الامثال في القران الكريم مصدرا للهداية الالهية
October 17, 2020
الاسلام والحياة, الاسلام والحياة
908 Views
الأمثال العربية – محمد رضا المظفة
– وقال عليه السلام :
(المرأة ريحانة وليست بقهرمانة)
ورد هذا المثل في وصيته لأبنه الإمام الحسن عليه السلام،حيث قال عليه السلام:
(ولا تملك المرأة من أمرها ما جاوز نفسها فإن المرأة ريحانة وليست بقهرمانة ولا تعد بكرامتها نفسها ولا تطعمها في أن تشفع في لغيرها)
لقد وصف امير المؤمنين عليه السلام المرأة بوصف لطيف وهو الريحانة التي يفوح منها العطر عندما تشمّها وما دامت المرأة كذلك،فلابد لها أن تمثل جانب الرحمة والحنان والعطف وبذلك يأخذ الرجل دوره في التعامل مع هذه الريحانة بكل لطف ورقّ،وليس كما يفعل بعض الرجال اللذين يحدّون دورها بالخدمة في البيت بحيث لا يحق لها ان تعترض وتناقش وتبدي رأيها حيال بعض القضايا،بل يتعدى الامر الى الضرب والاهانة وتوجيه كلمات قاسية،وهذا ظلم واضح للمرأة الريحانة،حيث ان الأساس في التعامل مع المرأة هو اللطف واللين لا القسوة والشدة.فهي التي توفر للبيت الحنان والدفء وهي السكن للرجل والاطفال ومن دونها لن تكون هناك اسرة من الاساس.وهي التي تعمل وتسهر وتكافح بكل ما اوتيت من قوة من اجل ذلك،وقد جاء الاسلام العزيز لينصر المرأة ويظهرها على التقاليد القديمة التي كانت سائدة في العصر الجاهلي المقيت الذي لم يراع فيها الا ولا ذمة وعاملها بقسوة منقطعة النظير.فقرر لها السلام حق الارث مثلا وجعلها احد الاركان الاساسية في الاسرة وكانت من قبل تباع وتشترى كالسلعة ولا حق لها في اي شيء.وفي جاءت الروايات عن النبي الاعظم صلى الله عليه واله ومن اهل بيته عليهم السلام بالتأكيد على المراة والعطف عليها واعطائها حقها لكي تستقيم الحياة بالعدل واعطاء كل ذي حق حقه،وعلى الخصوص توفير الحق لها من جميع النواحي.
7- وقال عليه السلام:
(من سلك الطريق الواضح ورد الماء)
ويستفاد من هذا الحديث بعض الامور:
1 – ضرورة السعي والعمل المستمر:
قال الإمام علي عليه السلام:
… وَلا يُدرَكُ الحَقّ ُ إلاّ بالجدِّ « فكثير من الناس يرغبون في بلوغ الحق، ولكن دون سعي أو جهد، لكنهم لا ينجحون.
2 – ضرورة الصبر والثبات وتحمل المشاكل في سبيل بلوغ الحق:
ان البحث عن الحق لتعرفه ترافقه بعض المشاكل، وحين نعرف الحق ونريد عرضه وتعريفه للناس تواجهنا مشاكل كثيرة أخرى، وإذا وقفت في الجهة المعارضة للحق ثقافة الباطل والحكومات الباطلة والسلطات الطاغوتية، فسوف نغرق في بحر من المشاكل. ويرى »نهج البلاغة« وجوب تحمل مشاكل البحث وصعابه، بل وحتى تحمل التعذيب والنفي والهجرة من أجل ابلاغ صوت الحق، والقيام بالدفاع والجهاد وتقبل الأسر والسجن، بل واستقبال الشهادة في سبيل الحق.
ومن البديهي أن يقل انصار الحق في مثل هذه الأحوال وتصعب نصرة الحق. وهناك من الناس من يعجزون عن معرفة الحق بغير عناء ومشقة، لذا نراهم يصطبغون بلون ثقافة الباطل. يقول الإمام علي عليه السلام بهذا الشأن:
(… وَاعلَموا رَحِمَكُمُ اللّهُ أَنَّكُم في زَمانٍ القائِلُ فيه بِالحَقّ ِ قَلِيلٌ، وَاللسانُ عَنِ الصِدقِ كَليلٌ، وَاللازِمُ لِلْحَقّ ِ ذَلَيلٌ) .
ولهذا السبب نجد أن كثيراً من علماء الشرق ومفكريه، الذين توصلوا الى الحق من خلال بحوثهم العلمية، لا يجرأون على اعلانه وعرضه على الناس، لأنهم لا يودون ان يسجنهم الحكام الاشتراكيون أو تبلى أجسامهم في معسكرات الأعمال الشاقة.
كما أن الباحثين الغربيين قد فهموا، في عصر الابتذال والفساد والأمراض النفسية، بطلان القيم الغربية، وادركوا الحقيقة من خلال دراستهم، لكنهم لا يجرأون على ابلاغها للناس.
من الفوارق الرئيسة بين المصلحين المفكرين من البشر العاديين، وأنبياء الله وأوليائه والأحرار من الناس، أن الأنبياء وتلاميذ الرسالة الإسلامية وعلماء الدين الواعين وقفوا كل ما يملكون لمعرفة الحق وسيادته، ولم يخشوا في ذلك لومة لائم، وانما عشقوا الشهادة فحملوا أرواحهم على الأكف من أجل بلوغ الحق وتعريفه. يقول الإما علي عليه السلام في وصيته لولده الإمام الحسن المجتبى عليه السلام عن ضرورة تحمل المشاكل والصعاب:
(… وَخُضِ الغَمَراتِ لِلحَقّ ِ حَيثُ كَانَ، وَتَفَقَّه في الدِّينِ، وَعَوِّد نَفسَكَ التَّصَبُّرَ على المَكرُوهِ، وَنِعمَ الخُلُقُ التَّصًبُّرُ في الحَقّ ِ) .
3 – ضرورة البحث والتنقيب:
ان الحق والحقيقة لا يظهران من تلقاء نفسيهما في كل زمان ومكان وفي مختلف الظروف والأحوال، بل ينبغي التوصل إليهما بالبحث والتنقيب وبالطرق الخاصة لمعرفتهما، وعدم ابعاد دلائلهما الأصيلة عن النظر، بل بلوغهما بالسعي المستمر، لكي نشاهد بأم أعيننا الوجه الحقيقي للحقيقة.
وتزداد أهمية هذا السعي بشكل خاص حين يلبس الباطل لبوس الحق ويصطف الى جانبه، وحين تطرح صنوف الباطل عند التحولات السياسية وفي الحكومات الطاغوتية والتسلط الاجنبي باسم الحق والحقيقة وفي لبوسهما وعلى هيئتيهما، يقول الإمام علي عليه السلام بهذا الشأن:
وَلَيسَتْ عَلَى الحَقّ ِ سِماتٌ تُعرَفُ بِها ضُرُوبُ الصِّدقِ مِنَ الكذِبِ .
4 – استخدام العقل وقوة التفكير:
بعد الاحساس بالحقيقة وادراكها ومشاهدتها متمثلة في: النظام العام، والهدفية في خلق المخلوقات، والقوانين التكاملية الدائمة والشاملة، وتناسق كل أجزاء النظام، يأتي دور الاستخدام الصحيح للعقل والفكر، فقد قال الإمام عليه السلام:
وَلَوْ فكَّرُوا في عَظِيمِ القُدرَهِ، وَجَسيمِ النِّعمَةِ، لَرَجَعُوا الى الطَّرِيقِ
ويقول عن دور العقل في تشخيص الحق والباطل:
كَفاكَ مِنْ عَقْلِكَ ما أوْضَحَ لَكَ سُبُلَ غَيّكَ مِن رُشْدِكَ
5 – علم الغيب:
ان علم الغيب الذي اختص به الأنبياء والأئمة المعصومون عليهم السلام يعد أحد القنوات الأخرى لمعرفة الحقيقة.
فنبي الإسلام الأكرم، وأئمة الحق، كشفوا، بعلم الغيب، الكثير من الأسرار الكامنة، وعلموا البشرية علوماً مختلفة، وحولوا كثيراً من مجهولات البشر الفكرية والعقائدية والعلمية الى معرفة صحيحة ويقين، وأوضحوا ماهية المستقبل والتفكير فيه، وتحدثوا عن الماضي بالقدر الذي ينفع في نضج الإنسان وتكامله، وفسروا القران، كلام الله، بما يلبي حاجات كل عصر وزمان، وشرحوا المبادى ء والخطوط العامة التي يحتاج اليها الانسان مع الاجابات الشافية لكل التساؤلات بوضوح ويسر.
2020-10-17