الكشاف للتراث العلميّ اليمني وأثاره في الثقافة الإسلامية 02
12 فبراير,2019
صوتي ومرئي متنوع, طرائف الحكم
694 زيارة
اليمن وتراثه المكتوب الزاخر؛
واليمن من البلاد العريقة في القدم، والمتميّزة بالأصالة في العروبة، والمحافظة على اللغة العربية الموروثة من العرب العرباء، والمصونة من الاختلاط بالغرباء، كما هو الملموس على ما كتبه أهل اليمن العلماء، وصنّفه الأدباء، ونظّمه الشعراء و أقر لهم العرب بأنهم الأصلاء، حتی عرفوا بالحكمة والفصاحة والبلاغة في الأداء.
ومنذ أن بلغتهم دعوة الإسلام اعتنقوه بلا مقاومة ولا نزاع، لمّا ورد عليهم علي بن أبي طالب مبعوثاً من قبل النبي “صلى الله عليه واله” إليهم، داعياً ومنذراً، فعرفوه والتزموا بالولاء له ولأهل البيت الشرفاء. حتى اليوم. مستقيمين على الوفاء، بالرغم مما واجهوه من الظلم والجور والأذى والجفاء من جيوش السلاطين والخلفاء والأمراء والملوك وأذنابهم. وتاريخهم مليء بالبطولات، والصمود في مواجهة الأعداء والصبر على ما واجهوه من العناء. ومن أهم مفاخرهم هو محافظتهم على تراثهم الثرّ العظيم وإيقاف العبث به وسرقته من الأجانب ومرتزقتهم الخبثاء.
وفي عصرنا الحاضر:
حيث انفتحت اليمن على الدنيا باستقرار الجمهورية فيها، وتمكن أهلها من الاتصال المباشر بخارج البلد، و كذلك بانتصار الثورة في إيران واستقرار الجمهورية الإسلامية، هبّ العلماء والجامعيون والأدباء، بالعمل على الحفاظ على تراثهم وفهرسته والإعلان عنه.
مكتبة آية الله مرعشي النجفي الكبيرة
واقدمت “وزارة الثقافة والإرشاد في الجمهورية الإسلامية” على توثيق العلاقات مع اليمن، ومما قامت به السعي في الحفاظ على “تراثها العلمي” بالتعاون مع “وزارة الثقافة في اليمن” و “الدائرة العامة للمخطوطات”، في “مركز المتاحف والآثار والمخطوطات في وزارة العلوم للجمهورية اليمنية في صنعاء”، وقد تمّ العقد على مجموعة من أربع حلقات من (المایکروفیلم) تحتوي على (۱۰۴۶) نسخة مخطوطة، تم جمعها في سنة ( ۱۹۵۰ : إلى -۱۹۸۷) و كانت مفهرسة على يد الأخوين: عبد التواب أحمد علي المشرفي ومحمد صالح يحيي القاضي،
وقام سماحة العلامة الدكتور السيد محمود المرعشي نجل الإمام الفقيه الحجة السيد شهاب الدين المرعشي النجفي القمي قدس الله روحه بطبع ذلك الفهرس، في مطبوعات “المكتبة العالمية للتراث الإسلامي” في مدينة قم المقدّسة، بعنوان (طاووس يماني) اعتزازاً و تكريماً للتابعي اليمني “طاووس بن كيسان”، الراوي عن الإمام علي بن الحسين السجاد عليه السلام، الذي عرفه الذهبي في (سير أعلام النبلاء: ۴۳/۵) «بالفقيه القدوة. عالم اليمن، الحافظ، كان من أبناء فارس، الذين جهزهم کسرى لأخذ اليمن”، يبدأ بترجمة لكلمة الأستاذ السيد علي موجاني، وتمّ طبعه سنة (۱۴۲۱ھ /۲۰۰۱ م) في قم المقدسة.
2019-02-12