الرئيسية / الشهداء صناع الحياة / 221 الشهيدخالد ماجد مبارك السعدون – أبومحمد البصري

221 الشهيدخالد ماجد مبارك السعدون – أبومحمد البصري

ولد في محافظة البصرة، قضاء شط العرب عام 1959م وسط أسرة محافظة سنية المذهب ربته على الأخلاق الكريمة والسجايا الحميدة.
أكمل الدراسة الابتدائية في شط العرب ثم انتقلت أسرته للسكن في المعقل، الأبلة الجديدة، شارع 80، وهناك أكمل الدراسة المتوسطة ثم اتجه للعمل لتهيئة العيش الكريم لأسرته.
سيق للخدمة الإلزامية بتاريخ 15/04/1978م ونسب إلى كتيبة المدفعية 30 واستمر فيها إلى ان وقع في أسر قوات الجمهورية الإسلامية بعد تنفيذها هجومًا مضادًا على مشارف مدينة الخفاجية( ).
بتاريخ 05/01/1981م فنقل مع مجاميع أخرى إلى معسكرات الأسر— برندك وبجنورد ثم كهريزك والحشمتية— التي كانت مدرسة إسلامية تعلم واهتدى فيها عشرات الآلاف، فقد كان فيها من البرامج الثقافية كدروس الفقه والأصول والأخلاق والسيرة ودروس اللغة وعلوم القرآن الكريم…
في تلك الأجواء عاش خالد وتنور قلبه بعلوم أهل البيت عليهم‌السلام وسيرتهم ولم يكن قد تعرف من قبل إلا على شيء يسير من ذلك المعين الدافق، وهاهو أمام بحر لاينضب من علوم لم يجدها في أي مدرسة أخرى، فعلوم أهل البيت عليهم‌السلام هي امتداد لعلوم صاحب الرسالة صلّى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لذلك اتخذ قراره بإتباع مذهبهم، وبما أن أهل البيت كانوا قادة الدفاع عن الشريعة والوقوف بوجه الظلم والانحراف فقد اتخذ قراره الثاني بالالتحاق بالمجاهدين من أجل المشاركة معهم للوقوف بوجه الباطل البعثي، بوجه التجاوز على القيم والأخلاق وانتهاك الحرمات وكان من المطالبين بإلحاح وإصرار على الالتحاق بالمجاهدين حتى حقق الله له ذلك بتاريخ 08/10/1987م حيث دخل دورة تدريبية في معسكر الحر الرياحي( ) ثم نُسّب إلى قوات الإمام التي كلفت بواجب جهادي في كردستان العراق، ففرح أبومحمد البصري وهو يدخل إلى تلك الأرض الطيبة ليكون جنديًّا مدافعًا عنها وعن أهلها الكرام الذين يجودون بما لديهم على رغم العوز وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (الحشر:9).
كانت دموعه تسيل على خديه وهو يمر على تلك القرى التي طالها القصف البعثي وعلى تلك البساتين المحروقة التي طالتها الأيادي الأثيمة التي أهلكت الحرث والنسل.
وصل إلى منطقة قره‌داغ( ) إلى مقر المجاهدين هناك وشارك في العديد من العمليات الجهادية.
كان أبومحمد وأخوته رسل المجاهدين العراقيين إلى أبناء تلك المناطق المظلومة وكانوا مثالًا للأخلاق والتعامل مع الأهالي ومثالا للثبات والتضحية في سبيل الله والمستضعفين من أبناء كردستان الذين كانو لاحول لهم ولا قوة.
صمد المجاهدون أمام عمليات واسعة شنها زبانية حزب البعث أسموها الأنفال زورًا وبهتانًا، استخدموا فيها كل أنواع الأسلحة بما فيها المحرمة دوليًّا من غازات سامة وناپالم واستخدموا أسلوب الأرض المحروقة فدمروا القرى والقصبات وأحرقوا المزارع والبساتين وقتلوا وسجنوا عشرات الآلاف من السكان الأبرياء العزل، فلا رادع كان يردعهم ولا وازع يمنعهم من ارتكاب أبشع المجازر.
في وجه تلك المخلوقات الغريبة مصاصة الدماء وقف أبومحمد وأخوته مدافعين،كفاهم فخرًا انهم سقطوا شهداء الواحد تلو الآخر وما بدلوا تبديلًا وكفاهم عزًا وشموخًا انهم لم يطأطؤا الرؤوس ولم يتخاذلوا ولم يعطوا بأيديهم أعطاء الأذلاء وتعاهدوا أن يخوضوها معركة بطولية أطلقوا عليها طريق الحسين عليه‌السلام مستلهمين من تلك الثورة الخالدة الدروس والعبر.
في تلك العمليات أصيب أبومحمد برصاصة من يد أثيمة فسقط شهيدًا بتاريخ 21/04/1988م ليرافق النبيين والصديقين وشاهدًا يوم القيامة على الظالمين، فسلام عليه وعلى الشهداء والمجاهدين ودفن في مقبرة الشهداء بقره‌داغ.
من وصيته رحمه‌الله بعد ان صلى على النبي وآله الطاهرين سفينة النجاة كتب بخط يده … إني خالد ماجد مبارك السعدون أكتب إليكم هذه الوصية بخطي وأرجو من كل من يقرأها العمل بها وبالخصوص أهلي الأعزاء سائلًا لهم من المولى العلي القدير التوفيق لتطبيقها والإمعان بها…
*** أهلي الأعزاء، الله الله، في الصلاة فإنها عمود الدين، ومن أقامها فقد أقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين، وقال رسول الله صلّى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم: سلموا على اليهود ولا تسلموا على يهود أمتي، قيل وما يهود أمتك يا رسول الله؟ قال: تاركي الصلاة. فيا أهلي الأعزاء الصلاة الصلاة، إلى كل من يسمع كلامي عن طريق وصيتي. كما أوصيكم أن تسيروا على خط الأئمة الأطهار وسادة الكون وأن تكونوا من أنصار أهل البيت عليهم‌السلام وخط ولاية الفقيه الإمام الخميني حفظه الله وهذا هو الخط الطاهر النظيف الذي يسير على خط الإمام الحسين عليه‌السلام الذي خطه لجميع الأحرار والشرفاء عندما قالها مدوية تصرخ في وجوه الثائرين ﴿ الا إن الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين — بين السلة والذلة— وهيهات منا الذلة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله… ﴾
أهلي الأعزاء أوصيكم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأنه إذا ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سلط الله شرار القوم فيدعو الخيار فلا يستجاب لهم.
أهلي الأعزاء، قولوا كلمة الحق ولا تخافوا لومة لائمة، لأن الله قال في كتابه العزيز:
﴿فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ﴾ (المائدة: من الآية3).
أهلي، أعزتي، أخوتي، التزموا بهذا الخط وكونوا دائمًا مع العلماء في كل مكان، في المساجد والحسينيات والصلاة الجامعة، وكما أسألكم الدعاء لولدكم المذنب خالد وأن تبرئوا ذمتي من كل شيء عملته لايرضيكم عني وأن تدعوا الله لي بالمغفرة، وكما أسألكم ان لاتنسوني في الصلاة والدعاء والثواب في كل جمعة وفي زيارة الأئمة عليهم‌السلام.
كما أوصي أخواتي العزيزات للتحلي بالأخلاق الإسلامية وارتداء الحجاب الإسلامي لأنه فريضة المرأة المسلمة الطاهرة، وأن يجعلن المثل الأعلى لهن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين وخديجة وزينب.
كما ذكر في جانب آخر من وصيته رحمه‌الله «والدي، والدتي، أخواني، أنا كنت أتمنى أن أراكم وتروني حتى تقر عيونكم بولدكم ولكن الإسلام فوق كل شيء كما قال مولانا أمير المؤمنين عليه‌السلام: الإسلام يعلو ولا يعلى عليه. والله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، فأوصيكم ان لاتبيعوها بغيرها فسارعوا إلى هذه التجارة المربحة مع الله سبحانه وتعالى.
لقد ولّى زمن الخوف عن المسلمين وأصبحوا يتحدّون جميع العالم.
أخي المسلم اجعل في قلبك جميع همّ المسلمين في كل مكان وانطلق من قول رسول الله صلّى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «من سمع مسلمًا ينادي يا للمسلمين ولم يجبه فليس بمسلم. فلا تنس يا أخي أخوتك في لبنان وأفغانستان والهند وفي أقصى بقاع العالم، كن معهم دائمًا ولا تكن نظرتك ضيقة لبلد أو قومية أو غيرها، شارك أخوتك المسلمين في كل مكان أفراحهم وأحزانهم، واجعل مقياس التفاضل عندك هو التقوى كما قال الله تعالى في كتابه الكريم﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ﴾ (الحجرات: من الآية13).
إلى أمي ووالدتي العزيزة، كما تعلمين ان رسول الله صلّى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال بجواب شخص حمل أمه سبع مرات للحج على ظهره، هل وفيت يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلّى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «إن هذا لايساوي طلقة من طلقاتها»، فأنا ابنك وحبيبك وولدك يا قرة عيني أسألك دائمًا أن لاتنسيني بالدعاء ليرضى الله عليّ برضاك، يا والدتي العزيزة هاأنا أقبل قدميك الكريمتين وأتمنى أن أخدمك في كل صغيرة وكبيرة وأسألك براءة ذمتي يا أعز شيء عندي.
إن كنت أخطأت معك فأرجو أن تسامحيني يا أماه هاأنا أدعو الله دائمًا لك بالخير وقبول أعمالك من صلاة وصيام وأدعوه أن يجعلك من النساء الذاكرات، فادع لي فإني محتاج إلى دعائك ولك مني السلام والدعاء، سلامي إلى أخوتي وإلى الجميع، كتبت لكم هذه الوصية بخطي وأنا الذي كتبت كل حرف منها.
ـــــــــــــــــ أبومحمد البصري، خالد ماجد مبارك السعدون 7/12/1987م الموافق 15/ربيع الثاني/ 1408هـ.
سلام عليك أبامحمد يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيًّا
وسلام على أمك التي ربتك على الخير والصلاح.

 

https://t.me/wilayahinfo

0

شاهد أيضاً

الأمان الرقمي للأسرة: كيفية إنشاء خطة عائلية للتعامل مع حوادث أمن المعلومات

تكنولوجيا وأمن معلومات  27/03/2024 الأمان الرقمي للأسرة: كيفية إنشاء خطة عائلية للتعامل مع حوادث أمن ...