Home / *مقالات متنوعة / وجود المستشارين..بقاء أكثر في العراق أم تعريض الجيش الأمريكي للخطر؟

وجود المستشارين..بقاء أكثر في العراق أم تعريض الجيش الأمريكي للخطر؟

الوقت – مع اقتراب رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي من زيارة الولايات المتحدة للولايات المتحدة، أصبحت مسألة تحديد موعد انسحاب القوات الأمريكية، بالنسبة للمجموعات السياسية والرأي العام، جزءاً من واجبات الحكومة. ولكن في غضون ذلك، أثار موقف وزير الخارجية فؤاد حسين الأحادي الجانب بشأن الحاجة إلى استمرار تدريب القوات العراقية بقيادة الولايات المتحدة موجة من المعارضة والتكهنات بشأن احتمال عدم تنفيذ قانون إخراج القوات الامريكية من العراق خلال الجولة الرابعة من المحادثات الاستراتيجية بين بغداد وواشنطن بقيادة الكاظمي. حيث التقى فؤاد حسين بنظيره الامريكي انطوني بلينكين يوم الجمعة، وقال في مؤتمر صحفي مشترك ان “العراقيين ما زالوا يحتاجون للقوات الامريكية.”

عملية أربيل.. المقاومة حتى طرد آخر أمريكي

وكما ذكرنا فإن موقف فؤاد حسين قوبل على الفور برد فعل قوي من قبل المجموعات السياسية المناهضة لأمريكا ومثيلاتها في تشكيلات الحشد الشعبي التي حذرت من الخطط الشريرة التي يجري تنفيذها للالتفاف على قرار مجلس النواب، واستمرار مطالباتها حتى الاخراج التام للقوات الأجنبية من كامل اشكال وجودها في العراق، وأنها تحث الحكومة على تطبيق قانون البرلمان، الذي يقوم على ممارسة السيادة والاستقلال الوطني. وفي هذا الصدد، ذكرت هيئة التنسيق لجماعات المقاومة العراقية أن مهمة سلاح الجو الأمريكي في العراق هي الدفاع عن أمن النظام الصهيوني والتجسس على المقاومة. وقال البيان إن الانسحاب الحقيقي للولايات المتحدة من العراق سيتم إذا انسحبت القوات الأمريكية بالكامل من الأراضي العراقية. في سياق متصل، غرد قيس الخزعلي، الأمين العام لعصائب أهل الحق في العراق، أن وجود القوات الأمريكية في العراق كان ضد مصالح العراق، قائلا إنه إذا كان في مصلحته، فسيكون في مصلحة النظام الصهيوني، التي تعتبر العراق والعراقيين العدو الأول لها، تصريحات وزير الخارجية العراقي (في واشنطن والاجتماع مع وزيرة الخارجية الأمريكية) بأن قوات الأمن العراقية لا تزال بحاجة إلى مساعدة القوات الأمريكية مؤسفة للغاية وغير مقبولة لنا ولأي عراقي يعتز بالمؤسسات العسكرية والأمنية لبلده”. من جهة أخرى، وفي الوقت نفسه مع هذه التطورات، تعرضت قاعدة الحرير، التي توجد بها القوات الأمريكية في المنطقة الشمالية من العراق، لهجوم من قبل مسلحين أمس. ونشرت صفحة “لواء الثائرين”، على الانترنت، بيانا أعلنت فيه عن هجوم بالطائرات المسيرة على هذه القاعدة العسكرية صباح الجمعة، وقالت في بيانها: “في هذه العملية التي نفذت بطائرات مسيرة مسلحة في الساعة 2 فجر يوم الجمعة، الحقت أضرارا بالمعدات العسكرية الأمريكية“. ما لا شك فيه أن هذه العملية والموقف التحذيري من الجماعات الأخرى المناهضة لأمريكا يحمل رسالة جادة مفادها أن واشنطن تحاول إبقاء قواتها على الأراضي العراقية تحت أي عنوان أو اتفاق، في ظل عدم شرعية الوجود العسكري الأمريكي في العراق بعد قرار البرلمان. وإذا لم يتم تنفيذ القرار، فإن مسؤولي البيت الأبيض سيعرضون حياة الجنود الأمريكيين للخطر، ولن تتمكن الحكومة العراقية من حمايتهم.

أحدث الحيل الأمريكية

منذ أن أصدر مجلس النواب العراقي قرارًا بشأن إخراج القوات الأجنبية من العراق دون أعذار في كانون الثاني (يناير) 2020، حاولت امريكا بشتى الطرق الالتفاف على القانون وعدم تنفيذ أمر مغادرة العراق. كانت احدى اهم الاستراتيجيات الامريكية هي تضييع الوقت في اقتراح بدء مفاوضات استراتيجية مع الحكومة العراقية مرت حتى الآن بأربع مراحل، ويدعي منتقدو حكومة الكاظمي أن الجولة الرابعة من المحادثات الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة قد بدأت في وقت يتم فيه تهميش الموضوع الرئيسي للمحادثات، وهو انسحاب القوات الأمريكية من العراق، وذلك بسبب المشاكل الاقتصادية الكبرى في العراق والاحتجاجات الشعبية الواسعة، وفي الأشهر الأخيرة، سعى المسؤولون في واشنطن إلى الصيد في المياه العكرة عن طريق تحويل المحادثات إلى قضايا التعاون الاقتصادي وتقديم وعود مغرية بتقديم مساعدات مالية للعراقيين. من ناحية أخرى، اكتسبت الولايات المتحدة، التي قامت في عام 2014 بتأسيس داعش وإرسال الإرهابيين السوريين إلى الحدود العراقية، مرة أخرى العذر اللازم لوجود عسكري كبير في العراق بعد مغادرة العراق في عام 2011،. حيث أعادة إدخال قواتها ومعداتها بشكل واسع النطاق. وهكذا، منذ إقرار مجلس النواب، شهد العراق موجة واسعة من الهجمات على البنية التحتية الاقتصادية، والأراضي الزراعية، وطرق النقل غير الآمنة، والهجمات على المنشآت الدبلوماسية. تم تصميم هذه القضية بالكامل لمعالجة عدم كفاية الجيش العراقي وقوات الأمن لتوفير الأمن.

من صناعة داعش إلى الهروب من أفغانستان؛ درس في التاريخ للعراقيين

لكن النقطة المهمة للغاية حول محاولة إضفاء الشرعية على استمرار وجود القوات الأجنبية على الأراضي العراقية، كوجود مستشارين ومسؤوليات تدريبية، هي التجربة الفاشلة تمامًا لتسليم المسؤولية عن تنظيم وتدريب الجيش إلى الولايات المتحدة. العالم يراقب التطورات في أفغانستان في الأشهر الأخيرة، والتي ولسنوات، كانت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي مسؤولين عن تدريب وتجهيز الجيش الأفغاني بميزانيات كبيرة، لكن بعد وقت قصير من إعلان الناتو انسحابه من الحرب في أفغانستان، تنازل عن معظم أراضي سيطرته لمقاتلي طالبان. كما شهد الشعب العراقي هذه التجربة في وقت صعود تنظيم داعش، حيث لم يستطع الجيش الذي تدربه الولايات المتحدة مقاومة إرهابيي داعش، وتمكن التنظيم الإرهابي من السيطرة على جزء كبير من المدن والمناطق العراقية في وقت قصير، وارتكاب جرائم شنيعة. ما لا شك فيه، مثلما كان الجيش وقوات الحشد العشبي قادرين على قمع وخنق السيناريو المصمم جيدًا لعودة ظهور داعش في العام الماضي، فإن الجيش العراقي اليوم لا يحتاج إلى قبول التبعية والطاعة للقوات الأجنبية.

 

Check Also

العودة الی احضان دمشق…اجباریة ام تأسفیة؟

شهدت الآونة الأخيرة تراكض عربي في سبيل إعادة العلاقات السياسية والدبلوماسية مع سوريا، في ظل ...