الرئيسية / من / قصص وعبر / قصص من مركز الأبحاث العقائدية 11

قصص من مركز الأبحاث العقائدية 11

( 11 ) آلفا عمر باه
( وهابي / غينيا )
ولد عام 1971 م بمدينة ” مامو ” في غينيا ( 1 ) ، واصل دراسته الأكاديمية حتى حصل على شهادة الليسانس في العلوم الاجتماعية ، يجيد اللغة العربية والإنجليزية والفرنسية إضافة إلى لغاته المحلية كالفولانية والسوسو .
كان مالكي المذهب في بدء أمره ، ثم تتلمذ في مدرسة نصر الإسلام الوهابية مدّة أربع سنوات ، فتأثر بها جملةً واعتنق بعض آراء هذا التيار الفكري ، حتى تبيّنت له الحقيقة بعد دراسة مكثفة أجراها بنفسه ، وجهد بحث بذله في مجال العقيدة ، فكانت ثمرته أن استبصر .
اعتنق مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) عام 1991 م في ” كوناكري ” العاصمة .
المحفّز لتغيير الانتماء الفكري :
كان الدافع له في تغيير انتمائه الفكري ، هو شدّة إعجابه بالدراسات
التاريخية ، مضافاً لاهتمامه بالمسار الإسلامي والمنعطفات الحساسة التي غيّرت مجراه ونشوء الفرق الإسلامية .
وهذان الأمران فتحا له آفاقاً رحبة في مجال العقيدة ، فانطلق منهما في البحث حتى تفتّحت رؤيته على واقع التاريخ الإسلامي ، وتعرّف على أمور جعلته يجدّد النظر في معتقداته الموروثة السابقة .
مطالعة أوّل كتاب شيعي :
يقول الأخ آلفا : ” كان أوّل كتاب شيعي يقع بيدي كتاب ( عقائد الإمامية ) للعلامة الشيخ محمّد رضا المظفر ( 1 ) ، فطالعته فوجدت فيه أطروحة فكرية لم أعهدها من قبل ، وأكثر ما لفت انتباهي في هذا الكتاب هو أمر الإمامة والخلافة بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ! ، كما تبيّن لي أنّ الاختلاف في هذه المسألة هو منشأ معظم الاختلافات التي وقعت بين المسلمين بعد وفاته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
أهمّية مسألة الإمامة :
وعرفت من ذلك الحين أنّ المسألة الوحيدة التي لا بد من الإلمام والإحاطة بها هي مسألة الإمامة ، لأنّها مسألة أساسية في قاموس الفكر الإسلامي ، وينبغي للباحث أن يحدّد موقفه منها ، لأنّ البحث العقائدي في غيرها من المسائل بدون تحديد المعتقد في هذه المسألة الأساسية لا يوصل الباحث إلى النتائج مطلوبة ،
وأنّ الباحث سيبقى في المسائل الجزئية في حيّرة ما لم يعرف الخليفة الحقيقي بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، باعتباره الحافظ للشريعة الإسلامية التي جاء بها النبيّ الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ومن دون ذلك لا يستطيع الإنسان الوثوق بالسلطة الحاكمة التي هيمنت على الحكم مع عدم امتلاكها الشرعية في ذلك ، ولا يمكنه أخذ معالم دينه منها ، لأنّها لا شك تخفي الكثير من الحقائق الشرعية التي تصطدم مع مصالحها .
ومن هذا المنطلق بدأت بحثي في هذا المجال ، وأعانني على ذلك – رغم مشاغلي الجانبية – هوايتي وتلهّفي للدراسات التاريخية ، فقد كانت لي الدافع للبحث والتتبع ، كما أنني كنت أنظر إلى هذه المسألة كحجر أساس لمعتقدي وفكري وانتمائي ، ولا بد من الاهتمام بها ، لأنّها تبلور كافة إتجاهاتي وسلوكي وتحدّد مصيري ، وبهذا التوجه انطلقت في البحث .
وكانت أوّل مسألة سلّطت الضوء عليها ، هو معرفة الموقف الذي اتخذه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لمستقبل أمته من بعده في أمر الخلافة ، فبادرت إلى معرفة الأطروحة التي قدّمها الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لأمته في هذا المجال ، لأنّها تبيّن لي حقيقة الأمر ، ودون ذلك لا أستطيع الانطلاق مما حدث من بعده ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فإنّه قد لا يمثل الحقّ والصواب ، وعلى الإنسان أن يعرف الحقّ ليعرف أهله ” .
لا بد من التحرّر عن التعصّب :
إنّ انطلاق الباحث لمعرفة الحقائق عبر الوثوق بعلماء مذهبه وكبار شخصيات معتقدة غالباً ما يصحبه التعصب ! وبذلك تحجب بصيرته عن معرفة الحقّ ، وسوف يتجه إلى محاولات التبرير لسلوك هؤلاء الذين يمثلون القدوة في مذهبه ، وبذلك يبقى في حلقة مغلقة لا يمكنه الخروج منها .
أمّا لو انطلق في البحث بروح موضوعية وبعيدة عن حالة التعصب ، فإنّ
ذلك سيوصله إلى الحقائق ومعرفة الأخطاء المحتملة التي ارتكبها هؤلاء ، وسار على نهجهم الآخرون تقليداً من دون تتبع وتأمّل ، لأنّ المجتمع قد يؤمن بأمور على أنّها لا غبار عليها ولا شبهة فيها ، في حين أنّها في الواقع أموراً ومسائل لا تطابق الحقيقة والواقع .
ومن هذه الرؤية المنفتحة بدأ الأخ آلفا بحثه في أمر الإمامة والخلافة ليعرف ما حدّدته الرسالة للأمة في ذلك .
حديث الثقلين ودلالته :
إنّ لهذا الحديث شهرة فائقة بين الفريقين ، وقد اعترف به الخاصة والعامة ، وتناقلته الأفواه والأقلام حتى كاد أن يتجاوز حدّ التواتر .
وقد تعدّد رواة هذا الحديث ، بحيث زاد على الثلاثين صحابي ، كما تعدّدت طرق رواته ، وذلك لأنّ الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد ذكره في مواقف ومواطن عديدة ، كان منها : حجة الوداع ، ويوم عرفة عند جمع غفير من الناس ، ويوم الغدير في خطبته ، وأيام مرض وفاته .
نصوص الحديث :
1 – قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ” يا أيّها الناس إنّي تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ” ( 1 ) .
2 – قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ” إنّي تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما

أعظم من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ” ( 1 ) .
3 – قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ” إنّي تارك فيكم خليفتين ، كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض – أو ما بين السماء إلى الأرض – وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض ” ( 2 ) .
4 – قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ” إنّي تارك فيكم الثقلين ، كتاب الله وأهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتى يردا علىّ الحوض ” ( 3 ) .
5 – قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ” إنّي أوشك أن أُدعى فأجيب ، ألا إنّي تارك فيكم الثقلين ، كتاب الله عزّ وجلّ وعترتي ، كتاب الله حبل ممدود . . . ” ( 4 ) .
6 – قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من خطبة له في غدير خم : ” كأنّي قد دعيت فأجبت ، إنّي قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله وعترتي ” ( 5 ) .
7 – قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لأصحابه : ” ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : فإنّي سائلكم عن اثنين ; القرآن وعترتي ” ( 1 ) .
8 – قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ” يا أيّها الناس يوشك أن أقبض قبضاً سريعاً ، فينطلق بي ، وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم ، ألا إنّي مخلّف فيكم كتاب ربّي وعترتي أهل بيتي ، ثم أخذ بيد عليّ فرفعها فقال : هذا عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ لا يفترقان حتى يردا عليَّ الحوض . . . ” ( 2 ) .
9 – عن زيد بن أرقم قال : قام رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خمّاً بين مكة والمدينة ، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكّر ، ثم قال : ” أمّا بعد ألا أيّها الناس فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربّي فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين ، أوّلهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ” ، فحث على كتاب الله ورغّب فيه ، ثم قال : ” وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ” ( 3 ) .
10 – عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ” ألا وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عزّ وجلّ ” ، إلى أن قال : فقلنا لزيد : من أهل بيته ؟ نساؤه ؟
قال : لا وأيم الله ، إنّ المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها . . . ” ( 4 ) .
دلالة الحديث :
إنّ حديث الثقلين بدلالاته يرشد الباحث ليرتقي البناء الشامخ للحقّ والحقيقة ، ويصعد قمّة الإيمان التي لا يمكن ارتقاؤها إلاّ بسلّم متين ، لأنّ قدمه سوف تزل في الخطوة الأولى دون ذلك ويسقط في وادي الهلكة وهاوية الضلالة .
ومن خلال حديث الثقلين يمكن الإشارة إلى الأمور التالية :
أوّلاً : عصمة العترة من الخطأ ، لأنّ الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) صرّح بعدم افتراقهم عن القرآن حتى يردا عليه الحوض ، فتجويز الافتراق بالمخالفة وصدور الذنب منهم تجويز للكذب على الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الذي أخبر عن الله عزّ وجلّ بعدم افتراقهم عن القرآن .
ثانياً : إنّ العترة عندهم علم القرآن الذي فيه تبيان لكل شيء ، وقد صرّح الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بأعلميتهم في أحد نصوص هذا الحديث قائلا : ” ولا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم ” ( 1 ) .
ثالثاً : عدم صحه التمسك بأحدهما دون الآخر ، لأنّ الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) رتّب الضلال على تركهما معاً ، ومعنى الحديث أنّه لا هدى لمن يتمسك بالقرآن وحده ، أو يقول : ” حسبنا كتاب الله ” ( 2 ) ، كما أنّ المتمسك بالعترة فقط دون القرآن أيضاً لا نجاة ولا سبيل له للهدى .
رابعاً : عدم خلوّ كل زمان من أهل بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وهو دليل على
وجود إمام من العترة في كل زمان إلى يوم القيامة .
ولذا نرى أنّ إبن حجر قال : ” وفي أحاديث الحثّ على التمسك بأهل البيت إشارة إلى عدم انقطاع متأهل منهم للتمسك به إلى يوم القيامة كما أنّ الكتاب العزيز كذلك . . . ويشهد لذلك الخبر السابق ” في كل خلف من أمّتي عدول من أهل بيتي ” ” ( 1 ) .
كما أذعن بهذه الحقيقة أيضاً إبن الصباغ المالكي في كتابه الفصول المهمة ( 2 ) ، والشبلنجي في نور الأبصار ( 3 ) ، والقندوزي الحنفي في ينابيع المودة ( 4 ) .
خامساً : وجوب إتّباع أهل البيت ( عليهم السلام ) ، إذ لا سبيل لتلقّي الأحكام الإلهية بكل اطمئنان وإدراك معاني القرآن ومعرفة متشابهة إلاّ بالاستعانة بالعترة ، لأنّهم المفسرون الحقيقيون للكتاب ، وكل من لا يتمسك بهم يتيه في أودية الضلالة من غير دليل .
فالسبيل الوحيد لبقاء المسلمين في مأمن من الانحراف والزيغ ، هو معرفتهم لكتاب الله والتمسك به ، والتوجه إلى من عنده علم الكتاب ، الذين هم عدل القرآن وذوي الكرامات الباهرة التي شرّفهم الباري عزّ وجلّ بها .
وبصورة عامة فهذا الحديث يحدّد معالم الإمامة الكبرى التي تركها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في أُمته لحفظ الدين ، وائتلاف الأُمة ووحدتها ، وعدم ضلالها في متاهات الأهواء والأغراض والمصالح الشخصية .
و لذا نرى عندما تُركت العترة ورُفض التمسك بها ، آل الأمر إلى ما آل من الاختلاف والتفرقة والشقاق في أوساط الأُمة الإسلامية ، وبعدها ابتلت الأُمة بالفتن والمحن ، كان من أشدّها الابتلاء بالدين ، حيث وضعت الأحاديث المكذوبة على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ليحجبوا الحقّ ، ومن مصاديق ذلك ما وضعوه في قبال ( حديث الثقلين ) ، وهو حديث : ” كتاب الله وسنتي ” ! .
حديث ” كتاب الله وسنتي ” :
ولو تتبع الباحث هذا الحديث يجد أنّه لم يرد في صحاحهم الست ، وإنّما أخرجه مالك بن أنس بهذا اللفظ في موطأه ( 1 ) ، بصورة مرسلة .
وقد أوصل إسناده إبن عبد البر ( 2 ) ، وفيه : كثير بن عبد الله ، عن أبيه ، عن جدّه ، وهو متروك ، ومن أركان الكذب ( 3 ) .
وفيه أيضاً : سلمة بن الفضل الأبرش قاضي ري ، وهو من قال فيه البخاري : عنده مناكير ، وقال النسائي : هو ضعيف ، وقال أبو حاتم الرازي : لا يحتج بحديثه ، ووصفه أبو زرعة فقال : كذّاب ( 4 ) .
وفيه أيضاً : إبن حميد ، وهو محمّد بن حميد الرازي ، وقال عنه يعقوب بن شيبة : كثير المناكير ، وقال البخاري : في حديثه نظر ، وقال النسائي : ليس بثقة ، وقال الجوزجاني : رديء المذهب غير ثقة ( 5 ) .
وأخرجه الحاكم والبيهقي ( 1 ) ، من طريقين :
الأوّل فيه إسماعيل بن أبي أويس وعكرمة ، وإسماعيل ضعيف مخلّط يكذب ( 2 ) ، وعكرمة هو الخارجي المعروف بكذبه على إبن عباس ( 3 ) .
والثاني فيه صالح بن موسى الطلحي ، وهو ضعيف ، جداً كثير المناكير لا يكتب حديثه ( 4 ) .
إضافة إلى أنّ هذا الحديث يخالف مباني أبناء العامة ! لادعائهم بأنّ الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) منع من كتابة أحاديثه ، فعليه كيف يصح أن يأمر النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الأُمة بالتمسك بالسنّة وقد نهى عن تدوينها .
وإنّ هذا الحديث يخالف قول عمر : ” حسبنا كتاب الله ” ! لأنّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لو أمر الأُمة بالتمسك بالقرآن والسنّة ، فلا يحق لعمر الرد على النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ورفض السنّة .
وعلى أي حال ، إنّ حديث الثقلين ووصيّة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالتمسك بالقرآن والعترة ، حديث مشهور متفق عليه بين العامة والخاصة ، ولا يمكن تركه والتمسك بحديث ضعيف غير صحيح .
هذا ولو سلّم بصحة الحديث ، فإنّ العترة أحقّ من غيرهم لأخذ السنّة منهم ، باعتبارهم أعلم من غيرهم بالسنّة والأحكام الشرعية ، وقد أرشد الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الأمّة بالرجوع إليهم في مواقف وأحاديث متعدّدة .
مصداق عترة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
إنّ عترة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هم أصحاب الكساء الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وهم ولد فاطمة البتول ، قد اصطفاهم الله كما اصطفى آل إبراهيم ( 1 ) .
فقد ورد عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ” إنّ لكل بني أب عصبة ينتمون إليها إلاّ ولد فاطمة ، فأنا وليهم وأنا عصبتهم ، وهم عترتي خلقوا من طينتي ، ويل للمكذبين بفضلهم ، من أحبّهم أحبّه الله ، ومن أبغضهم أبغضه الله ” ( 2 ) .
وورد في صحيح مسلم – وغيره – بإسناده عن سعد بن أبي وقاص ، قال : دعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً ، فقال : ” اللهم هؤلاء أهلي ” ( 3 ) .
فهؤلاء العترة هم أحد الثقلين ، والثقل كل نفيس خطير مصون ، قال النووي : ” سميا ثقلين لعظمهما وكبير شأنهما ، وقيل : لثقل العمل بها ” ( 4 ) ، فالعترة هي أحد الثقلين ، لأنّها معدن للعلوم الدينية والأسرار والحكم العليّة ، ولهذا حثّ الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على الاقتداء والتمسك بها .

وأخيراً تمسّكت بالعترة ( عليهم السلام ) :
يقول الأخ آلفا : ” كانت النتائج التي توصلت إليها واضحة ولا غبار عليها ، وقد بحثت في هذا المجال كثيراً لمعرفة الحقيقة في أمر خلافة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) – وإن
كان حديث الثقلين لوحده كافياً في تعيين خلفاء الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأئمة المسلمين – .
والأمر الذي قرّبني للتشيع ، هو أنني وجدت الشيعة وحدهم هم الذين اتبعوا الثقلين ، بينما اتّبع أبناء العامة قول عمر : ” حسبنا كتاب الله ” ! فدفعني ذلك للتعمّق في مباني وآراء مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) .
وقد ناظرت جملة من الأخوة أهل العامة في هذا المجال ، فقابلني بعضهم بأسلوب حاد ومنفعل مما جعلني أتجنب الحوار معهم ، وواصلت البحث بنفسي حتى اكتملت عندي صورة التشيع ، فاقتنعت بها وتشيّعت عام 1991 م في العاصمة كوناكري ، وقد استبصر على يدي العديد من الأخوة الذين عرضت عليهم أدلتي في اعتناقي لمذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) ، لأنّني بعد الاستبصار لفتُّ انتباه من يحيط بي ، وهذه الحالة دفعت الكثير للاستفسار مني ، فكانت ذلك سبباً لوقوع مناظرات عديدة بيني وبينهم ، وكانت الثمرة استبصار الكثير من إخواني وأصدقائي الذين سلكوا درب البحث والتتبع للوصول إلى العقيدة الصحيحة ” .

شاهد أيضاً

ألف سؤال وإشكال (المجلد الأول) / الصفحات: ٢٢١ – ٢٤٠

ألف سؤال وإشكال (المجلد الأول) / الصفحات: ٢٢١ – ٢٤٠ *  *  * ٢٢١ الأسئلة ...