الرئيسية / القرآن الكريم / البسملـة – روح الله الموسوي الخميني قدس سره

البسملـة – روح الله الموسوي الخميني قدس سره

20 وصية للشباب

أنتم أيها الشباب تستطيعون العثور على الطريق الأفضل لقد فاتنا الأمر وذهبت قوانا إلى حيث عاقبتها أنتم أيها الشباب تستطيعون بصورة أفضل أن تهذبوا أنفسكم فأنتم أقرب للملكوت من كبار السن، إذ أن جذور الفساد أقل تأصلا فيكم لم تمتد كثيرا بعد لكنها تتأصل وتتكاثر في كل يوم مادامت باقية ويصعب الأمر كلما تأخر وتعرقل فعسير للغاية على الشيخ العجوز إصلاح حاله إذا أراد ذلك ولكن الشاب يستطيع تحقيق ذلك أسرع.

يتحقق إصلاح ألآف الشباب، ولا يتحقق إصلاح عجوز واحد، لا تتركوا أمر الإصلاح لأيام الشيخوخة ابدأوا – الآن – سيركم ما دمتم شبابا اجعلوا – الآن – أنفسكم تابعة لتعاليم الأنبياء وهذا هو مبدأ المسيرة ومنه يجب الانطلاق فالأنبياء أوضحوا الطريق وأرشدوا إليه ونحن لا نعرفه، هم يعرفونه فهم أطباء يعرفون سبيل السلامة وأوضحوه وأرشدوا إليه فإن أردتم السلام فعليكم أن تسلكوه عليكم أن تقللوا شيئاً فشيئاً من التوجه والاهتمام بالنفس، وبالطبع فمثل هذه المهمة لا يمكن إنجازها بسرعة ولكن عليكم التحرر شيئا فشيئا جميع آمالنا هذه ستقبر وتنتهي جميع أشكال الاهتمام بالنفس ستنتهي وبالإضرار بنا والذي يبقى هو المتعلق بالله (وما عند الله): {مَا عِنْدَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ}(النحل96).

لدى الإنسان “ما عندكم” وللإنسان “ما عند الله”، فما دوام متوجها مهتما بالنفس فهو من جنس “ما عندكم ” وكله سيفني وينتهي ولكن المتعلق بالله فهو باق باسمه لا ينفد.

جاهدوا للانتصار على النفس

جاهدوا ولنجاهد من أجل الخروج من هذه الحالة التي تحيط بنا وبكم أولئك الذين كانوا ينتصرون على الكفار لم يكونوا يهتموا لتعداد أعدائهم مهما كثر، ذاك الذي كان يعلن أنه لو اجتمعت العرب عليه لما تراجع إنما كان يقول ذلك لأن القضية قضية الله وما دامت كذلك فلا هزيمة فيها ولا تراجع.

أولئك الذين كانوا يجاهدون وينتصرون ،كانوا يتقدمون دون الالتفات إلى أنفسهم وطموحاتهم هؤلاء كانوا قد قاموا بمجاهدة النفس إلى حدٍّ ما وأولئك كانوا في مراتب عالية – وكل حسب مرتبته – وما لم يقوموا بذاك الجهاد لما تحقق لهم ذاك الانتصار فما لم يعرض الإنسان عن آمال نفسه وعن الدنيا لا يمكن أن يتقدم.

والدنيا هي آمال الإنسان فدنيا كل إنسان آماله، فالدنيا الخارجية ما هي من الدنيا المكذوبة وكذلك حال عالم الطبيعة الدنيا هي هذه التي عندكم فأنتم عندما تلتفتون إلى أنفسكم فأنتم “دنيا” دنيا كل شخص هي الموجودة في نفسه وهي المكذوبة أما الشمس والقمر والطبيعة فليست مكذوبة بل مدحت فهي مظاهر الله، لكن الذي يبعد الإنسان عن ساحة القدس والكمال فهي تلك الدنيا المكذوبة وهي داخل نفسه (التوجه إلى النفس).

أسأل الله التوفيق لأن نخرج من هذه البئر الظلمانية العميقة ونتبع أولياء الله فهم ق تخلصوا من هذه المهلكة وخرجوا منها و “أدر كهم الموت ” والسلام.

ختام الدرس الثاني من دروس الأمام الخميني – قدس سره – في التفسير 11/صفر/1400

 

شاهد أيضاً

ليلة القدر .. بين اصلاح الماضي و رسم المستقبل

أشار العالم الديني و استاذ الاخلاق الزاهد الفقيد الراحل سماحة آية الله مجتبي طهراني ، ...