الرئيسية / الاسلام والحياة / بداية الطريق شذرات من عبق الإمام الخامنئي دام ظله

بداية الطريق شذرات من عبق الإمام الخامنئي دام ظله

روي عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُول:” جُعِلَ الْخَيْرُ كُلُّهُ فِي بَيْتٍ وَ جُعِلَ مِفْتَاحُهُ الزُّهْدَ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم: لَا يَجِدُ الرَّجُلُ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ فِي قَلْبِهِ حَتَّى لَا يُبَالِيَ مِنْ أَكْلِ الدُّنْيَا ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام: حَرَامٌ عَلَى قُلُوبِكُمْ أَنْ تَعْرِفَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى تَزْهَدَ فِي الدُّنْيَا”.1
________________________________________

1- الكافي، الكليني، ج2، ص 128، باب ذم الدنيا والزهد فيها، ح2.

المسؤول قدوة الناس في الزهد:
الحكومة الإسلاميّة لها معنىً خاصّ. وهي ليست حكومة دنيويّة. وهي غير الحكومة الطاغوتيّة. هي ليست حكومة التسلّط على النّاس، والعيش لاغتنام الوصوليّين والمقتدرين فرص الشهوات. الحكومة الإسلاميّة تعني أن يعمل مسؤولوها للإسلام ولله، وليس للنّفس وميولها.

علينا أن نكون في خدمة النّاس، لا على سبيل المجاملة، بل بما تعنيه هذه الكلمة حقيقةً وواقعاً. علينا، وفي أيّ مستوى كنّا، أن نُبعِد تماماً مفهوم (بما أنّه يمكننا الاستفادة من الإمكانات الموجودة في تصرّفنا لتأمين احتياجاتنا وهَوَسنا الشّخصيّ، فعلينا القيام بذلك). على مسؤولي الدّولة أن يكونوا نموذجاً للزّهد بالنّسبة للآخرين بالمعنى الحقيقيّ للكلمة، أي عدم الرّغبة بزخارف الدّنيا، وحدّ ذلك هو حدّ الورع.

… أعينوني بورعٍ واجتهاد:
يشير أمير المؤمنين عليه السلام في رسالته المعروفة إلى “عثمان بن حنيف”، عامله على البصرة – بعد الحديث عن إسراع عثمان إلى الوليمة التي دُعِي إليها – إلى أسلوب حياته الشّريفة، فيقول: “أَلاَ وَإِنَّ إِمَامَكُمْ قَدِ اكْتَفَى مِنْ دُنْيَاهُ بِطِمْرَيْهِ، وَمِنْ طُعْمِهِ بِقُرْصَيْه”3، ثمّ يضيف: “أَلاَ وَإِنَّكُمْ لاَ تَقْدِرُونَ عَلَى ذلِكَ”.

________________________________________
2- حديث الإمام الخامنئي دام ظله عند افتتاح درس (بحث الخارج)، 05/09/1995.
3- نهج البلاغة، الرّسالة 45.

كيف لنا – أنا وأنتم – أن يخطر ببالنا أنّه يمكننا الوصول إلى ذلك المقام الشّامخ؟ هل الأمر بسيط؟ الموضوع ليس في رفع المسؤوليّة عن أنفسن، ما دمنا نستطيع فعلينا العمل، لا أن نُوجد لأنفسنا المبرّرات، لأنّ طريقة الحياة هذه لا يمكن تصنُّعها، إنّما تعتمد على روح فولاذيّة، تلك الرّوح الموجودة في أمير المؤمنين عليه السلام.

ثمّ يُضيف عليه السلام: “وَلكِنْ أَعِينُوني بِوَرَعٍ وَاجْتِهَاد”، فعليكم بالورع قدر المستطاع، اسعوا في هذا الطّريق، فإن لم يكن ذلك ميسَّراً لكم، فليكن بالحدّ الذي تقدرون عليه.

عندما نقرّر ذلك ونُطلق الشّعارات، ونقول: إنّ مجتمعنا يجب عليه الابتعاد عن النّزعة الاستهلاكيّة، والانعتاق من المفاهيم التي يروِّج لها الغرب في ثقافاته، فإنّ هذا الأمر يتوقّف على عملنا، فنحن من يجب علينا تعليم النّاس، لأنّه هل يمكننا التوقّع من النّاس الابتعاد عن الكماليّات، وفي الوقت عينه نغرق في أشكال مختلفة من الكماليّات والتشريفات والزّخرفات الدّنيويّة؟! عندما نُطلق الشّعارات في أماكن أخرى، علينا العمل بها4.

شاهد أيضاً

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر العربيّ

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر ...