أيُستقبل السفير الصهيوني في مرسم عاشوراء بعد استقبال الأمريكي؟!
الشيطان الأكبر في عقر دارنا ومقدّساتنا.. هذا ما أودت إليه سياسيات النظام “الصهيو خليفي”!!
هنا البحرين، حيث يتعمد النظام الطائفي المطبّع، وعميل امريكا وإسرائيل الحاكم، التطرٍق لكل ما يضيّق على المواطنين حرياتهم، فيقبع على صدورهم خانقًا الأصوات والتنديدات والآراء… ويتعمّد، مجاهِرًا، بمسّ كل مقدّسات هذا الشعب ليقمعها أو يدنّسها.. ولعل ما حدث مؤخرًا تدنيس السفير الامريكي في المنامة، “ستيفن بوندي” للمرسم العاشورائي المقام في مناسبة عشرة محرم الحرام، محقّقًا خطوات المشروع “الصهيو أمريكي” في المنطقة للتغلغل في الشعوب تحت ذريعة التعايش والتسامح..
مشاركة السفير الأمريكي في المسيرات الحسينية، والتبجح بشعار السلام والتسامح تعد في حد ذاتها اعلان دسّ امريكا ووجودها في كل شاردة وواردك في البلاد حتى المراسم الدينية، في حين تُرفض الحملات الدينية العربية من دخول البلاد، ويرحل الرواديد منها، بحجة الحفاظ على امن وخصوصية إقامة هذه الشعائر… هذه المشاركة نفسها استهداف ومحاولة إسقاطٍ لأهداف ثورة الإمام الحسين (ع) التي اضطرمت رافضة للظلم ومنتصرة للدين…
أمريكا، الموصوفة منذ عقود بـ ” الشيطان الأكبر” ، راعية الارهاب ومسببة للمجازر المهولة بحق العرب والمسلمين والشعوب عامةً، والتي قامت بأكبر عدد من الحروب والغزوات، وسفك للدماء، في تاريخنا الحديث.. لعلها تمثّل أصدق نموذج ليزيد هذا العصر الذي يحرّك كافّة البرابرة والحكّام الطغاة بين يديه وتحت أُمرته في سعيٍ لسحق الشعوب وتمييع هوياتها ودياناتها..
استقبال قاتلٍ في محضر المقتول لهو عارٌ يمس بالأمة، عارٌ تجب مقاومته ومناهضته بشتى الوسائل وأنسبها، فأمريكا التي لم تستطع غزو واحتلال كل هذه المعمورة بالسلاح حفاظًا على ما تبقى من طفيفِ ماء وجهها، اتجهت نحو الاحتلال الناعم بغزو الافكار والانخراط في فعاليات الشعوب.. منها ما أُقدم عليه في البحرين، ومنها في سائر البلاد، كما حدث في اليمن أثناء وجود السفارة الأمريكية قبل احداث ثورة 21 سبتمبر 2014، حيث وصل الأمر بـ “جيرلد فاير ستاين”، السفير الأمريكي آنذاك، إلى أن يقدم نفسه شيخا قبليا!! وكان المتحكم بكل شاردة وواردة..
ولا شكّ حتمًا، أن بعد استقبال سفير أمريكا بالترحاب والقبول والتهليل والإشادة، تحت أيٍّ من الذرائع والمسوغات الباطلة، فإن استقبال السفير الصهيوني في هكذا فعاليات ومناسبات سيصبح كشربة الماء… ولا خير في أمة رحّبت بمحتلّيها! فكيف بالبحرين أرض الاسلام والتشيّع والعلماء والتراث المفعم بالثبات على أصيل ما نقلته ثورة الامام الحسين (ع).
نحن عندما نتحدث عن ضرورية التحرك بمشروع مقاومة مثل هكذا تجاوزات، فهو من أجل وضع خطوط حمراء أمام النظام الصهيو خليفي، والصهاينة والأمريكيين وسائر الثقافات و”الغزوات” الغربية، منعًا من اختراق “خصوصية” هذه الشعائر وهذه العقيدة ككل، يجب أن تكون ثقافة المقاومة عقبة ومنذ البدايات، حتى لا يصل بهم الأمر للصعود إلى منابر المساجد والمآتم وإلقاء الخطب! وإن محرد القبول والافساح بالمجال للقليل يعدّ خطوةً باتجاه القبول والإستسلام أمام سائر توسّعات الغزو الصهيوأمريكي في البلاد والمنطقة.
ختاما:
علينا أن نعي المغالطات والمزايدات وردود الفعل المؤيدة لهكذا زيارات، بذريعة وجوب استقبال “زوار الامام”! الحقيقة أن هؤلاء، جملة وتفصيلًا، هم اعداء للحسين وللدين وللإنسانية، وهم من يشاركون في قتل الحسين، ففي كل يوم حسين، متمثلًا في الشعوب المتشيعة للحسين والمستضعفة من قبل يزيد العصر ، فكيف يُقبل بهم، قتلك الحسين عند دماء المقتول الشهيد؟!
–