أساليب الغزو الفكري للعالم الاسلامي 14
16 مايو,2019
صوتي ومرئي متنوع, طرائف الحكم
686 زيارة
وأخيرا سؤال لا ينفك عن السؤال الأخير .
لماذا يفضلونها ” عسكرية ” ؟
نقول بعون الله :
1 – لأنها ” أسرع ” في الوصول إلى الحكم ، وأكثر شغفا
بالسلطة ( 1 ) .
2 – لأنها ” أسرع ” في تلبية الأوامر الخارجية ، والالتزام حرفيا
بها ، فهكذا تعلمهم الحياة العسكرية .
3 – لأن قبضتها ” أقوى ” بالنسبة لأية معارضة أو أية
مقاومة .
4 – أن الطبقة العسكرية في أغلبها أعدت إعدادا خاصا يجعلها
” علمانية ” و ” غربية ” لا تستنكف الانحلال لنفسها ولا لغيرها
ومن ثم فهي أنسب الفئات لتنفيذ مخطط الإبعاد من ” الاسلام ” .
5 – أنها تزيح بذلك احتمال تقدم عناصر دينية إلى الحكم
عن الطريق الشعبي العادي ( 2 ) !
وليس معنى اللجوء إلى الانقلابات العسكرية انتهاء الوسائل
الأخرى إن القوى الأجنبية المعادية للاسلام لا تزال محتفظة لبعض
الأنظمة ” الرجعية ” بالبقاء أو لأنها تنفذ ما يطلب منها ، وثانيا
لأنها أضعف من أن تقف يوما في وجهها وثالثا لأنه داخل هذا الأنظمة
نفسها يجري التغيير باستعداء الابن على أبيه والأخ على أخيه
بعد ما يحري الاتفاق على الصفقة ماذا يبيع لكي يجلس على العرش ؟ !
ورابعا لأنها حين يبدو العصيان يكون الردع سريعا وعنيفا وحوادث
” الاغتيال السياسي ” في الماضي القريب شاهدة على ذلك ، وقد كانت
موضع تحقيق ” الكونجرس ” في فضائح المخابرات المركزية الأمريكية .
وأخيرا فإن بقاء هذه الأنظمة – في نظر أعداء الاسلام – رهين
بانتهاء العصبيات التي تستند إليها ، وفي المواجهة بزيادة قوة وقدوة
القوات المسلحة لتولي الأمر حينئذ سوف تخلعها بيسر وبغير
حياء ولا احترام للود البادي والوفاء الظاهر ! !
وهكذا ترى اتفاقا غريبا على علمنة التعليم وعلمنة الإعلام ،
وعلمنة المجتمع كله عن طريق المرأة وعن طريق الشباب ليبتعد بذلك
عن الاسلام نجدها في الدول الاسلامية رغم اختلاف نظم الحكم
الحاكمة لأن التغيير السياسي وإن اختلف أسلوبه فالهدف لا يختلف
وهو التغيير الاجتماعي أو التغريب أو بالعبارة الواضحة : الأبعاد عن
الاسلام !
لكن هل انتهت تماما وسيلة الحروب والاستعمار التي كانت سبيل
الغرب من قبل لفرض أهدافه وغاياته ؟
لا نستطيع أن نجيب بالنفي لأن الحروب انتهت في أغلب البلاد
في صورتها العسكرية ، واستبدلت بها الحرب الفكرية والنفسية لتحطيم
عقيدة الأمة ومبادئها .
ولا نستطيع أن نجيب بالاثبات لأنها لا تزال تستعمل في نطاق
محدود وهو ما اصطلح الغرب على تسميته بالحرب المحدودة واحتلال
الجيوش الأمريكية لشواطئ لبنان سنة 1377 ه 1958 م مثل قريب
وتحركات الأسطول السادس كذلك .
لكن رأينا أن الحرب المحدودة ارتدت كذلك ثوبا محليا فأصبحت
الجيوش العربية أو الاسلامية تسلط لهذا الغرض وتدخل سوريا في لبنان
مثل قريب . وانفصال بنجلادش عن باكستان من قبلها مثل قريب كذلك !
2019-05-16