الرئيسية / القرآن الكريم / تحقق الجمال اللفظي

تحقق الجمال اللفظي

وتشتمل هذه السورة المباركة على ذكر الآلاء والنعم الإلهية المتمثلة بجميع صورة اللطف والرحمة وعجائب الإبداع والخلق،

إذ يجدها القارئ تستعرض كل ما هو جمال في جمال وعندما يحين موعدنا مع غد الآخرة نجد جميع صورة صور الجمال التي تستعرضها الآيات في قوالب الألفاظ قد تجسدت على أشكال وأمثال بقدرة الله تعالى.

والسعيد حقاً هو ذلك الإنسان الذي يُصغي إلى مسألة من مسائل الآخرة ثم لا يجد في نفسه القدرة على هضمها بعقله فلا ينكرها على أية حال، لأن حقيقة الإنكار تنبع من الجهل وتنشأ عن ضحالة وسطحية التفكير، ولكن وبقليل من التأني وشرح الصدر لمثل تلك الأمور، والعمل على تدبرها يجد المرء نفسه مستعداً لقبولها،

باعتبار انتقاله من مستوى الإدراك في عالم المادة ومغادرة رحم عالم الطبع إلى مستوى العقل والإدراك في عالم المعنويات والمثل وبذلك يتهيأ له قبولها باعتبارها أموراً عادية لأن عالمي البرزخ والقيامة تتجسد فيهما جميع الملكات والأعمال على صورها الحقيقية وهيئاتها الملكوتية، فتتجلى بمظاهر حسان ان كانت ملكاتٍ حسان،

وتتجسد بصورة مشوهة ودميمة (والعياذ بالله) فيما لو كانت رذائل وأعمالاً قبيحة فتصدر عنها روائح نتنة تزكم الأنوف لفرط قبحها، بينما تفوح من الملكات الحسان أطيب الروائح وأكثرها شذى لما فيها من حّسن وصلاح. إذاً حقيقة هذا العالم ما هو إلاّ أنموذج لما سيكون عليه ذلك العالم.

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...