نقض استدلاله على حجية المنام !
قال في موقعه:(وأما الرؤيات (الرؤى) فكل مدة من الزمن يأتيني وفد من محافظات بعضها بعيدة عن النجف ، وقد رأى الكثير منهم في منامهم ما يؤيد هذه الدعوة الحقة ، ولو كانت رؤية أو رؤيتان لكان هنالك سبيل لأعداء آل محمد على ردها ، ولكن ماذا يفعل هؤلاء لرد مئات ، بل آلاف الرؤيات القادمة ، ومعضمها(ومعظمها) مؤيد بأنه فيها أحد المعصومين ، وهم يقولون: من رآنا فقد رآنا فإن الشيطان لا يتمثل بنا . فلم يعد للظالمين إلا قول إن الرؤيا ليست بحجة مع أنها جزء من النبوة ، ومع أن الرسول والأئمة اهتموا بها وبسماعها وتأويلها أشد الاهتمام . مع أن نبوات بعض الأنبياء ( عليه السلام ) كان معظمها رؤيا وتأويل(تأويلاً)كنبوة دانيال( عليه السلام ) ومع أن نرجس أم الإمام المهدي( عليه السلام ) جاءت إلى العراق لتتزوج الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام ) لأنها رأت رؤيات صادقة ، وعرضت نفسها لخطر الحرب والسبي وهي حفيدة قيصر الروم .
ومع أن وهب النصراني نصر الحسين( عليه السلام ) لأنه رأى عيسى ( عليه السلام ) في المنام .
ومع إن نجيب بني أمية خالد بن سعيد بن العاص الأموي آمن وأسلم بسبب رؤيا رآها بالنبي(صلى الله عليه وآله ) . فردَّ هؤلاء الجهلة الرؤيا جملة وتفصيلاً دون تدبرأو تفكر وقال أبعد الله شره عن المؤمنين).
وقال الدجال: (الحقيقة أن الناس يختلفون في الآية المطلوبة والدالة على صدق المرسل عندهم ، فبعضهم يعتبر العلم والحكمة هو الآية ، وبعضهم يعتبر الآيات الملكوتية.. أما ما تبقى من الناس فيعتبرون الآية المادية هي الدليل لاغيرها ، وهؤلاء بالحقيقة منكوسين ، ماديين (منكوسون ، ماديون) وفي الغالب حتى لو جاءت الآية المادية لا يؤمنون إلا قليل منهم…
1. ماهي الآية الملكوتية؟ 2. على من تكون هذه الآيات الملكوتية حجة؟
والجواب: أن الآيات الملكوتية كثيرة جداً ، منها الآفاقية الملكوتية ، ومنها الأنفسية ، قال تعالى: سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) (فصلت: 53) أي قيام القائم بالحق . ومن هذه الآيات:
1. نور البصيرة واطمئنان القلب . والسكينة إذا كان الإنسان على فطرة الله التي فطر الناس عليها لم يلوثها ، أو أنه عاد إليها بعد انتباهه من الغفلة وتذكره .
2. الفراسة والتوسم في الآفاق والأنفس.
3. الرؤيا الصادقة في النوم.
4. الرؤيا الصادقة في اليقظة (الكشف ومنها:
أ- الرؤيا الصادقة في الصلاة .
ب– الرؤيا الصادقة في الركوع.
ج – الرؤيا الصادقة في السجود.
د – الرؤيا الصادقة في السنة بين النوم واليقظة .
هـ- الرؤيا الصادقة عند قراءة القران.
و – الرؤيا الصادقة عند السير إلى أبى عبد الله الحسين (ع).
ز – الرؤيا الصادقة عند الدعاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى.
ح – الرؤيا الصادقة في أضرحة الأئمة والأنبياء (ع) والمساجد والحسينيات وغيرها كثير . وكل هذه الأنواع من الكشف والرؤيا الصادقة هي آيات إلهية لأنها لا تكون إلا بأمر الله وبمشيئة الله سبحانه وتعالى ، ويقوم بها ملائكة الله سبحانه وتعالى وعباده الصالحين، الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون. فهذه الآيات حجة بالغة لله… فهذه الآيات حجة دامغة ، سواء على أصحابها أم على الناس القريبين منهم والمعاشرين لهم ، أو على الأقل فهي على غير أصحابها إن لم تكن حجة لكثرتها ، فهي سبب يحفزهم بقوة للبحث في الدعوة الإلهية وتصديق الرسول الذي أرسل بها ، ولكن مع الأسف معظم الناس سيبقون غافلين عن الآيات الملكوتية…
الآية الجسمانية المادية: وهي آخر العلاج وآخر العلاج الكي ، مع أن الكي للحيوان لا للإنسان… وفي هذه المرحلة الأخيرة من الآيات أي مرحلة الآية المادية يكون العذاب مرافق(مرافقاً) للآية. قال تعالى:هَذِهِ نَاقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللهِ وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ. (الأعراف: 73) فبمجرد التكذيب بهذه الاية واتخاذ موقف مضاد ينزل العذاب…إذا تمت أسباب العذاب وكذب الرسول و استهزأ به القوم وخصوصاً علماء السوء ومقلدوهم العميان ، بدأت مرحلة جديدة وهي مقدمات العذاب وهي كمقدمات العاصفة الهوجاء.. وهؤلاء الشاذين(الشاذون) علماء الضلالة غير العاملين ، وأتباعهم أصحاب الجمعيات اللاخيرية ، وغيرهم لعنهم الله وأخزاهم وأظهر عارهم في هذه الحياة الدنيا وكللهم به على رؤوسهم العفنة ، يقومون باستغلال الأرملة والمساكين لتحصيل الأموال وجمعها ، ثم نهبها باسم هؤلاء المظلومين المستضعفين ، وإذا أعطوهم منها فالقليل وبأساليب رخيصة ، ووالله إني لأستحي أن أصرح بها وأعجب كيف يفعلها هؤلاء الأراذل قوم لوط في هذا الزمان ، فأحدهم سود الله وجهه في الدنيا والآخرة عمره ناهز الستين تأتيه امرأة فيغلق عليها الباب ويدعوها إلى الفاحشة باسم المتعة ) !
أحمد الحسن
26/صفر/1425 هـ.ق- النجف الأشرف
أقول: لاشك في وجود الرؤيا الصادقة ، وأنها حجة شرعية وكاشفة عن واقع ، وقد ذكر القرآن منها رؤيا نبي الله إبراهيم( عليه السلام ) بذبح إسماعيل’، و رؤيا نبي الله يوسف( عليه السلام ) ورؤيا نبينا(صلى الله عليه وآله ) بفتح مكة: لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللهُ آمِنِينَ.. ورؤياه لاثني عشر قرداً من قريش ينزون على منبره يضلون أمته: وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلا طُغْيَانًا كَبِيرًا. (الإسراء:60).
الولاية الاخبارية