الرئيسية / صوتي ومرئي متنوع / الولاء والولاية من كتب الفكر الاسلامي 01

الولاء والولاية من كتب الفكر الاسلامي 01

بسم الله الرحمن الرحيم

كلمة ولي

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ لِلّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا}[1].

{الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}[2].

{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}[3]

الولاء والولاية(بفتح الواو) والولاية( بكسر الواو) والوالي والمولى والألفاظ المماثلة الأخرى مشتقة كلها من مادة والي، التي هي من الألفاظ المستعملة كثيراً في القرآن على اختلاف اشتقاقاتها.

يقولون إنها ترد إسماً في 124 موضعاً، وترد فعلاً في 112 موضعاً من القرآن الكريم.

والمعنى الأصلي للكلمة، كما ورد في (المفردات) للراغب الإصفهاني هو أن يكون الشيء إلى جانب شيء آخر بحيث لا يكون بينهما فاصل. أي إذا اتصل شيئان معاً إتصالاً لا فاصل بينهما نقول إن أحدهما(يلي) الآخر. وإذا أردنا أن نصف جلسة أشخاص في مجلس، فنقول: زيد يجلس في صدر المجلس ويليه عمرو، ويلي عمراً بكر، وهكذا. أي إن زيداً وعمراً وبكراً يجلسون متلاصقين لا يفصل بعضهم عن بعض فاصل.

والكلمة تستعمل أيضاً في حالات القرب عموماً، سواء أكان قرباً مكانياً أم قرباً معنوياً، ومن هنا تتداعى معاني اللفظة لتشمل المحبة، والعنوان، والتصدي للأمر، والتسلط، وكثيراً من المعاني الأخرى المتقاربة الأصل, والتي يضمها جميعاً نوع من الاتصال والتقارب، حتى قيل إن للفظة(مولى) سبعة وعشرين معنى. وبديهي أن هذه اللفظة لم توضع لمعاني متباينة ومنفصلة، فمعنى الأصل واحد.

إلاّ أن هناك اختلافات في المعنى تنشأ من اختلاف مواضع الاستعمال، وهذه الاختلافات تدرك بالقرآن.

واللفظة تستعمل أيضاً في المواضع المادية الجسمانية، كما تستعمل في المواضع المعنوية المجردة، ولكن الذي لا شك فيه هو أنها أول ما استعملت في المواضع المادية، ثم امتد استعمالها للمعنويات المجردة عن طريق تشبيه المعقول بالمحسّ، أو عن طريق تجريد معنى المحسّ، وذلك لأن اهتمام الإنسان بالمادي المحسّ ـ سواء من وجهة نظره كفرد، أم من وجهة نظر المجتمع البشري في طول تاريخه ـ يسبق اهتمامه بالمعقول المعنوي.

أما البشر، بعد إدراك المعاني والمفاهيم الحسية، يتنقل تدريجياً إلى درك المعاني والمفاهيم المعنوية. وهو بالطبع قد استعمل الألفاظ نفسها, التي كان يستعملها للمسائل المادية، بمثلما أن لبعض العلوم مصطلحاتها الخاصة، أو أنها تستخدم ألفاظاً دارجة وتحملها معاني ومفاهيم خاصة تختلف عن معانيها ومفاهيمها المألوفة.

يقول الراغب بشأن كلمة (ولاية) ومواضع استعمالها: إنّ (الولاية) بكسر الواو تعني النصر، و(الولاية) بفتح الواو تعني المتصدي, والمهيمن على عمل ما، ويقال إنّ المعنيين سواء. والحقيقة هي أن المعنى هو التصدي والهيمنة.
وفيما يتعلق بكلمتي (الولي) و(المولى)

يقول الراغب: هاتان الكلمتان لهما أيضاً المعنى نفسه، وكل ما في الأمر هو أن إحداهما إسم فاعل والأخرى إسم مفعول. ثم يأخذ بتبيان مواضع استعمالهما.
ــــــــــــــــــــــــ
[1] النساء، الآية: 122.
[2] التوبة، الآية: 71.
[3] المائدة، الآية: 55.

 

 

https://t.me/wilayahinfo

https://chat.whatsapp.com/CaA0Mqm7HSuFs24NRCgSQ0

شاهد أيضاً

اليوم النوعي للمقاومة الإسلامية.. إما يذعن العدو الآن أو الآتي اعظم

عبد الحسين شبيب حتى تاريخه؛ يمكن القول إن الرابع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 ...