الرئيسية / القرآن الكريم / هدى القرآن – تفسير قصار السور بأسلوب تعليمي 04

هدى القرآن – تفسير قصار السور بأسلوب تعليمي 04

الدرس الرابع: تفسير سورة الضحى

 

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

﴿وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى * وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى * أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى * فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾

 

تعريف بالسورة ومحاورها

سمّيّت هذه السورة بالضحى, لورود ذكرها في مستهلّ السورة ومفتتحها.

 

وتتضمّن هذه السورة المباركة 11 آية, تحوي مجموعة من المحاور، هي:

1- التدبير الربوبيّ في التكوين والتشريع.

2- العناية الإلهيّة بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في حياته.

3- تبشير النبي صلى الله عليه وآله وسلم باستمرار العناية الإلهيّة به وبمزيد من العطاء الربّاني.

4- دواعي شكر المنعم.

5- مظاهر شكر المنعم.

6- آثار شكر المنعم.

 

فضيلة السورة

  • ما رواه أُبَي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: “مَنْ قرأها, كان ممّن يرضاه الله، ولمحمد صلى الله عليه وآله وسلم أن يشفع له، وله عشر حسنات, بعدد كلّ يتيم وسائل[1].

 

  • ما رواه معاوية بن عمّار، عن الإمام أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنّه قال: “مَنْ أكثر قراءة ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا﴾، ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى﴾، ﴿وَالضُّحَى﴾، و﴿أَلَمْ نَشْرَحْ﴾ في يومه أو في ليلته، لم يبقَ شيء بحضرته, إلا شهد له يوم القيامة, حتى شعره وبشره ولحمه ودمه وعروقه وعصبه وعظامه، وجميع ما أقلّت الأرض منه، ويقول الربّ تبارك وتعالى: قبلت شهادتكم لعبدي، وأجزتها له، انطلقوا به إلى جناني, حتى يتخيّر منها حيث أحب، فأعطوه إيّاها من غير منٍّ منّي، ولكنْ رحمة وفضلاً منّي عليه، فهنيئاً هنيئاً لعبدي”[2].

 

خصائص النزول

هذه السورة مكّيّة باتّفاق أغلب المفسِّرين[3]، وقد ذهب البعض إلى أنّها تحتمل كلّاً من المكّيّة والمدنيّة, لملائمة سياقها لكلّ من السور المكّيّة والمدنيّة[4].

 

وواقع الحال أنّ القول بمكّيّتها هو الأوفق, لأنّ خصائص السورة أقرب ما تكون إلى السور المكّيّة، منها إلى المدنيّة, مِنْ قِصَر آياتها، وطبيعة لحنها، وتطرّقها لأصل المعاد، أضف إلى ذلك أنّ مدار الاعتبار بمكّيّة السورة أو مدنيّتها, يكمن في بداية نزولها, وهو بلا أدنى شكّ حصل في المرحلة المكّيّة في أوائل البعثة النبويّة المباركة وقبل هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم, باتّفاق المفسِّرين.

 

وروي عن ابن عباس أنّه قال: احتبس الوحي عنه صلى الله عليه وآله وسلم خمسة عشر يوماً، فقال المشركون: إنّ محمداً قد ودّعه ربّه وقلاه، ولو كان أمره من الله تعالى لتتابع عليه. فنزلت السورة[5].

 

واختلفت الروايات في مدّة انقطاع الوحي, بين أربعين ليلة، وخمس وعشرين ليلة، وتسع عشرة ليلة، وخمس عشرة ليلة، وأربع ليالٍ، وثلاث ليالٍ، وليلتين[6].

 

والأمر في انقطاع الوحي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومدّة الانقطاع محلّ أخذ وردّ بين المفسِّرين, بين قائل بحصوله، وبين نافٍ له، وبين مفصّل بين انقطاع خصوص الوحي القرآني عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فترة من الزمن، دون الوحي الرساليّ, أي بمعنى توقّف نزول شيء من القرآن بالنزول التدريجيّ، وإلا فإنّ للقرآن نزولين: دفعي, النازل في ليلة القدر على قلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وتدريجي, النازل طيلة مدّة البعثة النبويّة على قلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وهذا التوقّف في النزول التدريجي مدّة من الزمن, يرجع إلى مصلحة تتعلّق بتهيئة بيئة النزول، لا بالمنزل عليه, أي النبي صلى الله عليه وآله وسلم, وقد عرفت نزول حقيقة القرآن على قلبه بالنزول الدفعي. والقول الأخير هو الأوفق من بين الأقوال جمعاً مع الروايات الواردة في انقطاع الوحي, على فرض التسليم بصحّتها.

 

شرح المفردات

  • الضُّحَى: “الضادّ والحاء والحرف المعتلّ أصل صحيح واحد, يدلّ على بروز الشيء”[7]. و”الضُّحَى: انبساطُ الشمس وامتداد النهار، وسُمّي الوقت به. قال اللَّه عزّ وجلّ: ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا[8]، ﴿إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا[9]، ﴿وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى[10]، ﴿وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا[11]، ﴿وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى[12][13].

 

  • سَجَى: “السين والجيم والواو أصل, يدلّ على سكون وإطباق. يُقال: سجا الليل, إذا ادلهمّ وسكن[14]. و”قوله تعالى: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى[15], أي إذا سكن واستوت ظلمته”[16].

 

  • قَلَى: “القاف واللام والحرف المعتلّ أصل صحيح, يدلّ على خفّة وسرعة… ومن الباب: القلى, وهو البغض… والقلى تجافٍ عن الشيء وذهاب عنه”[17]. و”قوله تعالى: ﴿مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى[18], أي ما تركك وما بغضك”[19].

 

  • عَائِلًا: “العين واللام والياء ليس فيه إلا ما هو منقلب عن واو. العيلة, الفاقة والحاجة. يُقال: عال يعيل عيلة, إذا احتاج. قال الله تعالى: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً[20][21].

 

  • ضَالًّا: “الضادّ واللام أصل صحيح, يدلّ على معنى واحد, وهو ضياع الشيء وذهابه في غير

 

حقّه”[22]. و”قوله تعالى: ﴿أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ[23], أي أبطلها. وقوله: ﴿وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى[24], أي لا تعرف شريعة, فهدى, مثل قوله: ﴿وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ[25][26].

 

  • تَنْهَرْ: “النون والهاء والراء أصل صحيح, يدلّ على تفتّح شيء أو فتحه”[27]. و”النَّهْرُ والانتهارُ, الزّجر بمغالظة، يقال: نَهَرَه وانتهره، قال تعالى: ﴿فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا[28]، ﴿وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ[29][30].

 

تفسير الآيات

الآية (1): ﴿وَالضُّحَى﴾:

الآية, قسمٌ بالضحى. وقد ذَكَر المفسِّرون في معنى الضحى أقوالاً عدّة، هي:

  • انبساط الشمس، وظهور نورها، وامتداد النهار, وهذا ما تؤيّده مقابلة الضحى بالليل بعد ذلك, في قوله تعالى: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى﴾.

 

  • أوّل ساعة من النهار.

 

  • صدر النهار, وهي الساعة التي فيها ارتفاع الشمس، واعتدال النهار في الحرّ والبرد، في الشتاء والصيف.

 

وغيرها من الأقوال[31].

 

الآية (2): ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى﴾:

الآية, قسمٌ بالليل. وقد ذَكَر المفسِّرون في معنى السجو أقوالاً، هي:

 

  • سكون الليل, وهو غشيان ظلمته.
  • أقبل الليل بظلامه.
  • غطّى ظلام الليل كلّ شيء.

 

وغيرها من الأقوال[32].

 

الآية (3): ﴿مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى﴾:

التوديع, الترك. والقِلى, البغض أو شدّته. والآية جواب القسم المتقدّم. ومناسبة نور النهار لنزول الوحي، وظلمة الليل لانقطاع الوحي, هي مناسبة ظاهرة[33].

 

الآية (4): ﴿وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى﴾:

وقد ذَكَر المفسِّرون في معنى الآية أقوالاً، هي:

  • إنّ ثواب الآخرة والنعيم الدائم فيها, خير لك من الدنيا الفانية، والكون فيها.

 

  • إنّ آخر عمرك الذي بقي, خير لك من أوّله, لما يكون فيه من الفتوح والنصرة.

 

وغيرهما من الأقوال[34].

 

والآية في مقام الترقّي, بالنسبة إلى ما تُفيده الآية السابقة, من كون النبي صلى الله عليه وآله وسلم على ما هو عليه من موقف الكرامة والعناية الإلهيّة, كأنّه قيل: أنت على ما كنت عليه من الفضل والرحمة, ما دمت حيّاً في الدنيا، وحياتك الآخرة خير لك من حياتك الدنيا[35].

 

الآية (5): ﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى﴾:

الآية في مقام التقرير والتثبيت لمفاد قوله تعالى: ﴿وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى﴾. وقد اشتمل الوعد على عطاء مطلق, يتبعه رضى مطلق. وقيل: الآية ناظرة إلى الحياتين جميعاً، دون الحياة الآخرة فقط[36].

 

روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: “دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على فاطمة عليها السلام، وعليها

 

كساء من ثلّة الإبل، وهي تطحن بيدها، وترضع ولدها, فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, لمّا أبصرها، فقال: يا بنتاه! تعجّلي مرارة الدنيا, بحلاوة الآخرة، فقد أنزل الله عليّ: ﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى﴾”[37].

 

وعنه عليه السلام – أيضاً – أنّه قال: “رضا جدّي صلى الله عليه وآله وسلم, أنْ لا يبقى في النار موحِّد”[38].

 

الآية (6): ﴿أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى﴾:

هذه الآية وما يتلوها من الآيتين, فيها إشارة إلى بعض نعم الله تعالى العظيمة على نبيّه صلى الله عليه وآله وسلم, حيث مات أبوه, وهو في بطن أمّه، ثمّ ماتت أمّه, وهو ابن سنتين، فكفله جدّه عبد المطلب، ثمّ مات جدّه, وهو ابن ثماني سنين, فكفله عمّه أبو طالب عليه السلام وربّاه. وقيل: المُرَاد باليتيم الوحيد الذي لا نظير له في الناس. والمعنى: ألم يجدك وحيداً بين الناس, فآوى الناس إليك، وجمعهم حولك[39].

 

روى العياشي بإسناده، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، في قوله: ﴿أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى﴾, قال: “فرداً، لا مَثَل لك في المخلوقين, فآوى الناس إليك، ﴿وَوَجَدَكَ ضَالًّا﴾, أي: ضالّة في قوم لا يعرفون فضلك، فهداهم إليك، ﴿وَوَجَدَكَ عَائِلًا﴾, تعول أقواماً بالعلم, فأغناهم بك”[40].

 

الآية (7): ﴿وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى﴾

ذَكَر المفسِّرون في معنى الضلال في الآية أقوالاً، هي:

  • عدم الهداية الذاتيّة من نفس النبي صلى الله عليه وآله وسلم وذاته. فحال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ضالّة في نفسه وذاته, بلحاظ قطع النظر عن هدايته تعالى له, فلا هدى له صلى الله عليه وآله وسلم من ذاته ولا لأحد من الخلق, إلا بالله سبحانه, فقد كانت نفسه صلى الله عليه وآله وسلم ونفس كلّ واحد من الخلق ضالّة في نفسها, وإنْ كانت الهداية الإلهيّة ملازمة لها منذ وُجِدَت, فالآية في معنى قوله تعالى: ﴿مَا كُنتَ تَدْرِي

 

مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ[41]، ومن هذا الباب قول موسى عليه السلام على ما حكى الله عنه: ﴿فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ[42], أي لم أهتدِ بهدى الرسالة بعد[43].

 

  • الذهاب من العلم, كما في قوله تعالى: ﴿أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى[44]، ويؤيّده قوله تعالى: ﴿وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ[45].

 

  • وجدك ضالّاً بين الناس لا يعرفون حقّك, فهداهم إليك، ودلّهم عليك.

 

  • ضلال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في طريق مكة,حينما كانت تجيء به حليمة بنت أبي ذؤيب من البدو إلى جدّه عبد المطلب عليه السلام.

 

  • ضلال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في شعاب مكّة, عندما كان صغيراً.

 

  • ضلال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مسيره إلى الشام مع عمّه أبي طالب عليه السلام في قافلة ميسرة, غلام خديجة عليها السلام.

 

وغيرها من الأقوال[46].

 

والقولان الأول والثالث هما الأوفق من بين هذه الأقوال، أمّا الثالث فللرواية المتقدّمة عن الإمام الرضا عليه السلام، والقول الأوّل لا يخلو من وجه أيضاً, بلحاظ أنّ المقام مقام امتنان لله تعالى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بما أنعم عليه من نِعَم.

 

الآية (8): ﴿وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى﴾:

ذَكَر المفسِّرون في معنى الآية أقوالاً عدّة، هي:

  • العائل, الفقير الذي لا مال له. وقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقيراً, لا مال له, فأغناه الله بعدما تزوّج بخديجة بنت خويلد عليها السلام, فوهبت له مالها, وكان لها مال كثير.

 

  • المُرَاد بالإغناء, استجابة دعوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من قِبَل الله تعالى.

 

  • إغناء الله تعالى للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بالقناعة.

 

وغيرها من الأقوال[47].

 

والقول الثاني هو الأوفق بالرواية المتقدّمة عن الإمام الرضا عليه السلام.

 

الآية (9): ﴿فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ﴾:

القهر, الغلبة والتذليل معاً ويستعمل في كلّ واحد منهما. وذَكَر المفسِّرون في معنى الآية قولين، هما:

  • لا تقهر اليتيم على ماله، فتذهب بحقّه, لضعفه, كما كانت تفعل العرب في أمر اليتامى.
  • لا تحتقر اليتيم.

 

والمعنيان محتملان في أنفسهما, لأنّ فيهما معنى القهر, من الغلبة والتذليل[48].

 

الآية (10): ﴿وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ﴾:

النَهْر, هو الزجر والردّ بغلظة. وذَكَر المفسِّرون في معنى الآية أقوالاً، هي:

  • لا تنهر السائل، ولا تردّه إذا أتاك يسألك، فقد كنت فقيراً، فإمّا أن تطعمه، وإمّا أن تردّه ردّاً ليّناً.
  • كما أعطاك الله ورحمك، وأنت عائل, فاعطِ سائلك وارحمه.
  • المراد بالسائل, طالب العلم, وهو متّصل بقوله تعالى: ﴿وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى﴾, والمعنى: علِّم مَنْ يسألك, كما علّمك الله الشرائع، وكنت بها غير عالم.

ويمكن حمل الآية على مطلق السؤال, وهو ما يساعد عليه إطلاق اللفظ وظهور السياق[49].

 

الآية (11): ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾:

التحديث بالنعمة, ذِكْرُها قولاً، وإظهارها فعلاً, وذلك شكرها.

وقد ذَكَر المفسِّرون في معنى النعمة أقوالاً، هي:

 

  • القرآن الكريم, الذي أنزله الله تعالى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخصّه به.
  • مقام النبوّة الذي منحه الله تعالى للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم.
  • مقام الرسالة الذي منحه الله تعالى للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم.
  • النعم المذكورة في هذه السورة.

 

مطلق النعم التي أنعمها الله تعالى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

 

وغيرها من الأقوال[50].

 

روى البرقي, بإسناده، عن عمرو بن أبي نصر، قال: حدّثني رجل من أهل البصرة، قال: رأيت الحسين بن علي عليهما السلام وعبد الله بن عمر، يطوفان في البيت، فسألت ابن عمر، فقلت: قول الله تعالى: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾، قال: أمره أن يُحدّث, بما أنعم الله عليه. ثمّ إنّي قلت للحسين بن علي عليه السلام: قول الله تعالى: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾، قال: “أمره أن يُحدّث, بما أنعم الله عليه من دينه”[51].

 

وروي عن الإمام الصادق عليه السلام في تفسير قوله تعالى: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ أنّه قال: “فحدّث, بما أعطاك الله، وفضّلك، ورزقك، وأحسن إليك، وهداك”[52].

 

وهذه الأوامر في هذه الآية والآيات السابقة عليها, هي عامّة موجّهة لجميع الناس، وإنْ كانت موجّهة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم, ولكنْ بوصفه المصداق الأبرز والأشرف من الناس.

 

والآيات الثلاث الأخيرة متفرّعة على الآيات الثلاث التي تسبقها, وتذكر نِعَمه تعالى عليه, كأنّه قيل: فقد وجدت ما يجده اليتيم, مِنْ ذلّة اليتيم وانكساره, فلا تقهر اليتيم, باستذلاله في نفسه أو ماله، ووجدت مرارة حاجة الضالّ إلى الهدى، والعائل إلى الغنى, فلا تزجر سائلاً يسألك رفع حاجته إلى هدى أو معاش، ووجدت أنّ ما عندك نعمة أنعمها عليك ربّك, بجوده وكرمه ورحمته, فاشكر نعمته, بالتحديث بها، ولا تسترها[53].

 

بحث تفسيريّ: الربوبيّة[54]

1- معنى الربوبيّة:

الرَّبُّ في الأصل: التربية, وهو إنشاء الشيء حالاً فحالاً إلى حدّ التمام… ولا يُقال الرّبّ مطلقاً, إلا لله تعالى, المتكفّل بمصلحة الموجودات, نحو قوله تعالى: ﴿بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ[55]. وعلى هذا قوله تعالى: ﴿وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَابًا[56], أي: آلهة، وتزعمون أنّهم الباري مسبِّب الأسباب، والمتولِّي لمصالح العباد. وبالإضافة يُقال له تعالى ولغيره, نحو قوله تعالى: ﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ[57]، و ﴿وَاللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ[58]، ويقال: رَبُّ الدّار، ورَبُّ الفرس لصاحبهما، وعلى ذلك قول الله تعالى: ﴿اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ[59]، وقوله تعالى: ﴿ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ[60]… والرّبوبيّة مصدر، يُقال في الله عزّ وجلّ.

 

2- حقيقة الربوبيّة:

الربّ هو المالك الذي يُدبّر أمر مملوكه, ففيه معنى المُلْك، ومعنى المُلْك (الذي عندنا في ظرف الاجتماع), هو نوع خاصّ من الاختصاص, وهو نوع قيام شيء بشيء, يُوجِب صحّة التصرّفات فيه، فقولنا العين الفلانية مُلكنا, معناه: إنّ لها نوعاً من القيام والاختصاص بنا, يصحّ معه تصرُّفاتنا فيها، ولولا ذلك لم تصحّ تلك التصرُّفات, فالمَلِك هو الذي يملك النظام القومي والتدبير دون العين، وبعبارة أخرى يملك الأمر والحكم. وهذا في الاجتماع الإنسانيّ معنى وضعي اعتباري غير حقيقيّ, وهو مأخوذ من معنى آخر حقيقيّ, نُسمّيه أيضاً مِلْكَاً, وهو نحو قيام أجزاء وجودنا وقوانا بنا, فإنّ لنا بصراً وسمعاً ويداً ورجلاً، ومعنى هذا

 

المِلْك, أنّها في وجودها قائمة بوجودنا، غير مستقلّة دوننا، بل مستقلّة باستقلالنا، ولنا أن نتصرّف فيها كيف شئنا, وهذا هو المِلْك الحقيقي.

 

والذي يُمكن انتسابه إليه تعالى بحسب الحقيقة, هو حقيقة المِلْك والمُلْك، دون المُلْك والمِلْك الاعتباريّين اللذين يبطلان ببطلان الاعتبار والوضع، ومن المعلوم أنّ المُلْك لا ينفكّ عن المِلْك الحقيقيّ, فإنّ الشيء إذا افتقر في وجوده إلى شيء, بحيث لم يستقلّ عنه في وجوده, لم يستقل عنه -أيضاً- في آثار وجوده, فهو تعالى ربّ لما سواه, لأنّ الربّ هو المالك المدبّر. فمعنى المُلك متضمَّن في معنى المِلْك, وهو تعالى مالك المُلك.

 

3- مراتب الربوبيّة:

أ- الربوبية التكوينيّة: والمقصود بالتوحيد في الربوبية التكوينيّة, هو الإيمان بحقيقة أنّ تكوين العالم وتدبيره وإدارته بيد الله تعالى، بحيث لا يخرج عن ربوبيّته أيّ شيء، من حركة النجوم والكواكب، إلى حركة الرياح ونمو النباتات… لأنّها كلّها خاضعة لربّ العالمين وتحت تدبيره وإشرافه. والتوحيد في الربوبية التكوينية، من أدقّ المراحل وأصعبها في العقيدة التوحيدية، ويعدّ من المراحل المتكاملة للتوحيد.

 

وإنّ التدبّر والتفكّر في آيات القرآن يكشف عن حقيقة مفادها: أنّ المشكلة الاعتقادية للكثير من الكفّار والمشركين في أمم الأنبياء والرسل عليهم السلام، كإبراهيمعليه السلام، والرسول الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم كانت تكمن في هذه المرحلة من التوحيد. مع أنّهم كانوا يؤمنون بتوحيد الذات وتوحيد الخالقية: ﴿وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ﴾[61]. وعند سؤالهم عمَّن خلق السماوات والأرض، فإنّ جوابهم اعتراف بالتوحيد في الخالقية. فالذي يُميّز المشركين عن صفّ الموحّدين، يكمن في مرحلة التوحيد الربوبي، وهذا ما نراه من اعتماد نبي الله إبراهيمعليه السلام على الربوبية التكوينية للحقّ تعالى في احتجاجه على مشركي عصره: ﴿فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ﴾[62].

 

ب- الربوبية التشريعيّة: إنّ الإيمان بالتوحيد في الربوبية التشريعية، مرحلة متعالية للتوحيد، فلا يصل التوحيد إلى نصابه اللازم من دونها. وهذا القسم من الربوبية مرتبط بالأفعال الاختيارية والإرادة الحرّة للإنسان. وتمايز الإنسان عن باقي الموجودات يكمن في الإرادة الحرّة التي أعطاها الله للبشر. فالإنسان ينتخب ويسعى لرشده وكماله بالإرادة والاختيار الحرّ الذي يمتلكه. ولا يمكن أن يتحقّق هذا الكمال تحت الضغط والاختيار الإجباري، لأنّه بناءً على هذا الفرض، فإنّ الربيوبيّة الإلهيّة، بالنسبة إلى الأفعال والسلوك الإرادي والحر للإنسان – الذي تمتّع بالنعمة الإلهية بالإرادة الحرّة، وحقّ الاختيار في مجال الفكر والإيمان الداخلي، وفي مجال السلوك، والعمل الخارجي، ووهِبَ الأدوات والأسباب اللازمة لإعمال هذه الإرادة الحرّة – تقتضي أن لا يترك الإنسان وشأنه، بل إنّ الله تعالى قد أرشده إلى طريق السعادة المستقيم، وأظهر له سبيل السعادة والشقاء، والحسن والقبح، وهداه إلى برنامج الحياة الفردي والاجتماعي للوصول إلى الكمال والرشد، وليهتدي إلى الصراط المستقيم بإرادته ويؤمن به: ﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ[63]. وعلى أساس التوحيد في الربوبية التشريعية، يجب على الإنسان فقط أن يطيع الله ومن أمره تعالى بإطاعته، وأن يلتزم بقوانينه وأوامره حصراً، ويؤمن بأنّ حقّ وضع الأوامر والتشريعات له تعالى فقط. فالإيمان بالربوبية التشريعية الإلهيّة من المراحل الصعبة للفكر التوحيدي، حيث يواجه الإنسان امتحاناً وبلاء شديداً في سبيل قبولها، لأنّه يجب عليه، بإرادته الحرّة، أن يؤمن بالأوامر الإلهية ويتّبعها، وأن لا ينصاع لأمانيه وميوله النفسية، ويقطع الصراط المستقيم الإلهي، فهذا أمر عظيم ومهمّ في مسير الرشد والسعادة الإنسانية. والشاهد على هذه الحقيقة، التأمّل في انحراف إبليس، على طبق تعاليم القرآن، فالقرآن الكريم يعدّ إبليس من الكفّار وفي عداد غير الموحِّدين: ﴿وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ[64]. فما هو منشأ كفر إبليس وبداية انحرافه عن التوحيد؟ فعلى أساس المدارك والمعارف الدينية، كان لإبليس إيمان بالذات الإلهية، ولم يكن يُنكر ذلك،

 

وعبَدَ الله تعالى ستّة آلاف عام. وعلى طبق الروايات لا يعرف هل كانت من السنوات الدنيوية أم الأخروية، حيث كلّ يوم منها كألف سنة من سني الدنيا. فإبليس يؤمن بالمبدأ والمعاد، ولذا طلب من الله تعالى الإمهال ليوم القيامة: ﴿قَالَ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾[65]. ولم يكن نقص إبليس في أيّ من التوحيد الذاتي والصفاتي، أو التوحيد في الخالقية والربوبية التكوينية. وما يعدّ نقصاً لإبليس حتى أخرجه من زمرة الموحِّدين هو عدم إيمانه بالربوبيّة التشريعية. فهو لم يكن مطيعاً للأمر الإلهي، لأنّ الحكم والقانون الإلهي لم يكن موافقاً لميوله النفسية ومشتهياته الباطنية، وبذلك وقع في الكفر. وهذه حقيقة قرآنية مبيّنة للطريق الحسّاس وذي التعرّجات للتوحيد الربوبيّ التشريعيّ، الذي يُعدّ حدّ النصاب للتوحيد.

 

الأفكار الرئيسة

1- هذه السورة مكّيّة, تتضمّن 11 آية، وتحوي مجموعة من المحاور: التدبير الربوبيّ/ العناية الإلهيّة بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم/ شكر المنعم/ …

 

2- ورد في فضل قراءة هذه السورة المباركة والعمل بها ثواب كثير.

 

3- في تفسير السورة: قسَمٌ بانبساط ضوء الشمس، وسكون الليل وظلمته, ما تركك ربّك يا محمد صلى الله عليه وآله وسلم, فأنت على ما أنت عليه من الفضل ما دمت حيّاً، والآخرة خير لك وأبقى، ولسوف يُعطيك ربّك عطاءً مطلقاً ترضى له نفسك في الدنيا والآخرة, كما تكفّلك بالرعاية في صغرك, في يتمك، وعدم هدايتك الذاتية، وفقرك, فعوّضك بجدّك وعمّك، وهداك إلى الدين القويم، وأغناك بزواجك من خديجة, وهذه كلّها نعم وعطايا إلهيّة تستوجب الشكر, ومن مصاديق الشكر: العطف على اليتيم، وإغاثة المحتاج، واستعمال النعم في مرضاة الله تعالى ومداومة الشكر عليها.

 

4- الربّ هو المالك الذي يُدبّر أمر مملوكه, ففيه معنى المُلْك, وهو نوع قيام شيء بشيء, يُوجِب صحّة التصرّفات فيه. ومن المعلوم أنّ المُلْك لا ينفكّ عن المِلْك الحقيقيّ, وهو قيام أجزاء وجودنا وقوانا بنا, فإنّ الشيء إذا افتقر في وجوده إلى شيء, بحيث لم يستقلّ عنه في وجوده, لم يستقلّ عنه – أيضاً – في آثار وجوده, فهو تعالى ربّ لما سواه, لأنّ الربّ هو المالك المدبّر. والربوبيّة مراتب: تكوينيّة وتشريعيّة.

 

 

فكّر وأجب

1- أَجِبْ بـ ü أو û:

– هذه السورة مدنيّة على قول أغلب المفسِّرين.

– معنى “قلى”: أي أبغض.

– المراد بالعائل: الفقير المحتاج.

 

2- أَجِبْ باختصار:

– بيّن معنى قوله تعالى: ﴿وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى﴾؟

—————————————————————-

 

– بيّن معنى قوله تعالى: ﴿وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى﴾؟

—————————————————————-

 

– بيّن معنى قوله تعالى: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾؟

—————————————————————-

 

[1] الطبرسي، مجمع البيان، م.س، ج10، ص379.

[2] م.ن، ص367.

[3] انظر: الطبرسي، مجمع البيان، م.س، ج10، ص379, السيوطي، الدر المنثور، م.س، ج6، ص360.

[4] انظر: الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج20، ص310.

[5] انظر: الطبرسي، مجمع البيان، م.س، ج10، ص381, السيوطي، الدر المنثور، م.س، ج6، ص360.

[6] انظر: الطبرسي، مجمع البيان، م.س، ج10، ص381, السيوطي، الدر المنثور، م.س، ج6، ص360-361.

[7] ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، م.س، ج3، مادّة “ضَحَى”، ص391.

[8] سورة الشمس، الآية 1.

[9] سورة النازعات، الآية 46.

[10] سورة الضحى، الآيتان 1 – 2.

[11] سورة النازعات، الآية 29.

[12] سورة طه، الآية 59.

[13] الأصفهاني، مفردات ألفاظ القرآن، م.س، مادّة “ضَحَى”، ص502.

[14] ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، م.س، ج3، مادّة “سَجَوَ”، ص137.

[15] سورة الضحى، الآية 2.

[16] الطريحي، مجمع البحرين، م.س، ج1، مادّة “سَجَا”، ص213.

[17] ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، م.س، ج5، مادّة “قَلَوَ”، ص16.

[18] سورة الضحى، الآية 3.

[19] الطريحي، مجمع البحرين، م.س، ج1، مادّة “قَلَى”، ص349.

[20] سورة التوبة، الآية 28.

[21] ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، م.س، ج4، مادّة “عَيَلَ”، ص198.

[22] ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، م.س، ج3، مادّة “ضَلَّ”، ص356.

[23] سورة محمد، الآية 1.

[24] سورة الضحى، الآية 7.

[25] سورة النساء، الآية 113.

[26] الطريحي، مجمع البحرين، م.س، ج5، مادّة “ضَلَّ”، ص409.

[27] ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، م.س، ج5، مادّة “نَهَرَ”، ص362.

[28] سورة الإسراء، الآية 23.

[29] سورة الضحى، الآية 10.

[30] الأصفهاني، مفردات ألفاظ القرآن، م.س، مادّة “نَهَرَ”، ص826.

[31] انظر: الطبرسي، مجمع البيان، م.س، ج10، ص381.

[32] انظر: الطبرسي، مجمع البيان، م.س، ج10، ص381-382.

[33] انظر: الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج20، ص310.

[34] انظر: الطبرسي، مجمع البيان، م.س، ج10، ص382.

[35] انظر: الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج20، ص310.

[36] انظر: الطبرسي، مجمع البيان، م.س، ج10، ص382, الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج20، ص310.

[37] الطبرسي، مجمع البيان، م.س، ج10، ص382.

[38] م.ن.

[39] انظر: م.ن، ص382-383, الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج20، ص310.

[40] الطبرسي، مجمع البيان، م.س، ج10، ص384.

[41] سورة الشورى، الآية 52.

[42] سورة الشعراء، الآية 20.

[43] انظر: الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج20، ص310.

[44] سورة البقرة، الآية 282.

[45] سورة يوسف، الآية 3.

[46] انظر: الطبرسي، مجمع البيان، م.س، ج10، ص383-384, الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج20، ص310-311.

[47] انظر: الطبرسي، مجمع البيان، م.س، ج10، ص384, الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج20، ص311.

[48] انظر: م.ن، ص385, الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج20، ص311.

[49] انظر: الطبرسي، مجمع البيان، م.س، ج10، ص385-386, الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج20، ص311.

[50] انظر: الطبرسي، مجمع البيان، م.س، ج10، ص386.

[51] البرقي، أحمد بن محمد بن خالد: المحاسن، تحقيق جلال الدين الحسيني (المحدِّث)، ط1، طهران، دار الكتب الإسلامية, مطبعة رنكين، 1370هـ.ق/ 1330هـ.ش، ج1، كتاب مصابيح الظُلَم، باب الدين، ح115، ص218.

[52] الطبرسي، مجمع البيان، م.س، ج10، ص386.

[53] انظر: الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج20، ص311.

[54] انظر: الأصفهاني، مفردات ألفاظ القرآن، م.س، ص336-337, الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج1، ص21-22, السبحاني، جعفر: محاضرات في الإلهيّات، ط1، بيروت، الدار الإسلاميّة، 1409هـ.ق/ 1989م، ص403-415.

[55] سورة سبأ، الآية 15.

[56] سورة آل عمران، الآية 80.

[57] سورة الفاتحة، الآية 2.

[58] سورة الصافات، الآية 126.

[59] سورة يوسف، الآية 42.

[60] سورة يوسف، الآية 50.

[61] سورة العنكبوت، الآية 61.

[62] سورة الأنعام، الآية 76.

[63] سورة البقرة، الآية 256.

[64] سورة ص، الآية 74.

[65] سورة الأعراف، الآية 14.

شاهد أيضاً

آداب الصلاة 13 سماحة الشيخ حسين كوراني

. أقرأ ايضا: أوضاع المرأة المسلمة ودورها الاجتماعي من منظور إسلامي وإذا أراد الأميركي وقف ...