لا تزال بلدة عرسال المحاذية للحدود مع سوريا في شمال شرق لبنان تحت احتلال العصابات الإرهابية التكفيرية التي اجتاحتها منذ السبت الماضي ، في الوقت الذي يواصل الجيش اللبناني العملية العسكرية التي أطلقها عليها اسم «السيف المسلط» لتحرير البلدة وسكانها من قبضة التكفيريين حيث شهدت الليلة الماضية جولة شديدة من العنف كانت لا تزال مستمرة حتي اللحظة ، أوقعت أعدادًا كبيرة من القتلي في صفوف التكفيريين من جنسيات مختلفة .
و سقطت مساء أمس محاولة لوقف إطلاق النار قام بها وفد من مشایخ التیارات السلفیة القریبة والمؤیدة للتکفیریین ، مسلحو «داعش» و «جبهة النصرة» ، أُطلقوا النیران علی سیارة الشیخ سالم الرافعی ، الذی کان متوجهًا إلیهم باسم «هیئة علماء المسلمین» (السلفیین) حاملاً إلیهم مبادرة لوقف النار ، نجا الرفاعی إلا من إصابة طفیفة. لکن الإصابة القاتلة کانت من نصیب مسعی الهیئة. ولا تزال العصابات الإرهابیة التکفیریة تحتجز قرابة الـ 50 جندیًا وعنصرًا من قوی الأمن الداخلی الذین اختطفتهم لدی اجتیاحها بلدة عرسال، ویصر الجیش اللبنانی علی إطلاق سراح العسکریین وعناصر الأمن الداخلی وانسحاب التکفیریین من البلدة کشرط أساسی لوقف النار .
و اعلنت قیادة الجیش مساء أمس أن عدد الشهداء الذین سقطوا فی اعتداءات عصابات «داعش» و«النصرة» بلغ 14 شهیدًا بینهم ضابطان برتبة مقدم، فیما بلغ عدد الجرحی 86 جریحًا . ونجح الجیش اللبنانی من استعادة 90 فی المئة من الجرود و التلال المحیطة ببلدة عرسال ، و أسر عدد کبیر من الإرهابیین وهو یواصل تقدمه باتجاه أحیاء البلدة بعدما استقدم تعزیزات عسکریة کبیرة إلی المنطقة تم نشرها علی امتداد خطوط التماس مع التکفیریین .
من جهتهم استباح المسلحون بلدة عرسال و جابت آلیات تحمل رشاشات ثقیلة شوارع البلدة فیما قام المسلحون بتصفیة من یخالفهم الرأی حیث قاموا باعدام حسن حسین الحجیری وولدیه قبل ان یجبرهم الجیش علی الانسحاب من رأس السرج وذلک بتهمة تعاونهم مع الجیش اللبنانی . کما یقوم المسلحون بالسطو علی المنازل والمحال التجاریة بما فیها محال بیع الهواتف والخطوط الخلویة . واحتل المسلحون المنازل التی غادرها أصحابها نتیجة الاشتباکات وحولوها إلی مراکز لتجمیع المقاتلین.
و أطلقا عدة صواریخ علی البلدات المجاورة لا سیما بلدتی النبی عثمان واللبوة، من دون أن یبلغ عن وقوع إصابات فی صفوف أهالی البلدتین . وتعرض وفد «هیئة علماء المسلمین» أثناء توجهه إلی بلدة عرسال للتفاوض مع المسلحین لإطلاق النار داخل البلدة التی یحتلها مسلحو «داعش» و«جبهة النصرة» ، ما أدی إلی إصابة الرئیس السابق للهیئة ، الشیخ سالم الرافعی، بجرح طفیف فی إحدی قدمیه، وإصابة أحد مرافقیه، الشیخ جلال کلش، فی رقبته. کذلک أصیب أحد من کانوا فی السیارة مع الرافعی، ویدعی نبیل الحلبی، بجروح طفیفة أیضاً. ونقل المصابون إلی أحد المستشفیات المیدانیة فی عرسال للمعالجة .
وذکرت صحیفة «الأخبار» فی عددها الصادر الیوم الثلاثاء أن وفد الهیئة کان قد توجه إلی عرسال ، حاملاً 4 شروط : وقف إطلاق النار ، تحریر الأسری العسکریین والأمنیین، وکشف مصیر المفقودین، تأمین الاحتیاجات الإنسانیة، الاهتمام بالجانب الإنسانی، وانسحاب المسلحین من عرسال وجرودها إلی الأراضی السوریة .