Home / *مقالات متنوعة / الأطماع الغربية تنهش الجسد اللبناني المتآكل

الأطماع الغربية تنهش الجسد اللبناني المتآكل

الوقت- أفادت وكالة رويترز للأنباء في تقرير لها أن دولاً غربية حذرت المسؤولين اللبنانيين في اطار سياسة الابتزاز، من أنها لن تتخذ أي إجراء لتغيير الوضع في لبنان ما لم يشكل اللبنانيون أنفسهم حكومة فعالة لتصحيح الوضع في أسرع وقت ممكن.

وفي هذا الصدد، تنتقد فرنسا والولايات المتحدة الامريكية، اللاعبان الأجنبيان الأساسيان في الشؤون الداخلية اللبنانية، بشدة أداء السياسيين اللبنانيين.

وفي الوقت الراهن عززت آثار تفشي فيروس كورونا، وتلاها الانفجار المدمر الذي طال ميناء بيروت في 4 آب ، الأزمة الاقتصادية والمالية في لبنان. كما أن النقص في السلع الأساسية في هذا البلد محسوس وواضح وثمة هناك عدد كبير من الناس على حافة الفقر.

وعلاوة على ذلك، وبعد انفجار بيروت واستقالة حكومة رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب، دخلت البلاد في مأزق وطريق سياسي مسدود تحت ضغوط خارجية، ولا يزال من غير المحتمل التخلص منه.

سافر مبعوث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لدى الحكومة اللبنانية، باتريك دوريل إلى بيروت الأسبوع الماضي في اطار التدخل في عملية تشكيل الحكومة اللبنانية. وقال خلال لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين إن الفرنسيين لن يتخذوا أي إجراء في لبنان حتى يتم إجراء الإصلاحات.

وفي سياق متصل قال دبلوماسي غربي بأن فرنسا ما زالت تحاول استضافة مؤتمر لمناقشة إعادة إعمار بيروت أواخر تشرين الثاني (نوفمبر). لكن الشكوك حول هذا الامر لا تزال قائمة.

وصرحت السفيرة الأمريكية في بيروت دوروثي شيا في مؤتمر افتراضي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن الأسبوع الماضي “ليست لدينا أي خطط لإنقاذ لبنان دون إصلاح، نهجنا لمساعدة لبنان تدريجي وخطوة خطوة ولا شيء بالمجان”. وقالت أيضا تماشيا مع جهود بلادها لإخراج حزب الله من السياسة اللبنانية، إن واشنطن لن تساعد البلاد في مكافحة انتشار وباء كورونا إذا كانت وزارة الصحة بيد حزب الله.

وفي غضون ذلك، تحاول مصادر غربية التظاهر بأن العقوبات الأخيرة التي فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية على رئيس جبهة التحرير الوطنية اللبنانية جبران باسيل قد عقّدت عملية تشكيل الحكومة في البلاد.

هذا وتؤجج الولايات المتحدة وفرنسا، واللتان تعدان من أهم العناصر الخارجية المتدخلة في شؤون لبنان، الطريق السياسي المسدود في البلاد انطلاقاً من سياسة “العصا والجزرة” القديمة التي تتخذها هذه البلدان. حيث اتفق رئيس الوزراء اللبناني المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري والرئيس ميشيل عون على تشكيل حكومة مؤلفة من 20 وزيراً، لكن الحريري تراجع عن موافقته مؤخراً، قائلاً إن الحكومة يجب أن يكون لها 18 وزيراً وان يتم تشكيلها من بنية تكنوقراطية دون أحزاب.

وبعد تصريحات السفير الأمريكي وبيانات المبعوث الفرنسي القاضية بأن من سيشغلون مناصب حكومية في الوزارات اللبنانية يجب أن يتم ترشيحهم من قبل سعد الحريري والمقربون من فرنسا، تتضح أكثر آثار التدخل الغربي لمنع تشكيل حكومة في لبنان بغية تحقيق أهدافهم في هذا البلد.

Check Also

العودة الی احضان دمشق…اجباریة ام تأسفیة؟

شهدت الآونة الأخيرة تراكض عربي في سبيل إعادة العلاقات السياسية والدبلوماسية مع سوريا، في ظل ...