Home / *مقالات متنوعة / اعتراف الولايات المتحدة وبريطانيا بـ”أنصار الله”.. ماذا يدور خلف الكواليس؟

اعتراف الولايات المتحدة وبريطانيا بـ”أنصار الله”.. ماذا يدور خلف الكواليس؟

الوقت- يسعى الغربيون إلى قلب دفة المفاوضات حول اليمن لمصلحتهم من خلال الاعتراف بـ”أنصار الله”، وهو ما فشلوا في فعله حتى الآن. ونظراً للتطورات الميدانية والسياسية الأخيرة في اليمن، ونظراً لدخول الجيش الأمريكي إلى البلاد، سعت واشنطن إلى قلب التيار لمصلحتها ولمصلحة تحالف العدوان السعودي بإعلانها شطب اسم حركة “أنصار الله” من قائمة الإرهاب. وعليه، رأينا أنه في المرحلة الأولى، وبعد انتشار قواتها في اليمن، أزالت الولايات المتحدة اسم حركة “أنصار الله” من قائمتها الإرهابية لتوفير مساحة لإجبار حركة “أنصار الله” على الجلوس على طاولة المفاوضات. ولقد أدى هذا الحادث بطريقة ما إلى دخول اليمن حقبة جديدة من تطوراته، لأن هذا الإجراء من جانب الولايات المتحدة جعل “أنصار الله” ينظر إليه الغرب بطريقة جديدة، ما يدل على تأثير وقوة هذه الحركة في اليمن والمنطقة. وخلاصة القول هي أن المبادرة والجهود الأمريكية لتسوية القضية اليمنية لمصلحة واشنطن فشلت بشكل أساسي، وحتى الآن لم يتخذ “أنصار الله” أي خطوات للتفاوض مع الدول الغربية أو حتى تحالف العدوان السعودي.

ووسط كل العداء الأمريكي لـ”أنصار اللة”، وبينما كانت واشنطن تعتقد أن الحكومة اليمنية المستقيلة بقيادة الرئيس المستقيل “عبد ربه منصور هادي” تتمتع بالشرعية الدولية وأن الأزمة اليمنية لا يمكن التفاوض عليها، إلا أن المبعوث الأمريكي الخاص لليمن “تيموثي لاندر كينغ” اعترف رسمياً يوم الأربعاء الماضي بحركة “أنصار الله” اليمنية كطرف اساسي في اليمن في ندوة عبر الإنترنت بين المجلس الوطني للعلاقات الأمريكية – العربية ولم يحملها المسؤولية الكاملة عن أعمال العنف في اليمن. وقال المسؤول الأمريكي في جزء من كلامه، “إن الولايات المتحدة تعترف بجماعة أنصار الله كطرف شرعي، وهي جماعة حققت الكثير من الانتصارات في اليمن وهذه الجماعة وحدها ليست المسؤولة عن العنف وذلك لأن تحالف العدوان السعودي الإماراتي ارتكب الكثير من اعمال العنف في العديد من المحافظات اليمنية”. ويتضح مما قيل أن تحرك الولايات المتحدة في الاعتراف بجماعة “أنصار الله” كعنصر فاعل في الساحة السياسية اليمنية لا يرجع إلى حسن نية واشنطن تجاه اليمنيين أو محاولة إنهاء الحرب اليمنية. الرد جاء سريعاً من قبل عضو المكتب السياسي لحركة انصار الله، “محمد البخيتي”، قائلا: “لم نسعَ يوما لنيل شرعيتنا من أمريكا وإنما لاستعادة سيادة واستقلال اليمن وتحرير كل شبر من ارضه وقد قدمنا الكثير من التضحيات وصمدنا صمودا لم يسبق له في التاريخ مثيل”. واضاف “البخيتي” في تغريدة له على صفحته الشخصية، “المطلوب من دول العدوان وعلى رأسها امريكا وقف عدوانها ورفع حصارها وسحب قواتها واحترام ارادة الشعب اليمني”.

إن الحقيقة هي أن الولايات المتحدة لم تكن قادرة على متابعة قضيتها في المنطقة بسبب إخفاقاتها الإقليمية. ومن هذه الحالات اليمن الذي لا يزال مستقبله مجهولاً، ولهذا السبب يحاول الأمريكيون الإعلان من جهة أنهم يواصلون الدفاع عن تحالف العدوان السعودي بوجودهم العسكري في اليمن، ومن جهة أخرى وبإبعادهم حركة “أنصار الله” من قائمة الإرهاب، يسعون لتقديم أنفسهم للعالم كمركز لحل هذه الأزمة. لكن مجموعة كبيرة من التحليلات والأخبار تظهر أن الأمريكيين لم ينجحوا في القضية اليمنية. فمن ناحية أخرى، وفي ظل الوضع الراهن، دخل الأمريكيون إلى الميدان من خلال اتخاذ مثل هذه المواقف لمصلحة “أنصار الله” ودعم تحالف العدوان في اليمن، وخاصة من خلال توجيه مسار الاوضاع نحو التأزم، حيث يكون دور الأمم المتحدة ايجابي جدا.

ولكن يجب أن نفهم أن “مارتن غريفيث”، مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن، والذي كان ثالث مبعوث للأمم المتحدة إلى اليمن في السنوات الأخيرة، لم يتمكن من تسجيل نتيجة ايجابية محددة في القضية اليمنية. وذلك لإنه يدعم السعودية والولايات المتحدة بشكل أساسي، ولهذا يعتقد قادة “أنصار الله” أنه لم يتمكن من اتخاذ أي إجراء حاسم وفعّال لمصلحة الشعب اليمني خلال هذه الفترة. ولهذا السبب، فإن مجموعة المؤشرات المتوافرة اليوم تدل على أن اليد العليا هي مع “أنصار الله”. وترى الحركة أنه بالنسبة للمفاوضات الأولى، فإن رفع الحصار عن مطار صنعاء يجب أن يتم تنفيذه من قبل جامعة الدول العربية، ومن ثم يجب رفع العقوبات عن البلاد من أجل تحقيق السلام العادل. ولهذا السبب نعتقد أن قادة “أنصار الله”، إضافة إلى رغبتهم في سلام دائم، يقاتلون في الميدان حتى يتمكنون من التفاوض أكثر من خلال تحقيق المزيد من الإنجازات الميدانية في الساحة السياسية والمفاوضات.

بمعنى آخر، إن إنجازاتهم الميدانية مرتبطة بشكل مباشر بالقضايا والمحادثات السياسية، بينما تحالف العدوان السعودي ينفق الأموال فقط على الحرب مع الشعب اليمني ولم يحقق أي إنجازات كبيرة حتى الآن. وهنا يمكن القول إن اعتراف بريطانيا والولايات المتحدة قبل عدة أيام بشرعية “أنصار الله” في اليمن، يدل على أن الغرب توصل إلى نتيجة مفادها بأن هذه العملية لها تأثير مباشر باعتبار هذه الحركة اليمنية العمود الفقري للمفاوضات المستقبلية وحل الأزمة اليمنية.

وفي غضون ذلك، يقول الخبراء إن العامل الأول الذي دفع الولايات المتحدة إلى الاستسلام لـ”أنصار الله” هو الزيادة المذهلة في القدرات العسكرية والصاروخية اليمنية التي وصلت إلى حافة خلق “معادلة سياسية” في المنطقة. ومنذ عام 2015، أطلقت اللجان الشعبية اليمنية والجيش مئات الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والطائرات المسيرة على مواقع لقوات تحالف العدوان الغازية وعلى الأراضي السعودية، ووصلت في بعض الحالات إلى العاصمة السعودية الرياض. ويقول باحثون سياسيون إن الاعتراف الامريكي أو عدمه لا يعطي الشرعية لاي دولة واي جماعة واي سلطة، عندما تُستَمد الشرعية من الشعب والوطن وأن حركة انصار الله، تعتبر مكوناً أساسياً في اليمن حسب التوصيف العالمي.

ويوضح باحثون سياسيون أن الشعب اليمني يلبي دعوة قيادة “أنصارالله” في المسيرات التي يشارك فيها مئات الآلاف في أكثر من مناسبة مختلفة منها مناسبات سياسية وإنسانية ودينية حيث يخرجون الى الشارع رغم الحصار والغارات والمعاناة التي يعيشها ويستجيبون للقيادة اليمنية مشيرين الی أن الإعتراف بالدول يأتي لتسهيل التعاون والتعامل بين الدول لكن أصل الشرعية تأتي من داخل الدول وليست من خارجها. وعن القرار الأميركي بتصنيف حركة “أنصار الله” طرفاً شرعياً في اليمن يقول باحثون سياسيون ان هذا القرار يعتبر أمراً طبيعياً في ظل تواصل المجتمع الدولي مع “أنصار الله” حيث يعرف العالم كله بأن “أنصار الله” مكون رقم واحد في اليمن وأن أنصار الله قدمت نموذجاً جدير بالاحترام في إدارة المعارك وإدارة الجماهير والسلطة حيث تمثل حكومة الانقاذ الوطني الذي تشرف عليها “أنصار الله” سلطة ناجحة بكل المعايير رغم قلة الامكانيات والحرب والحصار في حين أن الحكومة التي يعترفون بها كحكومة شرعية (حكومة الرئيس المستقيل هادي) تفتقد لجميع مقومات الشرعية.

ويؤكد باحثون سياسيون على أنه في كل النقاشات السياسية المتعلقة بمستقبل التصفية السياسية في اليمن تم تجاوز موضوع “عبد ربه منصور هادي” والحكومة التي يرأسها بشكل كلي لأنها اثبتت فشلها وعدم شرعيتها. ومن جهة آخرى يرى خبراء عسكريون يمنيون اعتراف المندوب الأمريكي في الشأن اليمني بحركة “أنصار الله” طرفاً شرعياً لا يقدم ولا يؤخر شيئاً وأن الحركة تستمد شرعيتها من الشعب الذي اعطاها الشرعية لوقوفها في مواجهة العدوان السعودي – الأمريكي. ويؤكد خبراء عسكريون يمنيون على أن أمريكا تحاول سرقة انتصارات الشعوب واعطاء الشعوب انتصاراتهم لهم كهبة منها. ويعتبر خبراء عسكريون يمنيون أن الكلام الأمريكي حول الملف اليمني هو عبارة عن فرض شروط لوقف المعارك في مأرب وتقديم نفسها كوسيط فيما تستمر ضغوطها في ملفات عدة مثل فتح الميناء أو فتح المطار وهذا ما رفضته القيادة اليمنية.

ويضيف خبراء عسكريون يمنيون أن القيادة اليمنية أعلنت موقفها مؤكدة علی ضرورة فصل الملف الإنساني عن باقي الملفات لكن هناك تصعيد غير مسبوق من قبل تحالف العدوان سواء في عدد الغارات اليومية التي تتجاوز متوسط 30 غارة يومياً اضافة الى الخروقات في الساحل الغربي حيث من الطبيعي ان تقوم القوات اليمنية بالرد على هذا التصعيد. ويشدد خبراء عسكريون يمنيون على أن الشعب اليمني متمسك في معادلته الثلاثية وهي وقف العدوان ورفع الحصار وعدم التدخل في شؤونه وسحب المرتزقة من البلاد مؤكدين على أن الأمريكيين ليسوا جديين بشأن السلام. ويقول أعضاء في حزب المحافظين البريطاني بأن الإعلان الأمريكي الأخير باعتراف حركة “أنصارالله” طرف شرعي في اليمن يدل على وجود ديناميكية جديدة في اليمن والشرق الاوسط مؤكدين على أن الرئيس اليمني المستقيل “عبد ربه منصور هادي” لا قيمة له سياسياً.

 

Check Also

العودة الی احضان دمشق…اجباریة ام تأسفیة؟

شهدت الآونة الأخيرة تراكض عربي في سبيل إعادة العلاقات السياسية والدبلوماسية مع سوريا، في ظل ...