السيدة خديجة عليها السلام
* خديجة بنت خويلد، أمّ المؤمنين، صدّيقة هذه الأمّة، وأوّلها إيماناً وتصديقاً بكتابه، ومؤاساة لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم1.
* انفردت برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خمساً وعشرين سنة، لم تشاركها فيه امرأة ثانية، ولو بقيت ما شاركتها فيه أخرى2.
* وكانت شريكته في محنته صلى الله عليه وآله وسلم طيلة أيّامها معه، تقوّيه بمالها، وتدافع عنه بكلّ ما لديها من قول أو فعل، وتعزّيه بما يفاجئه به الكفّار في سبيل الرسالة وأدائها3.
* وكانت هي وعليّ عليه السلام معه في غار حراء، إذ نزل عليه الوحي أوّل مرّة4.
1- الموسوعة، ج6، مقالات، تسلسل ص 2512.
2- الموسوعة، ج6، مقالات، تسلسل ص 2512.
3- الموسوعة، ج6، مقالات، تسلسل ص 2512.
4- الموسوعة، ج6، مقالات، تسلسل ص 2512.
* هاجر صلى الله عليه وآله وسلم وفي قلبه ذكرى لصدّيقته المواسية، فكان يُكثر ذكرها وبرّها والصدقة عنها5.
5- الموسوعة، ج6، مقالات، تسلسل ص 2512.
أبو طالب
* شيخ الأباطح، وبيضة البلد أبو طالب ابن عبد المطّلب عمّ النبيّ، القائم في كفالته مقام أبيه, إذ مات أبوه عبد الله وهو جنين، ثمّ مات جدّه عبد المطّلب والنبيّ في السابعة من عمره الشريف، فكفله عمّه أبو طالب1.
* كان أفضل أبٍ عطوف، لم يغفل عمّا يجب له صلى الله عليه وآله وسلم لحظة واحدة، ولم يسلّمه إلى طغاة قريش، وقد لجّوا في طغيانهم يعمهون إذ طلبوه منه2.
1- الموسوعة، ج6، مقالات، تسلسل ص 2513.
2- الموسوعة، ج6، مقالات، تسلسل ص 2513.
الثقلان
* هما معاً مفزع الأمّة ومرجعها بعد نبيّها، فالمنتهج نهجهما لاحق به، والمتخلّف عنهما أو عن أحدهما مفارق له صلى الله عليه وآله وسلم1.
* كفى بنصوص الثقلين حكَماً بين الفريقين، وخصائص عليّ فيها كلّ نصّ جليّ: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾2. 3
1- الموسوعة، ج2، النصّ والاجتهاد، تسلسل ص 498.
2- سورة ق، الآية: 37.
3- الموسوعة، ج2، النصّ والاجتهاد، ص 505.
الإمام علي عليه السلام
* إنّ من أحاط علماً بسيرة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في تأسيس دولة الإسلام، وتشريح أحكامها، وتمهيد قواعدها، وسنّ قوانينها، وتنظيم شؤونها عن الله عزّ وجلّ، يجد عليّاً وزير رسول الله في أمره، وظهيره على عدوّه، وعيبة علمه، ووارث حكمه، ووليّ عهده، وصاحب الأمر من بعده. ومن وقف على أقوال النبيّ وأفعاله، في حلّه وترحاله صلى الله عليه وآله وسلم، يجد نصوصه في ذلك متواترة متوالية، من مبدأ أمره إلى منتهى عمره1.
* وإنّي والله، لأعجب من الفضل الباهر الّذي اختصّ به عبده وأخا رسوله عليّ بن أبي طالب عليه السلام، كيف خرق نوره الحجب من تلك الظلمات المتراكمة، والأمواج المتلاطمة، فأشرق على العالم كالشمس في رائعة النهار2.
1- الموسوعة، ج1، المراجعات، تسلسل ص 192.
2- الموسوعة، ج1، المراجعات، تسلسل ص 329.
* كان لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في التنويه بعليّ وتفضيله على مَن سواه من أهل السوابق لأساليب حكيمة عرفها متدبّرو سيرته المقدّسة. فمنها: أنّه لم يؤمِّر عليه أحداً أبداً لا في حَرْب ولا في سِلْم، وقد أُمِّرت الأمراء على مَن سواه – فأمَّر ابن العاص على أبي بكر وعمر في غزوة ذات السلاسل كما سمعت، ولحق النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بالرفيق الأعلى وأُسامة بن زيد – على حداثته – أمير على مشيخة المهاجرين والأنصار كأبي بكر وعمر وأبي عبيدة وأمثالهم، وهذا معلومٌ بحكم الضرورة من أخبار السلف3.
* ولو (لا)عناية أمير المؤمنين عليه السلام ساعتئذٍ في حفظها ووقوفه بنفسه على صونها، لكان ما كان ممّا أعاذها الله منه في هذه الفتنة العمياء، الّتي شقّت عصا المسلمين إلى يوم الدّين، وعلى أسسها كانت صفّين والنهروان ومأساة كربلاء وما بعدها، حتّى نكبة فلسطين في عصرنا هذا.
* وسيّد الطالبيّين عليّ بن أبي طالب عليه السلام إنّما استمدّ فضله وتفوّقه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ نهج الرسول له سبيله، وحمله على جادّته، فجرى على أُسلوبه، واتّبع سنّته، وما زال يطبع على غراره حتّى دعاه الله إلى جواره، وهذه الخصيصة هي أفضل خصائص عليّ عليه السلام بإجماع الإماميّة4.
* من خصائص عليّ عليه السلام فضل تضمحلّ دونه الخصائص، وتفنى في جنبه الفضائل والمناقب، ألا وهو كونه نفس النبيّ، وجارياً بنصّ الآية مجراه، الفضل
3- الموسوعة، ج2، النصّ والاجتهاد، تسلسل ص، 764.
4- الموسوعة، ج4، إلى المجمع العلميّ العربيّ بدمشق، تسلسل ص 1754.
الّذي تعنو له الجباه بخوعاً، وتطأمن5 لديه المفارقُ خشوعاً، ويملأ الصدور هيبةً وإجلالاً، وتصاغر دونه الهمم يأساً من بلوغ مداه ﴿ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾6. 7
5- تَطَأْمَنَ طَأمَنه: إذا سكن أو انخفض. المعجم الوسيط: 566، “ط. م. ء”.
6- سورة آل عمران، الآية: 61.
7- الموسوعة، ج5، الكلمة الغرّاء، تسلسل ص 1949 – 1950.
السيّدة الزهراء عليها السلام
* كان كلف1 النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ببضعته الزهراء وإشفاقه عليها فوق كلف الآباء الرحيمة، وإشفاقهم على أبنائهم البررة، يُؤويها إلى الوارف من ظلال رحمته، ويفدّيها بنفسه، مسترسلاً إليها بأنسه2.
* وكان يحرص بكلّ ما لديه على تأديبها وتهذيبها وتعليمها وتكريمها حتّى بلغ في ذلك كلّ غاية، يزقّها المعرفة بالله والعلم بشرائعه زقّاً، لا يألو في ذلك جهداً، ولا يدّخر وسعاً، حتّى عرج بها إلى أوج كلّ فضل، ومستوى كلّ كرامة3.
* وحسبهم منها علم الحاكم يومئذٍ أنّ هذه المدّعية إنّما هي بمثابة من القدس تعدل بها مريم بنت عمران، وأنّها أفضل منها، وأنّها ومريم وخديجة وآسية أفضل
1- الكَلَف: أي الحُبّ. لسان العرب 9: 307، “ك. ل. ف”.
2- الموسوعة، ج2، النصّ والاجتهاد، تسلسل ص 552.
3- الموسوعة، ج2، النصّ والاجتهاد، تسلسل ص 552.
نساء الجنّة، وأنّها والثلاث خير نساء العالمين، وهي الّتي قال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “يا فاطمة، ألا ترضين أن تكوني سيّدة نساء المؤمنين، أو سيّدة نساء هذه الأمّة؟”4.
* تفضيلها على مريم عليها السلام أمر مفروغ منه عند أئمّة العترة الطاهرة وأوليائهم من الإماميّة 5 وغيرهم، وصرّح بأفضليتها على سائر النساء – حتى السيّدة مريم – كثير من محقّقي أهل السنّة والجماعة كالتقيّ السبكيّ، والجلال السيوطيّ6.
* وقد علم المسلمون كافّةً أنّ الله – عزّ وجلّ – اختارها من نساء الأمّة، كما اختار ولديها من الأبناء، واختار بعلها من الأنفس، فهم الخيرة مع رسول الله للمباهلة يوم أوحى الله سبحانه إليه: ﴿فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾7. 8
4- الموسوعة، ج2، النصّ والاجتهاد، تسلسل ص 559.
5- للمزيد راجع: بحار الأنوار 43: 21 – 27، تأريخ سيّدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام، الباب 3، ح 5، 11، 13، 19، 20، 24، 25.
6- الموسوعة، ج2، النصّ والاجتهاد، تسلسل ص 558.
7- سورة آل عمران، الآية: 61.
8- الموسوعة، ج2، النصّ والاجتهاد، تسلسل ص 560.
* إنّ للزهراء عليها السلام من منازل القُدس عند الله – عزّ وجلّ – ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم والمؤمنين ما يوجب الثقة التامّة في صحّة ما تدّعي، والطمأنينة الكاملة بكلّ ما تقول، لا تحتاج في إثبات دعواها إلى شاهد، فإنّ لسانها ليتجافى عن الباطل، وحاشا الله أن ينطق بغير الحقّ، فدعواها بمجرّدها تكشف عن صحّة المدّعى به كشفاً تامّاً ليس فوقه كشف، وهذا ممّا لا يرتاب فيه أحد ممّن عرفها عليها السلام9.
* وهنا نلفت أُولي الألباب إلى البحث عن السبب في تنحّي الزهراء عن البلد في نياحتها على أبيها صلى الله عليه وآله وسلم، وخروجها بولديها في لمّة من نسائها إلى البقيع يندبن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ظلّ أراكة كانت هناك، فلمّا قُطعت بنى لها عليّ بيتاً في البقيع كانت تأوي إليه للنياحة يدعى بيت الأحزان، وكان هذا البيت يزار في كلّ خلف من هذه الأمّة كما تزار المشاهد المقدّسة حتّى هُدم في هذه الأيّام بأمر الملك عبد العزيز بن سعود النجديّ10. 11
* وحسبك في تفضيل الزهراء أنّها بضعة من سيّد الأنبياء12، ولا نعدل به ولا ببضعته أحداً من العالمين13.
9- الموسوعة، ج2، النصّ والاجتهاد، تسلسل ص 564.
10- وذلك سنة 1344 هـ.
11- الموسوعة، ج2، النصّ والاجتهاد، تسلسل ص740.
12- كما في صحيح البخاري، 210:4.
13- الموسوعة، ج5، الكلمة الغرّاء، تسلسل ص 2009.
* السلف من بني عليّ وفاطمة عليهما السلام يروي خطبتها في ذلك اليوم لمن بعده، ومن بعده رواها لمن بعده، حتّى انتهت إلينا يداً عن يد، فنحن – الفاطميّون – نرويها عن آبائنا، وآباؤنا يروونها عن آبائهم، وهكذا كانت الحال في جميع الأجيال إلى زمن الأئمّة من أبناء عليّ وفاطمة14.
14- الموسوعة، ج2، النصّ والاجتهاد، تسلسل ص 547.
الإمام الحسن عليه السلام
* خُلق الحسن إنّما هو خُلق الكتاب والسنّة1.
* هو عليه السلام كغيره من أئمّة هذا البيت، يسترشد الرسالة في إقدامه وفي إحجامه2.
* امتحن بهذه الخطّة (الصلح) فرضخ لها صابراً محتسباً، وخرج منها ظافراً طاهراً، لم تنجّسه الجاهليّة بأنجاسها، ولم تلبسه من مدلهمّات ثيابها3.
* كان صلح الحسن عليه السلام مع معاوية من أشدّ ما لقيه أئمّة أهل البيت من هذه الأُمّة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم4.
1- الموسوعة، ج6، مقالات، تسلسل ص 2529.
2- الموسوعة، ج6، مقالات، تسلسل ص 2534.
3- الموسوعة، ج6، مقالات، تسلسل ص 2534.
4- الموسوعة، ج6، مقالات، تسلسل ص 2527.
* تهيّأ للحسن بهذا الصلح أن يغرس في طريق معاوية كميناً من نفسه يثور عليه من حيث لا يشعر فيرديه، وتسنّى له به أن يُلغم نصر الأمويّة ببارود الأمويّة نفسها، فيجعل نصرها جفاءً، وريحاً هباء5.
* وكان أهمّ ما يرمي إليه سلام الله عليه، أن يرفع اللثام عن هؤلاء الطغاة، ليحول بينهم وبين ما يبيّتون لرسالة جدّه من الكيد6.
* الحسن لم يبخل بنفسه، ولم يكن الحسين أسخى منه بها في سبيل الله، وإنّما صان نفسه يجنّدها في جهاد صامت، فلمّا حان الوقت كانت شهادة كربلاء شهادة حسنيّة قبل أن تكون حسينيّة7.
* وكان يوم ساباط أعرق بمعاني التضحية من يوم الطفّ لدى أولي الألباب ممّن تعمّق, لأنّ الحسن عليه السلام أُعطي من البطولة دور الصابر على احتمال المكاره في صورة مستكين قاعد8.
5- الموسوعة، ج6، مقالات، تسلسل ص 2535.
6- الموسوعة، ج6، مقالات، تسلسل ص 2537.
7- الموسوعة، ج6، مقالات، تسلسل ص 2537.
8- الموسوعة، ج6، مقالات، تسلسل ص 2537.
* وكانت شهادة “الطفّ” حسنيّة أوّلاً وحسينيّة ثانياً, لأنّ الحسن أنضج نتائجها، ومهّد أسبابها9.
* كان نصر الحسن الدامي موقوفاً على جلوِّ الحقيقة الّتي جلّاها لأخيه الحسين بصبره وحكمته، وبجلوّها انتصر الحسين نصره العزيز وفتح الله له فتحه المبين10.
9- الموسوعة، ج6، مقالات، تسلسل ص 2537.
10- الموسوعة، ج6، مقالات، تسلسل ص 2537.
عاشوراء والإمام الحسين عليه السلام
* وحسبك منه الصحاح الصريحة ببكاء الأرض والسماء على سيّد الشهداء وخامس أصحاب الكساء, إذ بكته الشمس بحمرتها، والآفاق بغبرتها، وأظلّه العرش بإعوالها1، وطبقات الأرض بزلزالها، والطير في أجوائها، وحجارة بيت المقدس بدمائها، وقارورة أُمّ سلمة بحُصَيّاتها، وتلك الساعة بآياتها، كما صرّحت به أحاديث السنّة2 وصحاح الشيعة3. 4
* دع بكاء الأنبياء والأوصياء عليهم السلام، ودع عنك ما كان من ملائكة السماء، وقل لي: هل جهلت نوح الجنّ في طبقاتها، ورثاء الطير في وكناتها، وبكاء الوحش في
1- الإعوال: رفع الصوت بالبكاء. الصحاح 5: 1776، “ع. و. ل”.
2- راجع: بغية الرائد في تحقيق الزوائد 9: 303، ح 15118, 314 – 316، ح 15154 – 15155 و 15159, الصواعق المحرقة, 194 – 195، الباب 11، الفصل 3, الدرّ المنثور 7: 413، ذيل الآية 29 من سورة الدخان (44).
3- كامل الزيارات: 179 – 188، الباب 28, الإرشاد للمفيد 2: 130 – 131, إعلام الورى 1: 428 – 429، الباب الثاني, بحار الأنوار 45: 201 – 219، تاريخ الحسين بن عليّ سيّد الشهداء عليه السلام، الباب 40، ح 1 – 46.
4- الموسوعة، ج4، فلسفة الميثاق والولاية، تسلسل ص 1572.
فلواتها، ورسيس5 حيتان البحر في غمراتها؟! وهل نسيت الشمس وكسوفها، والنجوم وخسوفها، والأرض وزلزالها، وتلك الفجائع وأهوالها؟! أم هل ذهلت عن الأحجار ودمائها، والأشجار وبكائها، والآفاق وغبرتها، والسماء وحمرتها، وقارورة أُمّ سلمة وحصياتها6، وتلك الساعة وآياتها؟!7
* وتالله لولا ما بذله الحسين عليه السلام في سبيل إحياء الدّين من نفسه الزكيّة، ونفوس أحبّائه بتلك الكيفيّة، لأمسى الإسلام خبراً من الأخبار السالفة، وأضحى المسلمون أمّة من الأمم التالفة, إذ لو بقي المنافقون على ما كانوا عليه من الظهور للعامّة بالنيابة عن رسول الله والنصح لدينه صلى الله عليه وآله وسلم، وهم أولياء السلطة المطلقة والإرادة المقدّسة، لغرسوا من شجرة النفاق ما أرادوا، وبثّوا من روح الزندقة ما شاؤوا، وفعلوا بالدّين ما توجبه عداواتهم له، وارتكبوا من الشريعة كلّ أمر يقتضيه نفاقهم8.
* وشيبة الحسين عليه السلام المخضوبة بدمه الطاهر – لولا ما تحمّله – سلام الله عليه – في سبيل الله ما قامت لأهل
5- الرسيس: الصوت الخفيّ، ولعلّ مراده رحمه الله أنين الحيتان وحنينها في غمرات البحار.
6- راجع الصواعق المحرقة: 193، الباب 11، الفصل 3.
7- الموسوعة، ج5، المجالس الفاخرة، تسلسل ص 2063 – 2064.
8- الموسوعة، ج5، المجالس الفاخرة، تسلسل ص 2080 – 2081.
البيت عليهم السلام – وهم حجج الله – قائمة, ولا عرفهم – وهم أولوا الأمر – ممّن تأخّر عنهم أحد9.
* أيّها العرب والمسلمون، هذا شهر المحرّم الدامي الّذي انتصرت فيه عقيدة، وبعثت منه قضيّة, ألا إنّ قتلة الحسين بِكرٌ في القتلات، فلتكن قدوتنا فيه بكراً في القدوات، ولنكن نحن من فلسطين مكان أبي الشهداء من قضيّته، ليكون لنا ولفلسطين ما كان له ولقضيّته من حياة ومجد وخلود10.
* أمِنْ أجل هذه الحقول11 نزا الشيطان على ابن سعد، وفتنت العقول يومئذٍ على حواشي مأساة الطفّ؟12
* وكان الحسين – بأبي وأمّي – على يقين من ترتّب هذه الآثار الشريفة على قتله وانتهاب رحله, وذبح أطفاله وسبي عياله, بل لم يجد لإرشاد الخلق إلى الأئمّة بالحقّ, واستنقاذ الدّين من أئمّة المنافقين – الّذين
9- الموسوعة، ج5، المجالس الفاخرة، تسلسل ص 2082.
10- الموسوعة، ج9، الخطب والرسائل، تسلسل ص 4569.
11- وهي في طهران، وقد كانت تعرف باسم الريّ وجرجان، وقد قاتل ابن سعد لعنه الله الإمام الحسين عليه السلام لأجلها، وفي الرواية أنّه عليه السلام قال لابن سعد يوم عاشوراء: “يا عمر أنت تقتلني؟ تزعم أن يولّيك الدعيّ بن الدعيّ بلاد الريّ وجرجان، والله لا تتهنّأ بذلك أبدا، عهداً معهودا، فاصنع ما أنت صانع، فإنّك لا تفرح بعدي بدنيا ولا آخرة، ولكأنيّ برأسك على قصبة قد نصب بالكوفة، يتراماه الصبيان ويتّخذونه غرضاً بينهم” بحار الأنوار، ج45، تسلسل ص10، وكان كما أخبر الإمام عليه السلام.
12- الموسوعة، ج 7، بغية الرّاغبين، تسلسل ص 3481.
خفي مكرهم, وعلا في نفوس العامّة أمرهم – إلّا الاستسلام لتلك الرزايا, والصبر على هاتيك البلايا, وما قصد كربلاء إلّا لتحمّل ذلك البلاء, عهد معهود عن أخيه, عن أبيه, عن جدّه, عن الله تعالى13.
13- الموسوعة،ج5، المجالس الفاخرة، ص 2086.