أسرار الحرب الدائمة
دراسة واقعية لاشكالية تعامل الإنسان المؤمن
في صراعه الدائم مع الشيطان
إعداد وتأليف: منتظر الأسدي
ملاحظة: نلفت أنتباهكم**
تم طبع كتاب اسرار الحرب الدائمة على نفقة أحد المؤمنين فهذا الكتاب يهدى ولا يباع.
وكل من يدعي انه سوف يرسل الكتاب بالبريد فهو كاذب.
وشكرا
السرّ رقم (2):
إبليس هو العدوّ:
قال رسول الله|: «يَا ابْنَ مَسْعُودٍ اتَّخِذِ الشَّيْطَانَ عُدُوّاً فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: {إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا}( )»( ).
وعن الإمام الكاظم× في وصيته لهشام: «فَلَهُ (أي لإبليس)، فَلْتَشْتَدَّ عَدَاوَتُكَ ولَا يَكُونَنَّ أَصْبَرَ عَلَى مُجَاهَدَتِهِ لِهَلَكَتِكَ مِنْكَ عَلَى صَبْرِكَ لِمُجَاهَدَتِهِ فَإِنَّهُ أَضْعَفُ مِنْكَ رُكْناً فِي قُوَّتِهِ وأَقَلُّ مِنْكَ ضَرَراً فِي كَثْرَةِ شَرِّهِ إِذَا أَنْتَ اعْتَصَمْتَ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيتَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيم»( ).
وكذا قول أمير المؤمنين علي بن ابي طالب×: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اَللَّهِ اَلَّذِي أَعْذَرَ بِمَا أَنْذَرَ واِحْتَجَّ بِمَا نَهَجَ وحَذَّرَكُمْ عَدُوّاً نَفَذَ فِي اَلصُّدُورِ خَفِيّاً ونَفَثَ فِي اَلْآذَانِ نَجِيّاً فَأَضَلَّ وأَرْدَى ووَعَدَ فَمَنَّى وزَيَّنَ سَيِّئَاتِ اَلْجَرَائِمِ وهَوَّنَ مُوبِقَاتِ اَلْعَظَائِمِ حَتَّى إِذَا اِسْتَدْرَجَ قَرِينَتَهُ واِسْتَغْلَقَ رَهِينَتَهُ أَنْكَرَ مَا زَيَّنَ واِسْتَعْظَمَ مَا هَوَّنَ وحَذَّرَ مَا أَمَّن»( ).
بل إنّ الأنبياء هم أيضاً مشمولون بالإمتحانات الإلهيّة ولذلك نرى أنّ حكمة الله تعالى اقتضت بأن يجعل لكلّ منهم عدوّاً من الشياطين يؤذيهم ويضرّهم في أبدانهم وينقص أموالهم ويحرّض الناس عليهم، كما قال الله تعالی: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإنس وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ}( ).
لكنّ الشيطان ضعيفٌ في مقابل قوة المؤمن وصلابته كما قال تعالی: {الَّذينَ آمَنوا يُقاتِلونَ في سَبيلِ اللَّهِ وَالَّذينَ كَفَروا يُقاتِلونَ في سَبيلِ الطّاغوتِ فَقاتِلوا أولياء الشَّيطانِإِنَّ كَيدَ الشَّيطانِ كانَ ضَعيفًا}( ).
كما أنّ الشيطان أيضاً يضعف أكثر فأكثر قبال الأدعية والأحراز وذكر اسم الله تعالی على كل شيء، بل وحتى قبال الاسمين العظيمين (محمّد وعلي).
فقد ورد في الخبر ـ ما مضمونه ـ أنّ الإمام الباقر× سأل شخصا قد التقى به فقال له ما اسمك؟ قال محمد. قال×: وماكنيتك؟ قال: أبا علي. فقال له الباقر×: لقد نجَوْت من الشيطان لأن الشيطان عندما يسمع باسم محمد وعلي يصرخ ويولّي مدبراً ثم يذوب.
إنّ من أكثر الأعداء تأثيراً ـ سلبيّاً ـ في حياة الإنسان اليومية، هو المخلوق المسمّى بإبليس لعنه الله. فهو يُخبِّث مادام هو على قيد الحياة ومادام هو باقٍ إلى يوم القيامة. وبما أنه يرانا هو وقبيله ونحن لا نراه فيكون من الصّعب محاربته والوقوف أمامه والانتصار عليه، إلا مَن عرفه وعرف الأسرار الخفيّة للحرب الدائمة معه ومع أعوانه من الجنود الإنسيّة والجِنيّة.