عبرت مواقف دولية وآراء عدد من اعضاء الكونغرس الاميركي اضافة الى صحف اميركية عن التشكيك بالرواية السعودية حول مقتل جمال خاشقجي والتي وصفها الرئيس الاميركي بأنها جديرة بالثقة.
مواقف دولية
ووصفت بريطانيا الأمر بـ ” المروع جداً” ، مطالبةً بمحاسبة جميع المسؤولين عنه”، كما أعلنت أنها تدرس التقرير السعودي وخطواتها المقبلة.
وقال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، اليوم السبت، إن الأمر يتطلب مزيداً من التحقيقات في قضية الصحافي السعودي. وأضاف: “ما زال الكثير غامضاً. ماذا حدث؟ كيف مات؟ من المسؤول؟ أتوقع وأرجو أن تتضح كل الحقائق المتعلقة بالأمر بأسرع وقت ممكن”.
ونقلت صحيفة ” ذا غارديان” البريطانية عن وزيرة الخارجية الأسترالية ماريز باين قولها: ” إن الحكومة الأسترالية قررت أنه لم يعد مناسبا حضور قمة في السعودية في ضوء مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي وإقالة مسؤولين كبار في الحكومة السعودية على خلفية هذه القضية”.
ودعا رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني، اليوم السبت، إلى الشروع “بشكل عاجل” بتحقيق دولي حول مقتل الصحافي السعودي.
مواقف اعضاء كونغرس اميركي
السيناتور الأمريكي الجمهوري لينزي غراهام، قال في تغريدة على ” تويتر”: إن “القول بأنني متشكّك في الرواية السعودية الجديدة سيكون من قبيل تبسيط الأمور”.
وقال غراهام:” في البداية أبلغونا أن السيد خاشقجي غادر القنصلية، وأن هناك نفياً قاطعاً لأي تورّط سعودي. والآن أن مشاجرة اندلعت وأنه قُتل في القنصلية، وكل هذا بغير علم ولي العهد”. وأضاف: إنه “يصعب تصديق هذا التفسير الأخير”.
بدوره قال السيناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنتال، لشبكة تلفزيون “سي.إن.إن” أن التفسير السعودي “يصعب تصديقه”، ودعا إلى تحقيق دولي في ملابسات موت خاشقجي. وقال: “يبدو بكل وضوح أن السعوديين يحاولون كسب الوقت وشراء غطاء”.
من جانبه وصف السيناتور الديمقراطي كريس فان هولن، البيان السعودي بأنه عملية تستّر. وقال: “ينبغي ألا تكون الولايات المتحدة شريكاً في عملية التستّر هذه. نتطلّع إلى ما ستقوله أجهزة مخابراتنا”.
آراء صحف ووسائل اعلام
ووصفت صحيفة نيويورك تايمز الرواية السعودية بشأن مقتل الصحافي جمال خاشقجي بالاكاذيب وأنها غير قابلة للتصديق. وقالت الصحيفة إنَّ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سبق أن أفلت من خطف رئيس وزراء لبنان سعد الحريري وتجويع ملايين اليمنيين، وإذا أفلَت من مسؤوليته عن مقتل خاشقجي فهذا سيكون بمثابة ضوء اخضر له. واعتبرت الصحيفة أن تصرفات الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الشرق الأوسط ستؤدي الى سقوطه.
صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عنونت أنّ ” ادعاءات السعودية بأن خاشقجي مات في شجار “يثير الشكوك الفورية”. واعتبرت الصحيفة أنّ إعلان الحكومة السعودية أنّ ولي العهد محمد بن سلمان، سيشرف على تحقيق يحتاج نحو شهر آخر للانتهاء منه ” يثير أيضا شكوكا مكثفة لإثارة تقارير استخباراتية وجود علاقة بين بن سلمان وعملية القتل”.
من جهتها، وصفت شبكة سي إن إن الأمريكية الإعلان السعودي بأنه ” أول اعتراف بمسؤوليتها عن القتل بعد صمت طويل” استمر 19 يوما نفت خلاله الرياض أية تورط لها في الواقعة. وشددت على أن الإعلان يحمّل “الدائرة المقربة من محمد بن سلمان مسؤولية مقتل خاشقجي”.
بدورها قالت شبكة سي إن بي سي الأمريكية إن الرواية السعودية حول مقتل خاشقجي”تعارض الكثير من التقارير التي تحدثت عن كيفية مقتل خاشقجي داخل القنصلية، إضافة إلى الموقف السعودي الرسمي الذي تم الكشف عنه في بداية الحدث”.
وذكّرت الشبكة في تقريرها بتصريحات بن سلمان لوكالة بلومبيرغ مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، حيث أكد أنّ ” الصحافي (خاشقجي) غادر القنصلية بعد فترة وجيزة من وصوله إليها”.
المصدر: مواقع اخبارية وصحف
أصدرت كريستيا فريلاند، وزيرة الشؤون الخارجية، بيانا نشره موقع الحكومة الكندية، تعليقا على إعلان الرياض مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.
وقال البيان: “تدين كندا مقتل الصحفي جمال خاشقجي، الذي أكدت المملكة العربية السعودية حدوثه في قنصليتها في إسطنبول”.
وأَضاف البيان: “إن التفسيرات المقدمة حتى الآن تفتقر إلى الاتساق والمصداقية”.
وتابع:”كما نعرب عن تعازينا المخلصة لخديجة جينكيز أسرة وأحباء خاشقجي. إن الألم الذي يتحملونه نتيجة لهذه المأساة يدمي القلب”.
وأكد البيان الدعوة إلى تحقيق شامل:
نكرر دعوتنا إلى إجراء تحقيق شامل، بالتعاون الكامل مع السلطات التركية، ومحاسبة كاملة وصارمة للظروف المحيطة بوفاة خاشقجي.
وختم البيان: “يجب محاسبة المسؤولين عن القتل ويجب أن يقدموا للعدالة”.
أقرأ أيضا: شاهد… خطيبة خاشقجي تنشر موقفا “مضحكا” للصحفي السعودي وتتساءل أين جسد جمال؟
وكانت السعودية أعلنت أول أمس الجمعة، وفاة خاشقجي رسميا. وجاء إعلان الوفاة بعد اختفاء الصحفي السعوديجمال خاشقجي، الذي شوهد آخر مرة في الثاني من أكتوبر / تشرين الأول الحالي وهو يدخل إلى القنصلية السعودية في إسطنبول للحصول على وثائق لإتمام زواجه، وقالت خطيبته التي كانت تنتظره في الخارج —وقتها — إنه لم يخرج من القنصلية.
وأثارت القضية اهتمام دول كبرى، مثل فرنسا وبريطانيا اللتين طالبتا السعودية بإجابات “مفصلة وفورية” عن اختفاء خاشقجي، فضلا عن الولايات المتحدة الأمريكية.
يذكر أنه قد اندلعت أزمة دبلوماسية غير مسبوقة بين السعودية وكندا بعد تغريدة للسفارة الكندية نهاية أغسطس/ آب الماضي طلبت فيها “الإفراج الفوري” عن ناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان معتقلين في المملكة. وردت الرياض بطرد السفير الكندي واتخذت سلسلة تدابير ضد كندا بينها تعليق العلاقات التجارية. ورفضت كندا التراجع، مؤكدة أنها ستدافع دائما عن حقوق الإنسان حول العالم .