المرأة والأسرة
14 سبتمبر,2019
صوتي ومرئي متنوع, طرائف الحكم
772 زيارة
1- البعد الإنسانيّ والتكامليّ:
(والمُراد هنا) دور المرأة بصفتها إنساناً في طريق التكامل المعنويّ والنفسيّ. وفي هذا البعد لا تفاوت بين الرجل والمرأة، إذ كانت هنالك نساء جليلات وبارزات مثلما كان هنالك رجال كبار وبارزون[1]. انظروا إلى مسألة التقرّب من الله، هناك نساء – كالزهراء وكزينب وكمريم – مقامهنّ فوق قدرة أمثالنا على الوصف والتصوّر، وفي الآية الشريفة من سورة الأحزاب، لا فرق بين المرأة والرجل، ولعلّ المقصود ضرب التصوّرات الجاهلية حول المرأة ﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾[2]. فهناك فاصلة بين الإسلام (المسلمون والمسلمات) والذكر (الذاكرون والذاكرات) في الآية، إذ توجد سلسلة أوصاف لو دقّق المتأمل فيها يجد هذا: ﴿أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾[3].
فحيثما وُجد الرجل هناك امرأة، رجل خاشع، امرأة خاشعة، رجل متصدّق، امرأة متصدّقة، لا فرق بينهما أبداً. وفي سورة آل عمران المباركة، يقول بعد تكرار “ربّنا”: ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ
عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ﴾[4]. فلا فرق بين الرجل والمرأة، حتّى أنّه في مورد – ولأجل ضرب تلك الأفكار الجاهلية التي ذكرتها – رَفع من شأن المرأة أكثر من الرجل، حيث إنّ حالة كهذه لا يجدها المرء في القرآن سوى في أشخاص ﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ﴾[5], كمثالٍ للكفار، هاتان الامرأتان ليستا مثالاً للنساء، بل إنّهما مثالٌ للمرأة والرجل معاً، ﴿كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا﴾[6] إلى آخر الآية. ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ﴾[7] أيضاً سمّى الله للمؤمنين امرأتين. لاحظوا أنتم، على مرّ التاريخ وإلى نهاية العالم، كم عدد المؤمنين، من الكبار الصلحاء الأولياء والأنبياء جاؤوا وذهبوا. عندما يريد الله أن يعرفهم إلى معيار، نموذج، رمز، يعرّفهم إلى امرأتين: الأولى امرأة فرعون ﴿إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ﴾[8] إلى آخر الآية، والثانية مريم بنت عمران ﴿وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا﴾[9], إنّه أمر عجيب[10].
[1] خطاب الإمام الخامنئي دام ظله بمناسبة الاجتماع النسوي الكبير في محافظة آذربيجان، بحضور مختلف شرائح نساء محافظة آذربيجان، بتاريخ 04/05/1417ه.ق.
[2] سورة الأحزاب، الآية 35.
[3] سورة الأحزاب، الآية 35.
[4] سورة آل عمران، الآية 195.
[5] سورة التحريم، الآية 10.
[6] سورة التحريم، الآية 10.
[7] سورة التحريم، الآية 11.
[8] سورة التحريم، الآية 11.
[9] سورة التحريم، الآية 12.
[10] خطاب الإمام الخامنئي دام ظله في لقاء المشاركين في الملتقى الثالث للأفكار الاستراتيجيّة في موضوع المرأة والأسرة، بمناسبة إقامة الملتقى الثالث للأفكار الاستراتيجيّة، في طهران، بحضور جمعٌ من العلماء والمفكّرين والمسؤولين والنخب، بتاريخ14/01/2012م.
2019-09-14