الرئيسية / تقاريـــر / الرد الإيراني على السعودية والإمارات.. تحول جاد في خطاب الحرس الثوري ..أين ستكون ساحات الرد وكيف؟

الرد الإيراني على السعودية والإمارات.. تحول جاد في خطاب الحرس الثوري ..أين ستكون ساحات الرد وكيف؟

اكدت حادثة الهجوم الارهابي قبل ايام في ايران للمسؤولين في البلاد أنها حادثة تقع في إطار مخطط جدي لاستهداف إيران ، وباعتبار الحادثة ليست الأولى، فان التقديرات الايرانية تقول بأنها ليست الأخيرة ، بل وتعتقد أن المخطط الموجهة ضدها يتطلب زيادة وتيرة هذا النوع من العمليات .

وما أن شيعت إيران امس 27 شخصا ضحايا العملية الارهابية التي وقعت مساء الاربعاء 13 شباط/ فبراير على الطريق بين مدينتي خاش وزاهدان بمحافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرق ايران.

حتى أطلق القائد الاعلى للحرس الثوري الإيراني تهديده تجاه السعودية والامارات ، طالبا من رئيس البلاد حسن روحاني ومن مجلس الأمن القومي السماح للحرس باتخاذ إجراءات انتقامية من الرياض وأبو ظبي .ورافق ذلك رسالة حادة اللهجة تجاه باكستان .

يمكن الانتباه إلى وجود جدية ونوايا انتقام عملية لدى إيران ، بناء على المعطيات الغير مسبوقة في تقليدية التعامل الايراني مع عدائية جيرانها على الضفة الأخرى من الخليج .

هذه هي المرة الأولى التي لا يستخدم فيها المسؤولون الايرانيون عبارات غير مباشرة بالإشارة إلى الانتقام ، ويسمي الجنرال “جعفري” بشكل واضح السعودية والإمارات .

الطلب من القيادة السياسية إذن الثأر لا تبدو حماسة وأندفاعا من قيادات الحرس ، إذ اطلعت أجهزة استخباراته على خيوط المشروع وكيف يدار ويتم الأنفاق عليه من قبل الرياض وأبو ظبي . وتفاصيل الاجتماعات و التحويلات النقدية .

و كذلك وضع الحرس الثوري التقديرات للوتيرة التي سوف تمضي بها هذه الاستهدافات ، ولذلك يطلب قادة الحرس الثوري من القيادة السياسية الايرانية تغيير نمط التصدي لهذه المخاطر . فقد كانت القوات الايرانية عبر الشهور الماضية تطبق آلية أمنية وعسكرية على الحدود تقوم على إفشال تنفيذ الهجمات ، هذا الأمر كشف عنه اللواء جعفري حينما اكد ان القوات الإيرانية افشلت 7 هجمات إرهابية قبل وقوعها .

“حركة النضال العربي لتحرير الأحواز″ وجيش العدل ” هما الاذرع السعودية والاماراتية لزعزعة استقرار إيران ، وازعاجها من حدودها . ولكن يتوجب الآن حسب قادة الحرس الذهاب إلى مصدر التهديد .

استطاعت” حركة النضال العربي ” من الحصول على التمويلات السعودية والاماراتية حسبما تقول تقارير إيرانية ، زادت الحركة من نشاطها السياسي وتجميع صفوفها عبر مؤتمرات عقدت في أوروبا حضرها مسؤولون خليجيون ، وكذلك فعلت نشاطها العسكري ، وكان أبرز عملياتها تلك التي استهدفت العرض العسكري في الاهواز قبل خمسة شهور . بينما تبنى “جيش العدل” الهجوم الإرهابي قبل أيام على الحدود الايرانية الباكستانية ، وهي منظمة إسلامية سنية في إقليم سيستان وبلوتشستان في إيران. بدأت الجماعة نشاطها بعد أشهر من إعدام عبدالمالك ريغي زعيم حركة جندالله البلوشية بعد اعتقاله خلال المحاولة للسفر إلى قرقيزستان عبر إرغام الطائرة التي كانت تقله على الهبوط في بندر عباس جنوبي ايران .

توجيه قائد الحرس اللواء جعفري التحذير لباكستان ، لكون جيش العدل يستفيد من الأراضي الباكستانية ، وهناك على الطرف الباكستاني من الحدود ، وصلت السعودية إلى التنظيم عبر المخابرات الباكستانية وبواسطة أمريكية بين أجهزة استخبارات البلدين ، ضمن المشروع الأمريكي للتصعيد ضد إيران بالتعاون مع حلفائها الخليجيين . لكن إيران تتعامل بحذر مع الوضع في باكستان ، وتعتقد إيران ان الاجهزة الامنية في إسلام أباد تعمل مع السعوديين والاماراتين والأمريكان بعيدا عن اعين السلطة السياسية وتحديدا الرئيس″ عمران خان” الذي يعمل على تعزيز العلاقة مع إيران . ولذلك تريد ايران تعاونا باكستانيا أو تلجأ إيران إلى اوراقها القوية بالتعامل مع إسلام آباد .

الرد الإيراني لا يبدو بأنه سيكون انفعاليا حسب ما دأبت عليه إيران من تبني سياسية الصبر وفق الثقافة التاريخية الايرانية ، ولكن حسب مقربين من دوائر القرار هناك ، فإن المصلحة الايرانية باتت تقتضي ، أن تكون الرسالة القادمة من إيران حازمة ، وتعتقد هذه المصادر ، أن إيران من الممكن ان تعمد إلى استهداف الاماكن التي لها علاقة مباشرة بالهجمات الارهابية ضدها سواء كانت مصارف أو فنادق في السعودية أو الإمارات.

كمال خلف: راي اليوم

 

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...