الرئيسية / تقاريـــر / السياسة بين بني سعود و”الفرس …….”

السياسة بين بني سعود و”الفرس …….”

د. أحمد الحسني الإدريسي

ترامب يزور مملكة قرن الشيطان بشرط أن يحمل معه وهو عائد حوالي 500 مليار دولار… كان ذلك في مايو أيار 2017.

في الثلاثين من تموز 2018 يقترح ترامب الجلوس مع المسؤولين الإيرانيين دون أن يشترط أخذ درهم أو دينار أو دولار مقابل ذلك …

فيجيبه المسؤولون الإيرانيون بعد حوالي 24 ساعة من الإنتظار الذي لم يعهد شيئا مثله مع كل الأقزام والدمى الذين يحكمون الوطن العربي عامة والخليج الفارسي خاصة.

يجيبونه بجواب العقلاء الحكماء الواثقين من أنفسهم وإيمانهم وشعبهم ومقدراتهم ومقاومتهم قائلين له : طبق المتفق عليه أولا بتوقيع سلفك أوباما واحترمه كما هو دون زيادة أو نقصان ولا تلعب وتتلاعب بالإتفاقيات والقرارات والمواثيق الدولية ومنها اتفاقية 5+1 ثم بعد ذلك وبعد ذلك فقط يمكن أن نرى انطلاقا من الندية في إطار ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ما يستحق الدراسة والمفاوضات لمحاربة الإرهاب وتحقيق الإستقرار والنماء والسلام العادل في المنطقة وفي العالم.

لقد دفع النظام السعودي حوالي 500 مليار دولار من أجل أن تكون القدس عاصمة أبدية موحدة للكيان الصهيوني ومن أجل الإنتصار على الجيش واللجان في اليمن ومن أجل أن تعطى إيران قبل أعياد عشرة الفجر لسنة 2019 لحركة “منافقين خلق”…

فتحقق الثلث الأول مما أراده النظام السعودي واستحال الوصول إلى شيء من الثلث الثاني والثالث… فحاول ترامب أن يحقق ولو جزء صغيرا من الثلثين المستحيلين عبر الدعوة إلى لقاء تحت الشعار الخادع “دون شروط”!

إن الرد الإيراني كان بمثابة خازوق فولاذي كبير لترامب أولا وللجاهل بأبحديات السياسة والثقافة والحضارة : الغلام محمد بن سلمان….

والذي لا يزال ينتظر مذموما مدحورا مهموما مغموما خاسئاً خاسرا مشاهدة الصواريخ الأمريكية وهي تقصف إيران بعد ان دفع ما دفع هو وإخوانه وآباؤه لتخريب العراق وسوريا واليمن وليبيا والصومال والسودان… وللحصول على رضا ساكن البيت الأبيض بدل توظيف كل تلك الأموال والمقدرة بآلاف الترليونات للحصول على رضا الله عزوجل ورضا الشعوب العربية…

وكل رضا من الطرفين (الله والشعوب) يتماهى مع الآخر.

الرد الإيراني الحالي يذكرنا باحتلال وكر التجسس الأمريكي خلال 444 يوما ويذكرنا بالصمود الإيراني أيضا أمام ثمان سنوات من الحرب الأمريكية الخليجية بواجهة بعثية صدامية.

أصحاب المواقف المبدئية العاملون بكل ما أوتوا لحمايتها هم الغالبون… فهل يفكر أعراب الخليج في النفد الذاتي والبدء بانتهاج سياسة جديدة تحدث قطيعة مع أمريكا وتبني المنطقة كل المنطقة لصالح أبنائها تعليما وصحة وترفيها وسياحة ودفاعا عن أمن الجميع ضد عدو الجميع :إسرائيل؟؟؟

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...