الرئيسية / شخصيات اسلامية / انساب الأشراف 11

انساب الأشراف 11

85 – وروى أن لؤيّ بن غالب قال : من رب معروفه لم يخلق ولم نحمل ، وإذا أحمل الشيء لم يذكر ، وعلى من أولى معروفا نسره تصغيره وطيه [ 1 ] .
86 – وولد لؤيّ بن غالب
– وكنية لؤيّ أبو كعب – كعب بن لؤيّ ، وعامر بن لؤي ، وسامة بن لؤي – وأمهم ماوية بنت كعب بن القين بن جسر بن شيع الله بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة – وعوف بن لؤي ( وأمه الباردة بنت عوف بن تميم [ 2 ] بن عبد الله بن غطفان ) ، وخزيمة بن لؤي بطن وهم عائذة قريش ، وسعد بن لؤي بطن وهم بنانة ، والحارث وهو جشم بطن . كان جشم عبدا للؤيّ حضنه فغلب عليه .
87 – قالوا : وكان كعب عظيم القدر في العرب . فأرّخوا بموته إعظاما له ، إلى أن كان عام الفيل فأرّخوا به . ثم أرّخوا بموت عبد المطلب . وكان كعب يخطب الناس في أيام الحج ، فيقول : « أيها الناس افهموا واسمعوا وتعلموا أنه ليل ساج ، ونهار صاح ، وإنّ السماء بناء ، والأرض مهاد ، والنجوم أعلام
لم تخلق عبثا ، فتضربوا عن أمرها صفحا . الآخرون كالأولين . والدار أمامكم ، واليقين غير ظنكم . صلوا أرحامكم ، واحفظوا أصهاركم ، وأوفوا بعهدكم .
وثمروا أموالكم ، فإنها قوام مروّاتكم ، ولا تصونوها عما يجب عليكم . وأعظموا هذا الحرم وتمسكوا به فسيكون له نبأ ، ويبعث منه خاتم الأنبياء . بذلك جاء موسى وعيسى » . ثم ينشد [ 3 ] :
على فترة يأتي نبي مهيمن * يخبر أخبارا عليما خبيرها
88 / 18 / قال هشام بن محمد : وأما عوف بن لؤيّ ، فإنّ أمه مضت بعد موت أبيه إلى قومها من بنى غطفان بن سعد بن قيس عيلان ، وعوف معها .
فتزوّجها سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان . فتبناه سعد . فقيل [ 1 ] عوف بن سعد . وولد لعوف بن لؤي : مرّة . فقالوا : مرّة بن عوف بن سعد ابن ذبيان بن بغيض . وكان بنو غطفان انتجعوا أرضا مخصبة . فخرجوا وتركوا عوفا في داره التي ارتحلوا عنها . فقال عوف : لو كنت من هؤلاء ما تركت هزيلا . فركب بعيره وهو يريد اللحاق بقريش بمكة ، فمرّ به فزارة بن ذبيان ابن بغيض . فأخبرهم بما يريد أن يفعل . فقال فزارة [ 2 ] :
عرّج عليّ ابن لؤيّ جملك * خلَّفك القوم فلا منزل لك
ومضى به معهم . فكان عمر بن الخطاب يقول : لو كنت مدّعيا حيا من العرب لادّعيتهم .
89 – وهرب الحارث بن ظالم المرّى من ملك الحيرة ، حين أجار ملك الحيرة خالد بن جعفر بن كلاب ، من بنى عبس ، فقتله الحارث وهو في جواره . فطلب وأتى عبد الله بن جدعان [ 3 ] مستجيرا به . وكانوا إذا خافوا فوردوا على من يستجيرون به ، أو جاؤوا لصلح ، نكسوا رماحهم حتى طعنوا .
فقال الحارث بن ظالم [ 4 ] :
رفعت الرمح إذ قالوا قريش * وشبهت الشمائل والقبابا
فما قومي بثعلبة بن سعد * ولا بفزارة الشعر الرقابا
وقومي إن سألت بنو لؤيّ * بمكة علَّموا مضر الضرابا
وكانت قباب قريش من أدم ، لا يضربها غيرهم بمنى . وقال :
إذا فارقت ثعلبة بن سعد * وإخوتهم نسبت إلى لؤيّ
إلى نسب كريم غير مزر * وحيّ هم أكارم كل حيّ
فإن يغضب بهم نسبي فمنهم * قرابين الإله بنو قصيّ
ويقال إنّ الحارث بن ظالم قدم على عبد الله بن جدعان بعكاظ ، وهم يريدون حرب قيس . فلذلك نكس رمحه . ثم رفعه حين عرفوه ، وأمن . ويوم عكاظ من أيام الفجار ، وكان لقريش . وفيه يقول ابن الزبعرى [ 1 ] :
ألا للَّه قوم و * لدت أخت بنى سهم
هشام وأبو عبد * مناف مدره الخصم
وذو الرمحين ناهيك * من القوة والحزم
هم يوم عكاظ م * نعوا الناس من الهزم
فهذان يذودان * وذا من كثب يرمى
يعنى هشام بن المغيرة المخزومي ، وهاشم بن المغيرة ويكنى أبا عبد مناف .
وذو الرمحين أبو ربيعة بن المغيرة ، قاتل في هذا اليوم برمحين . قال : وأقام الحارث بمكة ، حتى أتاه أمان ملك الحيرة . ثم إنه قتل أيضا .
90 – وقال غير الحارث بن ظالم ينكر أنهم من قريش :
ألا لستم منا ولا نحن منكم * برئنا إليكم من لؤيّ بن غالب
أقمنا على دفع الأعادي وأنتم * مقيمون بالبطحاء بين الأخاشب
يقال لجبال مكة الأخاشب والحباحب .
91 – قال : وأما خزيمة بن لؤيّ ، فكان له من الولد : عبيد ، وحرب .
فولد عبيد : مالك بن عبيد . فولد مالك : الحارث . وأمه عائذة بنت الخمس بن قحافة ، من خثعم ، فغلبت على جميع ولد خزيمة بن لؤي ، فسموا عائذة قريش . وقد زعم بعض من لا علم له أن هذا البيت قيل في عائذة قريش :
فإن تصلح فإنك عائذيّ * وصلح العائذيّ إلى فساد
والبيت لحسان بن ثابت الأنصاري ، قاله في أبيات هجا بها بعض بنى عابد [ 1 ] بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، ولم يكن لهم هجرة ولا سابقة [ 2 ] :
فإن تصلح فإنك عابديّ * وصلح العابديّ إلى فساد
وإن تفسد فما ألفيت إلا * لئيما لا تؤول إلى رشاد
/ 19 / وقال الأثرم ، عن أبي عبيدة :
قال حسان هذا الشعر في رفيع بن صيفي بن عابد [ 3 ] ، ( بدال غير معجمة ) .
وقتل رفيع يوم بدر كافرا .
92 – وكانت عائذة قريش في بنى شيبان . وكان منهم ، في بنى محلم بن ذهل بن شيبان ، خاصة بنو حرب بن خزيمة . فلما كانت خلافة عثمان ، ألحقهم
بقريش ، وأنزل معاوية بنى حرب هؤلاء قرية بالشأم . فلم يزالوا بها ، حتى إذا جاءت المسوّدة مرّوا بقريتهم . فقيل لهم : هذه قرية بنى حرب . فظنوا أنهم بنو حرب بن أمية ، فأغاروا عليهم فقتلوا أكثرهم [ 4 ] . فبقيتهم قليلة .
93 – وأما بنو سعد بن لؤيّ ، فإنه يقال لهم بنانة . وبنانة أمهم . وهي أمة .
ويقال هي بنانة بنت القين بن جسر . ويقال هي أمة حضنت عليهم ، فنسبوا
إليها ، وليست بأمهم . وكانت بنانة في بنى شيبان . فقدموا على عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه ، فقال : لست أعرفكم . فقال عثمان : « رأيت رهطا منهم لقيهم أبى في الموسم ، فقلت : من هؤلاء ؟ فقال : قوم من قريش نأوا عنا . » فقال لهم عمر : ارجعوا إلى قابل . فلما انصرفوا قتل سيدهم ، وكان يكنى أبا الدهماء . فلم يرجعوا حتى قام عثمان [ 1 ] رضى الله تعالى عنه ، فأتوه ، فأثبتهم في قريش . فكانوا في البادية مع بنى شيبان . وكتابتهم [ 2 ] في قريش . ومنهم نفر بالموصل . وفيهم يقول عبد الرحمن بن حسان بن ثابت [ 3 ] :
ضرب التجيبى المضلل ضربة * ردّت بنانة في بنى شيبانا
والعائذى لمثلها متوقع * ما لم يكن وكأنه قد كانا
يعنى بالتجيبى كنانة بن بشر بن عتاب السكوني ، أحد بنى تجيب .
94 – وأما بنو الحارث بن لؤي ، وهم جشم لأنه حضنهم عبد للؤي يقال له جشم .
فنسبوا إليه ، وقيل بنو جشم . فكانوا زمانا في عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار ، ثم في بنى هزّان بن صباح ، وهم أشراف عنزة . وقال جرير بن عطية بن الخطفى [ 4 ] .
بنى جشم لستم لهزان فانتموا * لفرع الروابي من لؤي بن غالب
ولا تنكحوا في آل ضور نساءكم * ولا في شكيس بئس حيّ الغرائب
قال ابن الكلبي : هو شكس بن الأسود ، واضطره الشعر فقال « في شكيس » . ويروى « شكيس » تصغير شكس . ويقال أيضا لبنى الحارث هؤلاء « عقيدة » ، برجل منهم يقال له عقيدة بن وهب بن الحارث بن لؤي .
وقالت امرأة ناكح في بنى جشم هؤلاء :
ألا إنني أنذرت كل غريبة * بنى جشم يا شرّ ما رأى الغرائب
فإنكم من منصب تعلمون * سوى أن يقولوا من لؤي بن غالب
فعودوا إلى هزّان مولى أبيكم * ولا تذهبوا في الترهات السباسب
وقال الشاعر :
بنانة في بنى عوف بن حرب * كما لزّ الحمار إلى الحمار
وعائذة التي تدعى [ 1 ] قريشا * وما جعل النحيت إلى النضار
[ سامة بن لؤي ]

شاهد أيضاً

اليمن – رمز الشرف والتضامن العربي مع غزة فتحي الذاري

  ان الحشد المليوني للشعب اليمني بكافة قواه الفاعلة والاصطفاف الرشيد بقيادة السيد القائد عبدالملك ...