الرئيسية / الاسلام والحياة / اليتيم في القرآن الكريم – عز الدين بحر العلوم

اليتيم في القرآن الكريم – عز الدين بحر العلوم

04  سبب التسمية باليتيم  الذي يظهر مما يقوله أهل اللغة في هذا الصدد هو: أن التسمية بهذا الاسم منشأها . . . . عدم الاعتناء الذي يلاقيه من فقد كفيله وهو بهذا السن من العمر حيث صرح بمثل ذلك من تضلع بتتبع هذا النوع من المصطلحات .
يقول المفضل : أصل اليتم الغفلة ، وبه سمي اليتيم يتيماً لانه يتغافل عن بره.
أما أبو عمر فقال اليتم : الإبطال ، ومنه أخذ اليتيم لأن البر يبطيء عنه(1).
____________
(1) لاحظ للموضوع من ناحيته اللغوية : لسان العرب | مادة يتم . ومن الناحية الفقهية كافة المصادر الفقهية لجميع المذاهب .

اليتيم في القرآن والسٌنة :
ليس من السهل ضبط حصة اليتيم من السنة الكريمة على النحو الدقيق.
أما حصته في القرآن الكريم فقد تعرضت الآيات له في اثنين وعشرين آية (1) مقسمة إلى أقسام ثلاثة :
تعرض القسم الأول منها إلى بيان شمول اللطف الإلهي له في الشرائع السابقة ، والايصاء به .
أما القسم الثاني : فقد تعرض إلى بيان حقوقه الإجتماعية . وقد تركز القسم الثالث على بيان حقوقه المالية.
كما وقد تناولت الآيات الكريمة بشكل خاص يتامى آل النبي محمد (ص) تمييزاً لهم في بعض الحقوق المالية عن بقية اليتامى لاداء بعض ما للنبي الاكرم (ص) من حق على الناس .

اليتيم في الشرائع السابقة :
لو لاحظنا اليتيم لرأيناه : طفلاً من الاطفال فقد كفيله ، وحرم من تلك العواطف الابوية ، ولكنه لم يفقد الرحمة الإلهية حيث إحاطته فكانت
____________
(1) ـ وهي كما يلي :
سورة البقرة : آية (83 ، 177 ، 215 ، 230).
وسورة النساء : آية ( 2 ـ 3 ، 6 ، 8 ، 10 ، 36 ، 137).

 
وسورة الأنعام : آية (153) ، وسورة الانفال آية (41) وسورة الاسراء آية : (17) وسورة الكهف : آية (82) ، وسورة الحشر : آية (7) وسورة الإنسان : آية (8) وسورة الفجر : آية (17) وسورة البلد : آية (15) وسورة الضحى آية (6 ، 9) وسورة الماعون آية (2).

له الحصة الوافرة في التشريع من الحث على ضرورة التزامه ، والامن بعدم التجاوز على حقوقه ، والترغيب في جلب مودته، والتلطف به لئلا يشعر بالوحدة والانعزال ، ولئلا يكون فريسة لشهوات أولئك الذين لم تجد الرحمة إلى قلوبهم سبيلاً.

 
ولم يكن هذا المعنى من مختصات شريعتنا الاسلامية المقدسة بل كانت هذه الرعاية سنة الله في خلقه قبل أن يقوم للاسلام كيان ، فرعاية اليتيم ، والمحافظة عليه كانت من جملة بنود الميثاق الذي أخذه الله على بني إسرائيل من قبل . فالقرآن الكريم يحدث النبي (ص) عن هذا الميثاق المقدس ويوضح له ذلك في الآية الكريمة التالية :
« وإذا أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحساناً وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة»(1).

 
ولسنا الآن بصدد بيان أين ، ومتى أخذ هذا الميثاق ، بل المهم هو أن القرآن الكريم يعرض بنود هذا الميثاق الذي أخذه الله على بني إسرائيل ، والذي هو ميثاق إلى جميع البشر من غير الاسرائيليين لعدم إختصاصهم به لانه الركائز الحقيقية لدين الله الحنيف في جميع شرائعه المقدسة ، وهي الاصول الثابتة لبناء مجمتمع متماسك الاطراف .

شاهد أيضاً

مقاطع مهمه من كلام الامام الخامنئي دامت بركاته تم أختيارها بمناسبة شهر رمضان المبارك .

أذكّر أعزائي المضحين من جرحى الحرب المفروضة الحاضرين في هذا المحفل بهذه النقطة وهي: أن ...