للقاء روحاني؟ – علي الموسوي

ماذا وراء دعوة ترمب للقاء روحاني؟ – علي الموسوي

تسارعت الاحداث السياسية العالمية وتدهورت الاوضاع الامنية في المنطقة منذ فوز الرئيس الامريكي اليميني المتطرف ترمب الطامح الى عودة الولايات المتحدة واسرائيل الى تصدر المشهد السياسي العالمي !!

تغير وجه العالم وانكشفت اقنعة كثيرة تستر ورائها زعماء وملوك وشخصيات سياسية ودينية حاولت المتاجرة بالدين والقومية والقضية الفلسطينية ..
انكشف الغطاء وبان المستور !!

دول تآمرت على ايران وفصائل المقاومة الموجودة في العراق وسوريا ولبنان واليمن وحاولت اسقاطها بأي ثمن ولكنها فشلت فشلا ذريعا..

عوامل عديدة قد ساهمت في تغيير موقف الرئيس ترمب العدائي واجبرته على تصريحه الاخير بلقاء قمة امريكي ايراني غير مشروط ..

لاهمية الموضوع نحاول المرور على اهم النقاط التي اجبرت الادارة الامريكية على اطلاق هذه التصريحات ..

** اولا : محكمة العدل الدولية تقبل الدعوى القضائية الايرانية ضد الولايات المتحدة وذلك بعد الغاء ترمب للاتفاق النووي من طرف واحد كما قامت بتوجيه رسالة شديدة اللهجة لواشنطن تحذرها من مغبة تهديد ايران والمنطقة بالخروج من الاتفاق النووي مما اعتبره المراقبون انتصار سياسي يسجله المفاوض الايراني الذي يتمسك بالجلوس الى طاولة المفاوضات وحل المسائل الخلافية بالطرق السلمية ..

** ثانيا : فشل الرهان الامريكي حتى الان على زعزعة الجبهة الداخلية الايرانية والتي راهن عليها كثيرا الرئيس ترمب بعد توعده لايران بانزال اقصى العقوبات السياسية والاقتصادية واصفا انها لا مثيل لها في التاريخ وعلى الرغم من هبوط قيمة العملة الايرانية الى مستويات متدنية ، يعتقد المراقبون بفشل الرهان الامريكي في مواجهة الصمود الايراني ..

** ثالثا : تمسك ايران بحقها القانوني والدولي في تخصيب اليورانيوم وعدم تقديم أي تنازلات ، خاصة بعد خطاب المرشد الاعلى السيد خامنئي وقائد فيلق القدس قاسم سليماني المؤيد والداعم لتصريحات الرئيس روحاني في التمسك بحق ايران بالدفاع عن نفسها وغلق مضيق هرمز فيما لو قررت واشنطن منع تصدير النفط الايراني ..

** رابعا : اتفاق ايران مع ٤+واحد بعدم الخروج من الاتفاق النووي اربك الحسابات الامريكية وادخلها في مواجهة مباشرة مع الصين وروسيا والدول الاوربية الاخرى ..

** خامسا : فشل المشروع الامريكي الصهيوني المسمى بصفقة القرن بعد تصدع الجبهة الداخلية السعودية ومحاولة تصفية محمد بن سلمان وتصريح الملك سلمان الاخير بعدم السماح لاي ملك او زعيم عربي او اسلامي بالتنازل عن القدس وانه يحترم خيارات الفلسطينيين ولن يكون في هذه الصفقة !!

** سادسا : تصدع التحالف السعودي في اليمن بعد فشله الذريع باحتلال الحديدة وانقلاب السحر على الساحر باستعادة اللجان الشعببة والجيش اليمني لمواقع ومناطق عسكرية والسيطرة الكاملة على حركة المرور البحري في البحر الاحمر وتحديدا في باب المندب ..

** سابعا : انسحاب عدد من الشركات التجارية الاوربية والاسيوية من دولة الامارات بعد ان كانت الاخيرة قبلة الشركات العالمية والمستثمرين الكبار وبات الانهيار الاقتصادي لدولة الامارات الغارقة في المستنقع اليمني محتملا خاصة بعد تهديد انصار الله وارساله لطائرة مسيرة (صماد ٣ ) توغلت بعمق ١٠٠٠ كلم لايصال رسالة مهمة بامكانية ضرب البنى التحتية لدولة الامارات في الوقت والزمان الذي يراه مناسبا !!

** ثامنا : الاعلان التركي الرسمي بعدم الالتزام بالعقوبات المفروضة على ايران خاصة بعد تهديدات ترمب المكررة لاردوغان بعدم التوافق الكامل بشأن القضية الكردية والتدخل التركي في سوريا ساهم في تدهور العلاقات التركية الامريكية مؤخرا وباتت قضية القس الامريكي المعتقل في تركيا بوق اعلامي يتقاذفه الطرفان وفقا لمصالحه ..

** تاسعا : تلقي الرئيس ترمب نصيحة من الرئيس الروسي بوتين في لقائه الاخير بعدم التصعيد المبالغ مع ايران لان نتائجه ستكون كارثية على امريكا والعالم وستذهب جميع الاتفاقيات والمباحثات حول المنطقة والعالم في مهب الريح ..

بعد كل هذه النقاط فان ايران ستبقى حذرة ومتوجسة من دعوة الشيطان الاكبر لها بالدخول في مفاوضات ثنائية لعلمها المسبق بالنوايا الشريرة وتاريخ الولايات المتحدة المتفرعن ..

كما ان ايران تفهم جيدا الاساليب الاستدراجية للادارة الامريكية بجرها الى مفاوضات الذل والخنوع وبالتالي الدخول في غرف نوم المسؤولين الايرانيين كما حدث مع النظام العراقي البائد ..

شخصيا لا استبعد ايضا ان تكون هذه الدعوة الترامبية مناورة لتمهيد الاجواء السياسية الدولية بتشكيل تحالف دولي كبير ضد ايران بعد رفضها لاي محادثات مع الجانب الامريكي خاصة بعد تصريح عدد من المسؤولين الايرانيين .. لا مفاوضات مع امريكا قبل العودة الى الاتفاق النووي والكف عن التهديدات العبثية لايران ..!!

شاهد أيضاً

اليوم النوعي للمقاومة الإسلامية.. إما يذعن العدو الآن أو الآتي اعظم

عبد الحسين شبيب حتى تاريخه؛ يمكن القول إن الرابع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 ...