الرئيسية / الاسلام والحياة / حوارات اسلامية و بحوث هادفة – عقيدة الشيعة في التوسل

حوارات اسلامية و بحوث هادفة – عقيدة الشيعة في التوسل

الشيعة كلهم متفقون على أن أحدا لو اعتقد بألوهية النبي أو الأئمة ، أو جعلهم شركاء لله سبحانه في صفاته وأفعاله ، فهو مشرك ونجس يجب الاجتناب والابتعاد عنه .
وأما قولهم : يا علي أدركني ، أو يا حسين أعنّي ، وما إلى ذلك ، فليس معناه : يا علي أنت الله فأدركني ! أو يا حسين أنت الله فأعني ! بل لأن الله عز وجل جعل الدنيا دار وسائل وأسباب ، وأبى الله أن يجري الأمور إلا بأسبابها ، فنعتقد أن النبي (ص) وآله هم وسيلة النجاة في الشدائد ، فنتوسل بهم إلى الله سبحانه .

 
الحافظ : لماذا لا تطلبون حوائجكم من الله تعالى بغير واسطة ؟!
فاطلبوا منه بالاستقلال لا بالوسائل .
قلت : إن توجهنا إلى عز وجل في طلب الحوائج ودفع الهموم والغموم هو بالاستقلال ، ولكنا نتوسل بالنبي وآله الطيبين صلوات الله عليهم أجمعين ليشفعوا لنا عند الله سبحانه في قضاء حوائجنا ، ونتوسل بهم إلى الله تعالى ليكشف عنا همومنا وغمومنا ، ومستندنا في هذا الاعتقاد هو القرآن الحكيم إذ يقول ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة )(25).

 
آل محمد (ص) هم الوسيلة:
نحن الشيعة نعتقد بأن الله عز وجل هو القاضي للحوائج ، وأن آل محمد (ص) لا يحلون مشكلا ولا يقضون حاجة لأحد إلا بإذن الله وإرادته سبحانه ، وهم ( عباد مكرمون * لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون )(26).
فهم واسطة الفيض ، والفياض هو الله رب العالمين .

 
الحافظ : بأي دليل تقولون أن المراد من الوسيلة في الآية الكريمة آل محمد (ص) ؟
قلت : لقد روي ذلك كبار علمائكم منهم : الحافظ أبو نعيم ، في : ” نزول القرآن في علي ” والحافظ أبو بكر الشيرازي في ” ما نزل من القرآن في علي ” والامام الثعلبي في تفسيره للآية الكريمة ، وغير أولئك رووا عن النبي (ص) : أن المراد من الوسيلة في الآية الشريفة : عترة الرسول وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين .

 
ونقل ابن أبي الحديد المعتزلي ـ وهو من أشهر وأكبر علمائكم ـ في ” شرح نهج البلاغة ” تحت عنوان : ذكر ما ورد من السير والأخبار في أمر فدك ، الفصل الأول ، ذكر خطبة فاطمة (ع) .
قالت : واحمدوا الله الذي لعظمته ونوره يبتغي من في السماوات والأرض إليه الوسيلة ، ونحن وسيلته في خلقه … (27).

شاهد أيضاً

قصيدة تلقى قبل أذان الصبح في حضرة الإمام الحسين عليه السلام في شهر رمضان المبارك

  أشرب الماءَ وعجّل قبل َأن يأتي الصباح  أشربَ الماءَ هنيئا أنهُ ماءٌ مباح أشربَ ...