الرئيسية / صوتي ومرئي متنوع / المرأة حقوق وحرية وحجاب

المرأة حقوق وحرية وحجاب

 

ظلم ظاهره أنيق شعارات برَّاقة

 

والخطير في الظلم الغربي للمرأة أنه يمرَّر عن طريق شعارات ومظاهر خادعة، وهو ظلم خطير ينطلي على السذّج من الناس.

يقول سماحة القائد دام ظله:

” يجب أن يلتفت الجميع إلى أن هذا الظلم موجود في

 


العالم بأسره، وموجود في العالم الغربي بشكل أسوأ جدّاً، كل ما في الأمر أن الغربيين جعلوا التعامل بين المرأة والرجل، كالتعامل بين المرأة والمرأة، وكالتعامل بين الرجل والاخر، أي أنهم لم يفرِّقوا بين هذين الجنسين. وهو أمر يبدو بعد التأمل والتدقيق أنه أمر سلبي، لكنهم يتظاهرون أحياناً بعدم وجود ظلم للمرأة، هذا هو وضعهم في الأسرة والأسواق والبيوت، وفي التعامل والمعاشرة والرفاقة. لكنّه قد يبدو جذاباً، لكن عندما نطلع على باطن الأمر، نجد أنه غير صحيح، وقد نبذه الإسلام، فالإسلام وضع حجاباً بين الرجل والمرأة، وعلى الرجل والمرأة أن يراعيا ذلك الحد في المعاشرة “.

 

ومن الشعارات التي يطلقها الغربيون لذر الرماد في العيون، الحريَّة والحقوق والعدالة والمساواة، ولكن إذا نظر المتأمِّل إلى مضمون هذه الشعارات بالمعنى الغربي يجدها شعارات مدمِّرة مفسدة.

 

يقول القائد دام ظله:

” إن أول ما يطرح في الغرب كشعار هو حريَّة المرأة، والحريَّة ذات معنى واسع، فهي تشمل التحرر من الأسر، والحرية من الأخلاق، حيث أن الأخلاق تعد أيضاً قيداً وحدّاً، والحرية من نفوذ الاخرين، على أساس استغلال أرباب العمل للمرأة وجرّها إلى المعمل بأجرة أقل، وتشمل أيضاً التحرر من القوانين التي تلزم المرأة بأمور تجاه زوجها، ويمكن اطلاق الحرية على كل هذه المعاني. ومع


كل شعار من هذه الشعارات هناك شعاع واسع من المطالب والتوقعات التي يتناقض بعضها مع البعض الاخر بشكل كامل، فما هو معنى الحرية؟ للأسف فإن المعنى المطروح في الغرب للحرية هو الحرية بمعناها الخاطى‏ء والمضر، أي الحرية من قيود وحدود الأسرة، والحرية من السلطة المطلقة للرجل، والحرية حتى من قيود الزواج وتشكيل الأسرة وتربية الأطفال، ليحل محل ذلك كله الهدف الشهواني العابر. وليست الحرية بمعناها الصحيح. لذلك ترين أن من بين الحديث المطروح في الغرب قضية حريّة إسقاط الأجنَّة، وهي مسألة مهمة جداً رغم أن ظاهرها بسيط وصغير، لكنّ باطنها خطر جداً وعميق. تلك هي الوسائل والشعارات التي تطرح في الغرب غالباً لذلك يقولون نهضة حرية المرأة “.

 

المرأة في الثقافة الغربية

 

يلفت سماحة القائد النظر إلى أمر مهم، وهو أن حقيقة تعامل الغربيين مع المرأة لا يُعرف من خلال الشعارات التي يطلقونها، بل يُعرف من خلال أدبهم وثقافتهم، يقول دام ظله:

” لقد وقع الغربيون في الإفراط والتفريط في مجال معرفة طبيعة المرأة وكيفية التعامل مع جنس المرأة، وكانت النظرة الغربية إلى المرأة نظرة قائمة على عدم المساواة وعدم التعادل.

 

 


لا تنظرنّ إلى الشعارات التي تطلق في الغرب، إنها شعارات خاوية وتحكي عن واقعية نسبية، ولا يمكن فهم الثقافة الغربية من خلال تلك الشعارات، بل لا بد من البحث عن الثقافة الغربية من خلال الأدب الغربي.

إن المطلع على الأدب الغربي والشعر الأوروبي والأدب الأوروبي والقصة والرواية والمسرحية الأوروبية يعلم أن الثقافة الأوروبية منذ القرون الوسطى وقبلها وحتى أواخر القرن الحالي كانت تنظر إلى المرأة كموجود من الدرجة الثانية، وكل من يدعي خلاف ذلك فهو يدّعي جزافاً.

أنظرن إلى مسرحيات شكسبير الإنكليزي، ترين بأي نفس وأي لغة وأية نظرة ينظرونها إلى المرأة في هذه المسرحيات وفي سائر أنواع الأدب الغربي، فالرجل في الأدب الغربي سيد المرأة والقيّم عليها ولا تزال بعض نماذج هذه الثقافة واثارها باقية حتى يومنا هذا.

الان عندما تتزوّج المرأة عندهم، وتنتقل إلى بيت زوجها، فإن اسم عائلتها يتغيّر، وتحمل اسم عائلة زوجها… هذا هو عرف الغربيين، لكن ذلك لم يكن في بلدنا، وليس كذلك الان، فالمرأة عندما تحتفظ بهويَّة عائلتها حتى بعد زواجها. وما يجري الان في الغرب دلالة على الثقافة الغربية القديمة التي تعتبر الرجل سيد المرأة.

فالثقافة الغربية كانت تعتبر أن المرأة عندما تتزوج رجلاً

 


وتذهب إلى بيته فإن جسدها وكل ما تملكه يصبح تابعاً للرجل، كل ما تملكه.. تصبح للرجل، وهذا أمر لا يمكن للغربيين أن ينكروه.

وفي الثقافة الغربية عندما كانت المرأة تذهب إلى بيت زوجها كان الرجل يملك روحها أيضاً! لذلك تجدون في القصص والأشعار الغربية والأوروبية كيف أن الزوج كان يقتل زوجته بسبب اختلاف أخلاقي، ولا يلومه أحد على ذلك! ولم يكن للفتاة في بيت والدها أي حق للاختيار، طبعاً في تلك الأيام أيضاً كانت المعاشرة بين المرأة والرجل بين الغربيين حرة إلى حد ما، لكن اختيار الزوج كان بيد الأب وحده.

… تلك هي الاثار الأدبية الغربية، وحتى أواسط القرن الحالي كانت تلك هي الثقافة الحاكمة، وفي أواخر القرن التاسع عشر الميلادي بدأت بعض الحركات باسم حرية المرأة “.

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...