الرئيسية / من / طرائف الحكم / سؤال وجواب – للتيجاني

سؤال وجواب – للتيجاني

التيجاني و ثم اهتديت

(محمد التيجاني السماوي) شخصية يحسبها البعض خيالية نسجتها مخيلة الشيعة ولكن الشخص الذي التقيناه في فندق لاله في طهرا ن لم يكن سوى محمد التيجاني بشحمه ولحمه، شخصية واقعية عذبة كنسيم الصبا، يفيض عطفا وتواضعا، ذو فكر مستنير، يبدو البشر على ملامح وجهه، استقبلنا وتحدث معنا لساعة كامله.

اشتهر محمد التيجاني السماوي في إيران بكتابه (ثم اهتديت) الذي يشرح فيه انتقاله من المذهب المالكي السني إلى المذهب الشيعي الاثنا عشري،

والتيجاني بالإضافة إلى سعيه الحثيث والمتواصل لنشر المذهب الجعفري- المذهب الحق-، نراه يصرح أن هذا النشاط يمثل كل حياته ولكن نلاحظ أنه بالإضافة إلى ذلك يمتلك جوانب شخصية بارزة يجدر الوقوف عندها لدراستها بامعان.


محمد التيجاني السماوي الذي يتجاوز عمره السبعين عاما حائز على درجة الدكتوراه من جامعة السوربون في فرنسا ويجيد اللغة الفرنسية، ويحارب التيجاني النزعة السطحية ويدعو الشباب المسلم إلى المطالعة والتثقف والبحث خصوصا في مجال الدين.


السيد محمد التيجاني يراقب باهتمام كل ما يجري من أحداث على الساحة الإيرانية، وكأنه يعيش في إيران بل نراه يهتم حتى بالاستعراضات العسكرية الإيرانية فما بالكم بما يرتبط بالملف النووي الإيراني ولقد تمت هذه المقابلة في فندق لاله في طهران بجهد مشكور من وكالة (فارس نيوز):

 

فارس نيوز: الرجاء أن تعرفنا نفسك بشكل موجز؟

التيجاني: قلت بشكل موجز! كل حياتي كانت بشكل موجز حتى ولادتي كانت كذلك.

الصلاة والسلام على محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين، السلام عليكم وعلى المستمعين الكرام في كل بقاع الأرض، ما يجدر بي أن أقوله حول حياتي الموجزة هو:

أنا محمد التيجاني السماوي من جنوب تونس وأؤكد دائما أن أصولي عراقية وولدت في تونس ترجع جذور عائلتنا إلى السماوة المدينة العراقية ونحن من العراقيين الذين دفعهم ظلم وطغيان بني العباس إلى ترك موطنهم والهجرة إلى شمال أفريقيا.

فارس نيوز: نرجوا ان تحدثنا عن دراستك.

التيجاني: كانت السنتين الأوليين او الثلاث سنوات من دراستي في أحد فروع جامعة الزيتونة وبعد أن نالت تونس استقلالها والحقت جامعة الزيتونة بالمدارس الفرانكوعربية (الفرنسية العربية) التحقت بها وبعد أن أنهيت دراستي دخلت المدرسة الإعدادية ثم انشغلت بالمرحلة قبل الجامعية.

وفي نهاية هذه المرحلة أصبحت أستاذا مساعدا في مدرسة اعداد الطلاب لمرحلة ما قبل الجامعة (يوبساي) وعملت بالتدريس ما يقارب 17 عاما وبعد ذلك قدمت طلبا لوزارة التربية والتعليم للحصول على إجازة للذهاب إلى فرنسا لإكمال دراستي فدخلت هناك جامعة السوربون ومؤسسة الدراسات العليا في باريس وأمضيت أكثر من ثمان سنوات في التحقيق والمقارنة بين الأديان التوحيدية الثلاثة، وبعد أن حصلت على شهادة  البكالوريوس في البحوث التخصصية في هذا الفرع أنهيت دراستي وتخرجت من جامعة السوربون وكذلك نجحت في الحصول علی درجة الدكتواره من الدرجة الثانية في فرع الفلسفة والعلوم الإنسانية وبعدها في فرع التاريخ والمذاهب الإسلامية، ومن ثم نلت على درجة الدكتوراه الدولية.

فارس نيوز: ما هو عنوان رسالتك  للدكتوارة.

التيجاني: عنوانها هو (الفكر الإسلامي في نهج البلاغة) أنتم تعلمون بالقيمة اللغوية والبلاغية لنهج البلاغة، وترجمة هذا الكتاب إلى اللغة الفرنسية يعد عملا في غاية الصعوبة فحتى شراح نهج البلاغة من العرب يواجهون شتى المصاعب في شرح المفردات والتراكيب اللغوية التي وردت في كلام الإمام علي، إلى حد دعا ابن أبي الحديد إلى التصريح بأن كلام الإمام فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق، وأنا عندما ترجمت هذا الكتاب إلى اللغة الفرنسية واجهت صعوبات جمة لأن السوربون لا يقبل رسالة دكتوراه الا باللغة الفرنسية، وبعد هذه المرحلة درﱠست لمدة سنة في السوربون وثلاث سنوات في مؤسسة (بلزاك) في باريس، وبعدها انصرفت للتأليف ولحد الآن ألفت 11 كتابا كان أولها كتابي الشهير (ثم اهتديت) الذي تُرجم إلى 14 لغة وعنوان أخر كتاب لي هو “أجيبوا داعي الله”.

فارس نيوز: لأي مذهب سني كنت تنتمي وما هي نقطة التحول المذهبي عندك وما الذي دعاك لاعتناق المذهب الشيعي الإثناعشري، وتأليف كتابك الشهير (ثم اهتديت).

التيجاني: هذه قصة طويلة فصّلتها في كتابي (ثم اهتديت)، وهنا أقول بإيجاز: في سنة 1964 دعيت إلى مؤتمر العرب والمسلمين الذي احتضنته مكة المكرمة ووقعت حينها تحت تأثير الفكر الوهابي ومن هنا ملت إلى هذا المذهب ولكن عندما قررت الذهاب إلى السعودية لأداء فريضة العمرة تعرفت في السفينة على شخص شيعي كان أستاذا جامعيا في بغداد.

فارس نيوز: حدثنا أكثر عن لقاءك مع هذا العالم الشيعي.

التيجاني: كان هذا اللقاء مفيدا لي لأنه فتح أمامي باب التعرف على علماء النجف وعرفت من خلال ذلك أن كل ما يقال عن الشيعة لا يعدو أن يكون خرافات وأكاذيب دعائية. وبعد ذلك دخلت في بحوث مع علماء الشيعة واستمر هذا النقاش والبحث مدة ثلاث سنوات وبعد هذه السنين الثلاث من البحث والمقارنة الدقيقة اكتشفت أن مذهب أهل البيت هو المذهب الحق وأن الشيعة هم على الحق لاتباعهم أهل البيت ودخلت المذهب الشيعي لهذا السبب وبدأت بالدعوة لنشره ودونت الكتب في سبيل هذا الهدف وذلک لأعرﱢف الناس علی أهل البيت وذلک كما عرفتهم أنا.

فارس نيوز: يعني اتبعت طريقة علمية تحقيقية في اختيار المذهب؟

التيجاني: تماما فهذا الأسلوب من التعرف على أهل البيت يختلف عن الذين ولدوا وهم شيعة أو ورثوا انتمائهم المذهبي، فهذا الأسلوب لم يكن تقليدیا بل اتبع الأسلوب العلمي عن طريق البحث والتحقيق، أنا كنت معتنقا للمذهب المالكي ثم اعتنقت المذهب الجعفري مذهب الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) لأني تيقنت أن المذهب الجعفري هو المذهب الحق وذلك بعد ثلاث سنوات من التحقيق والبحث الدقيق.

فارس نيوز: قال لي أحد أصدقائي الجامعيين وهو سني من أهالي (جزر القمر) أن الاستاذ التيجاني بعد أن تشيع وألف كتاب (ثم اهتديت) عاد إلى المذهب السني وألف كتابا في ذلك هل تؤيد هذا الكلام.

التيجاني: كل هذه دعايات وهابية لأنه عندما يكون الداعية قويا في عقيدته ودعوته تُنسج حوله الكثير من الأكاذيب والدعايات والشبهات وأنا من اؤلئك الاشخاص الذين اثير حولهم الكثير من الضجة عندما تحولت إلى مذهب التشيع واثيرت الشبهات حول ذلك، في البداية أنكروا وجودي وقالوا أن هذا الاسم الموجود على عنوان الكتاب اسم لشخصية خيالية لا وجود لها وهذا الكتاب من تأليف علماء الشيعة ونسبوه إلى شخص خيالي يُدعى محمد التيجاني السماوي وهذه مسألة استمرت مدة طويلة ونسجت حولها العديد من القصص، وبعد ذلك قالوا أن هذا الكتاب من عمل الاسرائيليين حتى يشككوا الناس في دينهم وادعوا أحيانا أن التيجاني ارتدّ بعد أن أعلن تشيعه وكذلك قالوا أنه ليس شيعيا وليس سنيا. وأنا بحمد الله تعالى ثابت على مذهبي ومستمر في الدعوة إلى مذهب اهل البیت وهذه الدعوة مستمرة إن شاء الله بلا توقف.

فارس نيوز: ما هو عدد مؤلفاتك حول التشيع.

التيجاني: ألفت إلى الآن 11 كتابا تهدف الی نشر مذهب أهل البيت والدفاع عنه، وأوضحت في هذه المؤلفات أحقّية أهل البيت ووجوب الوفاء لهم وهو ما غفل عنه الكثير من أهل السنة، وأنا مستمر في هذا السبيل دون ان یصیبني كلل او قصور والحمد لله رب العالمين.

وخلاصة القول أن كل ما أشيع عني فهو لا يعدو أن يكون أكاذيب باطلة ودعايات لا غير.

فارس نيوز: من هو أكثر علماء الشيعة تأثيرا فيك.

التيجاني:  محمد باقر الصدر حيث عشت معه مدة طويلة وكان لي معه الكثير من المباحثات وتبادل الآراء وقد نقلت ذلك مفصلا في كتاب (ثم اهتديت) فقد كان هذا العالم الرباني نموذجا يقتدى به في الأخلاق ولقد جذبتني أخلاقه الكريمة قبل كل شيء وكان يتمتع بتواضع جم، ومن ثم علمه الغزير لأنه كان عالما واسع العلم والمعرفة ويجب على كل سؤال يوجه اليه مستعينا بآيات القران الكريم والأحاديث النبوية بأجوبة مقنعة وكان يستند إلى العقل والحكمة في كل ذلك وأنا أقول دائما ان أول وأكثر عالم تأثرت به هو “محمد باقر الصدر” وبعد الصدر يجيء العلامة شرف الدين الموسوي في كتابه: (المراجعات) و(النص والاجتهاد) وبقية مؤلفاته.

فارس نيوز:: هل التقيت بالإمام السيد موسى الصدر؟

التيجاني: كلا لم ألتقي به.

فارس نيوز: ما هي في رأيك أهم قضية فكرية في العالم الإسلامي؟

التيجاني: أهم قضية في العالم الإسلامي في رأيي هي اتحاد المسلمين وأفضل سبيل للتوحد هو ترك العنصرية والتعصب الأعمى وترك التصارع القائم بين المسلمين.

فارس نيوز: نرجو منك أن توضح لنا الأمر أكثر.

التيجاني: طبعا، من المؤلم جدا أن نسمع هذه الايام أن شخصا مثل (القرضاوي) وأمثاله وهو عالم مشهور مسموع الكلمة عند ملايين المسلمين وتقدمه قناة الجزيرة الفضائية على أنه قطب عالم الإسلام يقوم بمهاجمة الشيعة ويحث على الاحتراب الطائفي وأهم مشكلة برأيي هي أن إخواننا علماء أهل السنة يجب أن تتضح لهم الحقيقة أو على الأقل يتقبلوا البحث حول المذهب الشيعي وأن لا يقعوا تحت تأثير الدعايات المغرضة التي يبثها أشخاص خارج المذهب الشيعي كما وقع القرضاوي في ذلك فهو يدعي أن للشيعة قرآنا آخر مغاير لما عند أهل السنة.

المشكلة الأخرى هي التنازع والتصارع الطائفي الذي يؤجج ناره بعض العلماء بإصدارهم فتاوى غير مسؤولة كالفتوى التي تحرم الدعاء لحزب الله لأنه شيعي, فهذه أهم مشكلة فكرية أحدثت خللا في نمو الإسلام وتطور العالم الإسلامي وعرقلت تقدم الأمة الإسلامية وازدهارها.

فارس نيوز: ما هو سبب هذه النزاعات والأحقاد؟

التيجاني: كل هذه الأمور ناشئة عن نوع من الجمود الفكري وتقبل الشائعات بدون فحص أو تدقيق فيها بينما نجد ان الله سبحانه حذرنا في هذا المجال قائلا: “يا أيها الذين آمنوا إن جائكم فاسق بنبأ فتبينوا” ومع هذا نجد المسلمين لا يبذلون أي جهد في سبيل البحث والتمييز بين الحق والباطل ولا يرفضون الشائعات ولكن مع كل هذا الضجيج المنبعث من هنا وهناك لكن الفرد الواعي ذو البصيرة يعلم أن النصر الإلهي وشيك، وأن الله سبحانه سيتم نوره كما وعد ولو كره المشركون.

فارس نيوز: ما هو حال الشيعة اليوم؟

التيجاني: الشيعة الآن یعیشون وضعا جيدا لأن الكثير من علماء السنة وطلاب العلوم الدينية السنة بدأوا يطالعون في مذهب أهل البيت ويحققون فيه ويتقبلونه ويميلون إليه لأن مذهب أهل البيت هو الأساس الحقيقي للإسلام وكل ما سواه فهو زخرف أدخلته السياسة وقاتل الله السياسة فهي تفسد كل شيء تتدخل فيه.

ولقد قال أحد المتقدمين لعن الله السياسة والسياسيين لأن السياسة تفسد كل الأمور.

فارس نيوز:: هل يعني هذا أنك تؤمن بنظرية فصل الدين عن السياسة؟

التيجاني: أنا أقصد الانحراف السياسي، فالسياسة الأموية والعباسية تفسد عقائد الناس وتبدل الأمور العقائدية إلى قضايا سياسية خالية من محتواها الديني وكمثال على ذلك أن نفس مذهب التشيع أدعى بعض السنة أنه حركة سياسية ويدعي هؤلاء أنه وجد بعد استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) بينما نحن نعلم أن الشيعة كانوا معروفون في زمان النبي (صلى الله عليه واله) لأن النبي (صلى الله عليه واله) نفسه أشار إلى علي قائلا “أنت وشيعتك” وهذا معناه في اللغة العربية محبيك وأنصارك, وهذه اللفظة جاءت كذلك في القرآن الكريم. وأهل السنة يريدون أن يعرضوا مذهب أهل البيت على أنه حركة سياسية فقط ولهذا يقولون أنه عندما حارب يزيد بن معاوية الإمام الحسين نهض فريق للانتقام فتكون حركة التشيع حركة سياسية خالصة لا ارتباط لها بالدين بينما نحن نقول كلا أن قضية التشيع قضية عقائدية ومن صميم الإسلام قبل ان يكون لها أي جانب سياسي.

فارس نيوز: وما هو هدف هؤلاء؟

التيجاني: غايتهم تشويه عقائدنا وربطها بمسائل سياسية لأن الأمور السياسية ليست ثوابت بل في حالة تغير وتبدل دائم والسياسة تستعمل التلاعب والنفاق لكن القضايا الدينية تستند إلى النصوص الالهية القرآنية والنبوية ولا يستطيع أحد التلاعب بها أو تبديلها.

فارس نيوز: ما رأيك في شيعة إيران مقارنة بالشيعة العرب أو شيعة بقية الدول؟

التيجاني: قطعا يوجد تغاير بينهم ولكن ذلك ليس في الأصول أو الفروع التي يعتقدونها، ولكن لا مفر من أن ما يتبعه الشيعة الفرس يتفاوت عن ما يتبعه الشيعة العرب وكذلك يوجد نوع تغاير في الجوانب العملية للاعتقاد وهذا ناشئ عن طبيعة الفهم للنصوص العربية لأن الشيعة الإيرانيین لغتهم ليست عربية فلا يمكنهم فهم النصوص بشكل تام وبعبارة أدق ان الشيعة الإيرانيين يتحمسون للنصوص الروائية أكثر من تحمسهم للنصوص القرآنية.

فارس نيوز: لماذا تتبنّى وتدافع عن التشيع ذو الطابع العربي.

التيجاني: لأن الجميع يسعون جاهدين لإظهار التشيع كمذهب فارسي ويريدون قرنه بالإيرانيين وكمثال على ذلك نجد أن وزير الشؤون الدينية التونسي له كتاب يذكر فيه ان أصل التشيع فارسي لأن الفرس يمنحون لملوكهم مسحة الوهية والشيعة يصنعون ذلك مع أئمتهم وعلى هذا يكون التشيع فارسي ودخل الإسلام عن طريق الفرس، وذکر كذلك أن زوجة الإمام الحسين فارسية.

فارس نيوز: أي أنك تريد التصدي لهذا الانحراف، ورد شبهات المغرضين.

التيجاني: نعم بكل تأكيد! أنا اريد إبطال نسبة التشيع إلى الفرس بل كانت انطلاقة التشيع ونشوءه في بيئة عربية وحتى العلماء الإيرانيين أمثال الإمام الخميني وآية الله السيد الخامنئي هم سادة من ذرية رسول الله فأصولهم عربية. فأصل التشيع عربي والشيعة العرب هم أصل الشيعة مثّلهم في صدر الإسلام عمار بن ياسر، والمقداد، وأبو ذر الغفاري، وكان بينهم سلمان الفارسي أيضا، نعم التشيع انطلق من هؤلاء الصحابة الاوائل ولكن الإيرانيين أسبغوا عليه طابعا خاصا بينما نحاول نحن أن نوضح للناس أن الشيعة والتشيع ذو أصول عربية بل نقول أن الكثير من العلماء الفرس أصولهم عربية ومن ذرية رسول الله کالسيد الإمام الخمیني والسيد الخامنئي ولكن الظروف السياسية والاجتماعية أجبرتهم على الهجرة إلى إيران وترك أوطانهم فولدوا في إيران فقيل عنهم أنهم إيرانيون.

مثلا: السيد الحكيم في العراق أو الإمام موسى الصدر في لبنان وغيرهم لا يمكن أن يقال عنهم أنهم إيرانيون لانهم شيعة، فهم يرتدون العمامة السوداء وهي دلالة على الانتساب إلى رسول الله فعلى الناس أن يعلموا هذا وأن أصل الشيعة عربي انطلق من النبي وانتشر من خلال اصحابه وقد ذکرت في كتابي الاخير أنه لماذا لا يشكل علی أن أئمة العرب السنة  هم من الفرس بينما نجد الامر على العكس تماما في الإيرانيين الفرس فأئمتهم عرب وهم علي بن أبي طالب وأبنائه ومع ذلك تثار الإشكاليات حول أصول التشيع فالأمر على العكس تماما مما يدعيه البعض فكل الشيعة أئمتهم عرب وأئمة أهل السنة هم الفرس.

فارس نيوز: وهل کبار علماء السنة هم من الفرس؟

التيجاني: نعم بكل تأكيد أبو حنفية فارسي، الترمذي فارسي، ابن ماجة فارسي، وكذلك البخاري ومسلم والغزالي وابن سينا كلهم فرس فالكثير من أئمة السنة الذين يقتدون بهم هم من الفرس ومع ذلك نری ان الجهود جاریة لالصاق التشيع بالفرس.

فارس نيوز: يبدو أنّ انتشار التشيع في العالم ازداد بعد انتصار الثورة الإسلامية؟ ماهو رأيك في ذلك؟

التيجاني: هذا صحيح مثلا أنا وتلميذي (أشار إلى رجل متوسط العمر يتکلم اللغة الفارسية) والكثير من شيعة تونس كنا منزوين قبل انتصار الثورة الإسلامية وبعد انتصارها بقيادة الإمام الخميني الذي كان يعشقه الكثيرون، بدأ الناس يسألون عن التشيع، لقد نصر الله الشيعة في جهادهم ضد الشاه فانتصرت ثورتهم الإسلامية، وبعد خروج مصر عن مسير الامة العربية أدخل الله سبحانه الفرس الإيرانيين إلى حلبة الصراع وهذه حقيقة ولها جذور تاريخية فعندما نزلت آية: “يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين” سأل الصحابة النبي عن هؤلاء فضرب على كتف سلمان وقال هم قوم هذا، فالله مدحهم في القرآن. وحتى الحركة الإسلامية في تونس اصدرت العنوان التالي في الصفحة الاولی من مجلتها: اختار النبي(صلى الله عليه وسلم) إيران لقيادة العالم الإسلامي.

فارس نيوز: كيف ترى الثورة اليوم بعد مضي 27 عاما على انتصارها.

التيجاني: إلى الآن ما زلنا نرى أن انتصار الثورة كان منعطفا هاما في مسير الإسلام ساعد الشيعة في كل بقاع الارض، وأين ما ذهبت وجدت محبين وأنصار للإمام الخميني وعندما أتكلم معهم يصغون لكلامي ويتقبلونه ويدخلون في التشيع بسهولة، ولقد حدث هذا الأمر كذلك بعد إعتداء اسرائيل على لبنان ومقاومة حزب الله الباسلة بقيادة السيد حسن نصر الله فالمسلمين الآن يحترمون هذا السيد، وهو يصرح أنه من حسنات الإمام الخميني وهاهی ضوره ترفع من جاكارتا إلى أقصى بقاع المغرب العربي ويعتبرونه قائدا لهم ويصرحون بذلك دون خوف أو طمع في شيء.

وقد قالت سيدة مصرية لي في أحد البرامج التلفزيونية نشكر الله أن في الأمة العربية رجل مثل السيد حسن نصر الله.

فارس نيوز: ما هو رأيك في انتصار حزب الله بقيادة السيد حسن نصر الله؟

التيجاني: أدى هذا الانتصار الكبير لحزب الله بقيادة السيد نصر الله إلى انتشار التشيع في كثير من الاوساط والمراكز الإسلامية، بل وحتى في الاوساط المتشددة.

ففي هذه الظروف بدأ الناس ینخرطون فی مذهب اهل البیت أفواجا بحمدالله وهذا خير عظيم لأن الله وعد أنه وأن سعى الكفار والمشركون والمنافقون لإطفاء النور الالهي فإن الله متم نوره ولو كره الكافرون، وأن هؤلاء مهما سعوا لإلصاق شتى التهم بالشيعة فإن الله سوف ينجز وعده بان یتم نوره وكما جرت الأمور من أول يوم خلق الله الدنيا فنحن نرى سراية السنن الالهية وقانون العلية والمعلولية فكل معلول يحتاج لعلة فالامور الیوم تجري لصالح التشيع وأن نور الله شع ليكتمل فيعم البسيطة كلها بظهور الإمام المهدي (عجل الله فرجه) الذي نحتفل هذه الأيام بذكرى ولادته في هذا المؤتمر الكبير (المؤتمر الدولي للمهدوية).

فارس نيوز: كيف تقيّم مكانة إيران في عالم اليوم؟

التيجاني: تتمتع إيران اليوم بدور كبير جدا وفي غاية الأهمية، وأنا أشعر بالسعادة تغمرني عندما أرى الرئيس الإيراني السيد محمود أحمدي نجاد ومن قبله السيد الخاتمي يزوران بلدان العالم المختلفة ويستقبلان بشكل جيد هناك، وكذلك أنا سعيد لرؤية المسؤولين الإيرانيين في الكويت ومصر والمغرب والسعودية وأرجو أن يزروا تونس أيضا.

فزيارات المسؤولین الإيرانيین هي التي تعرّف إيران على جميع المستويات سواء الاقتصادية أو الثقافية أو السياسية، وكذلك تعرف بالبرنامج النووي الإيراني رغم وجود مخاوف لدى البعض من هذا البرنامج ولكن إيران أعلنت مرارا وتكرارا أن برنامجها النووي سلمي وأنها مستعدة لمنح التكنولوجيا النووية السلمية مجانا، كل هذا يوضح مكانة إيران ودورها وأتمنى لإيران التقدم أكثر وأكثر وأن يقوم المسؤولون الإيرانيون بزيارات لكل الدول العربية حتى يعززوا الثقة بينهم وبين الشعوب العربية والإسلامية، فإن إيران تحظى بثقة تلك الشعوب بالفعل, لقد التقيت الكثير من العرب والمسلمين ورأيتهم متحمسون للقاء السيد أحمدي نجاد أو السيد حسن نصر الله، ذلک لأن أحمدي نجاد أعلن بشجاعة دون أن یخشی الاستكبار العالمي بأن اسرائيل يجب أن تزول لأنها تحتل أرضا عربية واسلامية ومازال كلامه يرنّ في مسامع الشعوب العربية, وقد قال للغربيين: انتم الذين ظلمتم اليهود وعرضتموهم للإبادة العنصرية فلماذا نتحمل نحن ما اقترفت أيديكم، فلسنا مقصرين حتى نتحمل المسؤولية، هذا هو دور إيران في ميدان نشر التشيع، وكذلك دور الإمام الخميني كبير في هذا المجال هو ما نراه جلیا من خلال وصيتّه.

فارس نيوز: هل قرأت وصية الإمام الخميني؟

التيجاني: نعم قرأتها, لكن وللأسف فقد حدث تغاض وعدم اهتمام کاف بالنسبة لوصية الإمام بعد وفاته مع أنه كان يجب أن تكتب بماء الذهب وتوزع في كل أنحاء العالم حتى يطلع الجميع على ما يريده هذا الرجل الكبير في وصيته والى ماذا يدعو, وأنا أتذكر دعوته لجميع المسلمين أن يجتمعوا تحت الخيمة التي أقامها لهم رسول الله قائلا: “إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي” وقد روى هذا الحديث علماء السنة مرارا وتكرارا وورد في صحاحهم ثم یجدر بنا التاکید على أن إيران كانت موفقة في القضايا السياسية لأنها استطاعت أن تهزم أمريكا وبقية دول العالم المعادية لها والآن هذه الدول تريد العودة إلى طاولة المفاوضات مع إيران وما زالت إيران مستمرة في تخصيب اليورانيوم دون تراجع عن حقها في التخصيب كما أعلنت ذلك باستمرار، ولو كانت هذه الضغوط علی أي دولة عربية في هذا الموقف لخضعت للتهديدات الأمريكية والأوربية لكن إيران تعلن باستمرار أنها لن تخضع لأي تهديد وستستمر في نشاطها النووي السلمي وهذا ما أفرح قلوب المسلمين في العالم وهم الآن يفتخرون بإيران خصوصا عندما يرون الاستعراضات العسكرية الايرانية والسلاح المصنوع في إيران و يزداد اعتزازهم بإيران عندما يشاهدوا مقاومة حزب الله للعدوان الاسرائيلي. فهذا التلميذ الايراني علم العالم درسا لأن الحرب الأخيرة على لبنان وما أبداه فيها حزب الله من مقاومة باسلة لم تكن مقابل اسرائيل فقط بل کانت في مواجهة كل قوى الاستكبار وفي الواقع كانت حرب عالمية لأن أمريكا والمانيا وفرنسا وانجلترا وكل الدول العربية شاركت بشكل أو بآخر فيها وكانوا ضد حزب الله ولبنان في السرّ والعلن ولكن في نهاية المطاف انتصر حزب الله بعون الله “كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله”.

فارس نيوز: تُطرح في هذه الايام قضية الدين والحداثة ويعتقد البعض أن الدين وخصوصا الدين الاسلامي لا يستطيع مواكبة العصر الحالي ما هو رأيك باعتبارك متخصصا في مجال الدين والفلسفة ولديك قراءاتك في هذا المجال؟

التيجاني: الإسلام ليس دينا جامدا بل هو دين متحرك وفيه إمكانيات المواكبة للعصر فالله يقول عن نفسه: “كل يوم هو في شأن” وهذا يدلل على أن الدين في حالة تجدد وتحرك مستمر، والامام علي يقول: “لا تقسروا أولادكم على آدابكم، فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم” وهذا الكلام يوضح التجدد والتغير ولكن الدين فيه جوانب ثابتة لا تقبل التغير وفي مذهب أهل البيت لا يجوز الاجتهاد في الاصول التي جاءت عن طريق النصوص الصريحة والاجتهاد إنما يكون حيث لا يوجد نص صريح يقول النبي: “إن الله سكت عن أشياء رحمة بكم من غير نسيان فلا تبحثوا عنها”. فمثلا: أوضح التطور العلمي ما هو المعنى المراد مما كان يقال في عصر الرسول (صلى الله عليه واله) من أن يهب الإنسان دمه لإحياء نفس بشرية، ففي العصر الحاضر أفتى فقهاء الشيعة بجواز نقل الدم بل وحتى الأعضاء البشرية لإنقاذ حياة الإنسان. فهذا التحول المستمر في الإسلام يمنحه حيوية وطاقة على التحرك وهذا يخرجه من حالة القوالب الدينية الجامدة, بينما نجد بعض المسيحيين يحرمون إعطاء قطرة دم مهما كان الهدف. فالاسلام دين التجدد والمرونة والتغيير وقد دوّن الفقهاء المسلمون وخصوصا فقهاء الشيعة كتبا في مجال القضاء الجديدة بعنوان: (المسائل المستحدثة) وهي تعني المسائل المستجدة التي يلزم إصدار الفتوى فيها ليواكب المسلمون عصرهم ويتحركوا معه إذن يمكن أن نستنتج أن الإسلام لديه تحرك وحيوية ولا يوجد فيه أي جمود وهو لا يسير عكس حركة الزمن. وأنا كان عندي محاضرة في أمريكا قلت فيها: “إن الإسلام متقدم على عصره ولأجل إثبات هذا الكلام ذكرت هذه الاية الكريمة: “يا معشر الجن والانس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان” وأقطار السماوات يعني مناطقها وزواياها المختلفة، وهي مجهولة عندنا لكن الله يقول لنا أنه يوجد فيها سكان أيضا ويمكن أن يتصلوا بكم, ويقول انفذوا من أقطار السماوات والارض، ولكن لن تستطيعوا ذلك إلا بوسيلة قوى هائلة وهذا متفوق على جميع العلوم المعاصرة.

المثال الثاني: وصلت العلوم الحديثة إلى هذه النتيجة: ان الفكر هو في الدماغ ولكن القرآن يقول إن الأمر ليس كذلك حيث يقول “فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور” وكذلك يقول: “أم على قلوب أقفالها” وهذا تطور عظيم وسيأتي اليوم الذي يثبت فيه العلم حقيقة أن القلب هو مركز الفكر ويغذي الدماغ بالمعلومات الحقيقة لأن القرآن يؤكد على ذلك. ولذلك نجد بعض المفسرين قالوا المراد من القلب هو الرأس والدماغ ولكن هذا غير صحيح لأن القرآن أكد ان المراد من القلب ما في الصدور، وجاء في سورة الناس: “الذي يوسوس في صدور الناس” قال في صدور الناس ولم يقل في عقولهم وأنا أقول أن القرآن الكريم كلام الله ومتقدم على العلم وسيعترف العلم يوما بهذه الحقيقة ويذعن لها.

فارس نيوز: هل كان لك مقابلات مع علماء مدينة قم؟

التيجاني: نعم التقيت كل العلماء فيها وكلهم يحبونني ويحترمونني ويرغبون في لقائي وسأعطيكم مثلا لكلام علماء إيران معي الكثير من العلماء وبحمد الله وحتى سفير إيران في تونس يسرّون بلقائي, تقول زوجة السفير عندما علمت أننا سنذهب إلى تونس سررت جدا بذلك لأنني سوف أقابل هنا الدكتور التيجاني واستمع إلى آرائه وأفكاره. ونفس السفير يقول لي انك تستطيع ان تدخل إيران بلا تأشيرة دخول (فيزا) لأنك أشهر مني في إيران ويجب علي أن أرافقك حتى تعرفني للآخرين وأنا أعتبر هذا من لطف الله سبحانه عليّ وكل هذا لأني أعشق أهل البيت وهذا العشق نابض في قلوب المؤمنين, وأنا كنت صباح الأمس الباكر في سوريا وزرت السيدة زينب(سلام الله عليها) وأنا هناك أعرف بلقب (العلامة التونسي) وعندما عرفني الناس لم أستطع الخروج من بينهم إلا بعد ثلاث ساعات من التكبير المتواصل وهذا من فضل ربي.

فارس نيوز: في نهاية مقابلتنا هل من شيء تتحف به قرائنا؟

التيجاني: اتمنی في كلمتي الأخيرة أن يوفق الله المسلمين وأن يعرفهم حقيقة أهل البيت وحقانيتهم وأن يجعلهم من المتمسكين بحديث النبي وهو ما أوصى به الإمام الخميني من التمسك بالكتاب والعترة لأن المسلمين إن تمسكوا بهما لأصبحوا أمة إسلامية حقيقية ولغمرتهم يد الرحمة الالهية والعون الرباني حيث صرح القران “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم” وأنا أفسر ذلك التغير الفكري والعقلي لأننا إن ابدلنا الافكار والعقائد الفاسدة بأفكار وعقائد صحيحة فإن الله سبحانه سوف ينصرنا على أعدائنا ويغنينا عن كل حاجة والحمد لله رب العالمين وإن شاء الله سألتقيكم في وقت قريب


اشتهر محمد التيجاني السماوي في إيران بكتابه (ثم اهتديت) الذي يشرح فيه انتقاله من المذهب المالكي السني إلى المذهب الشيعي الاثنا عشري، والتيجاني بالإضافة إلى سعيه الحثيث والمتواصل لنشر المذهب الجعفري- المذهب الحق-، نراه يصرح أن هذا النشاط يمثل كل حياته ولكن نلاحظ أنه بالإضافة إلى ذلك يمتلك جوانب شخصية بارزة يجدر الوقوف عندها لدراستها بامعان.


محمد التيجاني السماوي الذي يتجاوز عمره السبعين عاما حائز على درجة الدكتوراه من جامعة السوربون في فرنسا ويجيد اللغة الفرنسية، ويحارب التيجاني النزعة السطحية ويدعو الشباب المسلم إلى المطالعة والتثقف والبحث خصوصا في مجال الدين.


السيد محمد التيجاني يراقب باهتمام كل ما يجري من أحداث على الساحة الإيرانية، وكأنه يعيش في إيران بل نراه يهتم حتى بالاستعراضات العسكرية الإيرانية فما بالكم بما يرتبط بالملف النووي الإيراني ولقد تمت هذه المقابلة في فندق لاله في طهران بجهد مشكور من وكالة (فارس نيوز):

 

فارس نيوز: الرجاء أن تعرفنا نفسك بشكل موجز؟

التيجاني: قلت بشكل موجز! كل حياتي كانت بشكل موجز حتى ولادتي كانت كذلك.

الصلاة والسلام على محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين، السلام عليكم وعلى المستمعين الكرام في كل بقاع الأرض، ما يجدر بي أن أقوله حول حياتي الموجزة هو:

أنا محمد التيجاني السماوي من جنوب تونس وأؤكد دائما أن أصولي عراقية وولدت في تونس ترجع جذور عائلتنا إلى السماوة المدينة العراقية ونحن من العراقيين الذين دفعهم ظلم وطغيان بني العباس إلى ترك موطنهم والهجرة إلى شمال أفريقيا.

فارس نيوز: نرجوا ان تحدثنا عن دراستك.

التيجاني: كانت السنتين الأوليين او الثلاث سنوات من دراستي في أحد فروع جامعة الزيتونة وبعد أن نالت تونس استقلالها والحقت جامعة الزيتونة بالمدارس الفرانكوعربية (الفرنسية العربية) التحقت بها وبعد أن أنهيت دراستي دخلت المدرسة الإعدادية ثم انشغلت بالمرحلة قبل الجامعية.

وفي نهاية هذه المرحلة أصبحت أستاذا مساعدا في مدرسة اعداد الطلاب لمرحلة ما قبل الجامعة (يوبساي) وعملت بالتدريس ما يقارب 17 عاما وبعد ذلك قدمت طلبا لوزارة التربية والتعليم للحصول على إجازة للذهاب إلى فرنسا لإكمال دراستي فدخلت هناك جامعة السوربون ومؤسسة الدراسات العليا في باريس وأمضيت أكثر من ثمان سنوات في التحقيق والمقارنة بين الأديان التوحيدية الثلاثة، وبعد أن حصلت على شهادة  البكالوريوس في البحوث التخصصية في هذا الفرع أنهيت دراستي وتخرجت من جامعة السوربون وكذلك نجحت في الحصول علی درجة الدكتواره من الدرجة الثانية في فرع الفلسفة والعلوم الإنسانية وبعدها في فرع التاريخ والمذاهب الإسلامية، ومن ثم نلت على درجة الدكتوراه الدولية.

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...