الرئيسية / القرآن الكريم / تجويد –  القرآن الكريم

تجويد –  القرآن الكريم

 الدرس الثاني عشر: مدّ الصلة

 

* تعريفه:

 

هو عبارة عن مد هاء الكناية وهي هاء الضمير الغائب المفرد المذكر المتحرّكة بالضّم أو الكسر الواقعة بين متحرّكين، نحو: ﴿ إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ﴾، ﴿قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ﴾…

 

ولا تمد هاء المتحرّكة بالفتح الواقعة بين متحركين،نحو: ﴿إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا﴾1.

 

* أقسامه:

 

ينقسم مد الصّلة إلى قسمين:

 

– الصلة الصغرى.

– الصلة الكبرى.

 

*الصلة الصغرى:

 

هو أن تأتي هاء الضمير المتحرّكة بين متحرّكين ولم يأت بعدها همز.

 

نحو: ﴿إِنَّهُ هُوَ﴾- ﴿قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ﴾ – ﴿بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ﴾ – ﴿إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ ﴾…

 

وتمدّ الصّلة الصّغرى كالمد الطبيعي مقدار حركتين.

 

* الصلة الكبرى:

 

هو أن تأتي هاء الضمير المتحرّكة بين متحركين ويأتي بعدها همزة قطع.

 

نحو: ﴿يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ ﴾ – ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ﴾.

 

وتمد الصلة الكبرى كالمد المنفصل 2، أو 4 أو 5 حركات.

1- البقرة: 70

 

ويستثنى من ذلك كله:

 

1- الهاء في كلمة ﴿يَرْضَهُ﴾ من قوله تعالى: ﴿وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ﴾2 فلا مد فيها، لأنّ أصلها ﴿ يرضاه﴾ فجاءت الهاء وما قبلها حرف ساكن وهو الألف.

 

2- الهاء في كلمة ﴿يَنتَهِِ﴾ من قوله تعالى: ﴿كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ﴾3 فإنّه لا مد فيها، لحذف الياء المدية بسبب أداة الجزم، فالهاء ليست هاء الضمير وإنّما من أصل الكلمة.

 

ومد الصّلة يكون في حالة الوصل، أمّا حالة الوقف فتسكّن الهاء لأجل الوقف، كما أنّ هاء الضمير لا تمدّ إذا كانت متحركة وما قبلها ساكناً نحو:

 

(منْه، عنْه، فيْه، إليْه) ويستثنى من ذلك كلمة ﴿فِيهِ﴾ التي وردت في قوله تعالى: ﴿وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ﴾4 فإنها تمد كالمد الطبيعي مقدار حركتين كما وردت برواية حفص عن عاصم، وتقدّر في هاء الضمير المتحرّكة بين متحركتين:

 

– الواو الصغيرة إذا كانت الهاء مضمومة. نحو: ﴿إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ ﴾-﴿لَهُ و أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾.

 

– الياء الصغيرة إذا كانت الهاء مكسورة نحو: ﴿إِلَى أَهْلِه ىِ مَسْرُورًا﴾- ﴿وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ ى أَكْرِمِي مَثْوَاهُ﴾…

 

والملاحظ أن الواو أو الياء الصغيرتين في الصلة الصغرى خالية من إشارة المد، بينما ظهرت فوقهما في الصّلة الكبرى.

 

أسئلة حول الدرس

 

1- ما هو مدّ الصّلة ؟ أذكر أقسامه ؟

2- اقرأ سورة الطلاق واستخرج منها أحكام مدّ الصلة ؟

 

2- الزمر: 7

3- العلق: 15

4- الفرقان: 69

 

 

 

 

 

الدرس الثالث عشر: مدود متفرقة

 

مد العوض

 

مد العوض هو إبدال تنوين الفتح مدّاً نطيل به الصوت مقدار حركتين حالة الوقف، أمّا حالة الوصل فإنّه لا مدّ في ذلك ويترتب الحكم على الذي يأتي بعده. نحو:

 

– ﴿وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا﴾1

 

-﴿قال إنما أنا رسول الله ربك لاهب لك غلاما زكيا﴾2

 

– ﴿يا أخت هارون ما كان ابوك امرا﴾3

 

– مد الفرق

 

مد الفرق هو شاذ الوقوع في القرآن الكريم وقد ورد في أربعة مواضع فقط في القرآن الكريم في:

 

– ﴿قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَيْنِ ﴾4.

 

-﴿قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ﴾5.

 

– ﴿آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ﴾6.

 

عندما تدخل همزة الاستفهام على اسم معرّف بـ ” ال ” التعريف تبدل ألف ” ال ” التعريف ألفا مدّية، أي إذا سبقت همزة الاستفهام همزة الوصل المفتوحة لم تحذف همزة الوصل بل تقلب ألفا،وسمي مد فرق لأنّه يفرق بين الاستفهام والخبر ولولا المدّ لتوهّم أنّ الهمزة فيه خبريّة غير أنها للاستفهام، ومقدار مده ست حركات، نحو:

 

﴿قُلْ آلذَّكَرَيْنِ﴾، أصلها: قل أَأَلذّكرين.

 

1- مريم: 14

2- مريم: 19

3- مريم: 28

4- الأنعام: 143-144

5- يونس: 59

6- النمل: 59

 

*مد التّمكين:

 

مد التّمكين هو عبارة عن مدّ الياء الساكنة قبلها ياء مشدّدة مع كسر 7، وسمي مدّ تمكين لأنه يخرج ممكّنا بسبب الشدّة، نحو: ﴿حُيِّيْتُم ﴾8 ـ ﴿النَّبِيِّينَ﴾9 … ويمد كالمد الطبيعي مقدار حركتين.

 

 

أسئلة حول الدرس

 

1- عرّف كل من: مد الفرق- مدّ التّمكين- مدّ العوض ؟

2- إقرأ سورة القدر ثم استخرج منها أحكام المدّ المتعلّق بالهمز ؟

3- إقرأ سورة الضّحى ثم استخرج منها كافّة أنواع المدود ؟

4- كم مدّاً عارضاً للسكون في سورة المرسلات ؟

5- بيّن أنواع المد ومقداره في الأمثلة القرآنية التالية:

﴿طه *مَا أَنزَلْنَا﴾، ﴿يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ﴾، ﴿أَتُحَاجُّونِّي﴾، ﴿مُدْهَامَّتَانِ﴾، ﴿كهيعص﴾، ﴿وَلَهُ أَخٌ﴾، ﴿فِيهِ مُهَانًا﴾، ﴿فَإِذَا جَاءتِ الصَّاخَّةُ﴾، ﴿أمّيِّين﴾، ﴿رَبَّانِيِّينَ ﴾، ﴿آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ﴾، ﴿عِلْمًا﴾، ﴿ّالضَّالِّينَ﴾، ﴿وَلَدًا﴾، ﴿الم﴾. 

7- كذلك يسمّى مدّ تمكين فيما إذا لحق حرف المدّ حرف مماثل له متحرّك ( غير ساكن )، نحو: ” اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله ” ( ال عمران 200 )، ” الذي يوعدون ” ( الزخرف 83 )، ” الذي يوسوس ” ( الناس 5 ).

8- النساء: 86

9- البقرة: 61

 

للمطالعة

 

القرّاء السبعة10

 

اشتهر سبعة من القرّاء واشتهر لكل واحد من هؤلاء السبعة راويان من بين الرواة، والقرّاء السبعة مع الراويين عنهم هذه أسماؤهم:

 

1- ابن كثير مكي والراوي عنه قنبل وبزي يرويان عنه بواسطة واحدة.

2- نافع مدني 12، والراوي عنه قالون وورش.

3- عاصم كوفي13، والراوي عنه أبو بكر شعبة بن العياش وحفص، والقرآن الموجود عند المسلمين اليوم هو بقراءة عاصم هذا برواية حفص.

4- حمزة كوفي14، والراوي عنه خلف وخلاد يرويان عنه بواسطة.

5- الكسائي كوفي15، والراوي عنه دوري وأبو الحارث.

6- أبو عمرو بن العلاء بصري16، والرواي عنه دوري وسوسي يرويان عنه بواسطة.

7- ابن عامر17، والرواي عنه هشام18 وابن ذكوان يرويان عنه بواسطة.

10- عن كتاب القرآن في الإسلام لآية الله السيد محمد حسين الطباطبائي قدس سره، ص142.

11- عبد الله بن كثير المكي، أخذ القراءة من عبد الله بن الصائب الصحابي ومجاهد عن ابن عباس عن أمير المؤمنين علي عليه السلام، توفي في مكة سنة 120هـ.

12- نافع بن عبد الرحمن بن نعيم الأصفهاني المدني، أخذ القراءة عن زيد ابن القعقاع القاري وأبي ميمونة مولى أم سلمة، توفي في المدينة سنة 159 أو 169هـ.

13- عاصم بن أبي النجود، كوفي مولى بني حذيفة، أخذ القراءة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن أمير المؤمنين علي عليه السلام، وعن سعد بن أياس الشيباني ورز بن حبيش، توفي في الكوفة سنة 127 – 129هـ.

14- حمزة بن حبيب الزيات التميمي، كوفي فقيه قارئ، أخذ القراءة عن عاصم وأعمش والسبيعي ومنصور بن المعتمر، وأخذ أيضاً عن الإمام السادس الإمام الصادق عليه السلام وكان من أصحابه، وله تآليف كثيرة وهو أول من ألف في متشابهات القرآن، توفي سنة 156هـ.

15- علي بن حمزة بن عبد الله بن فيروز الفارسي، كوفي بغدادي من أئمة النحو والقراءة، أستاذ الأمين والمأمون ومؤدبهما، أخذ النحو عن يونس النحوي وخليل بن أحمد الفراهيدي، وأخذ القراءة عن حمزة وشعبة بن عياش توفي سنة 179-193 قرب الري عندما كان بصحبة هارون في سفره إلى طوس.

16- أبو عمرو زبان – بفتح الزاي وتشديد الباء – بن العلاء البصري البغدادي، من مشاهير علماء الأدب وأساتذة القراءة، أخذ القراءة من التابعين توفي في الكوفة سنة 154 – 159.

17- عبد الله بن عامر الشافعي الدمشقي، أخذ القراءة عن أبي الدرداء الصحابي وأصحاب عثمان، توفي في دمشق سنة 118هـ.

18- اختلفوا في الرواة عن القراء السبعة، والذي ذكرناه هنا مطابق لما ذكره السيوطي في كتابه “الإتقان” – فلاحظ.

 

ويتلو القراءات السبع في الشهرة القراءات الثلاث المروية عن أبي جعفر ويعقوب وخلف19.

 

وهناك قراءات أخرى غير مشهورة، كالقراءات المذكورة عن بعض الصحابة والقراءات الشاذة التي لم يعمل بها، وقراءات متفرقة توجد في أحاديث مروية عن أئمة أهل البيت عليهم السلام، إلا أنهم أمروا أصحابهم بإتباع القراءات المشهورة.

 

ويعتقد جمهور علماء السنة بتواتر القراءات السبع، حتى فسر بعضهم الحديث المروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم:

“نزل القرآن على سبعة أحرف”20.

 

بالقراءات السبع، وقد مال إلى هذا القول بعض علماء الشيعة أيضاً، ولكن صرح بعض بأن هذه القراءات مشهورة وليست بمتواترة.

 

قال الزركشي في البرهان: والتحقيق أنها متواترة عن الأئمة السبعة، أما تواترها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ففيه نظر فإن إسنادهم بهذه القراءات السبع موجود في كتب القراءات وهي نقل الواحد عن الواحد21.

 

وقال مكي: من ظن أن قراءة هؤلاء القراء كنافع وعاصم هي الأحرف السبعة التي في الحديث فقد غلط غلطاً عظيماً. قال: ويلزم من هذا أيضاً أن ما خرج عن قراءة هؤلاء السبعة مما ثبت عن الأئمة غيرهم ووافق خط المصحف أن لا يكون قرآناً وهذا غلط عظيم، فإن الذين صنفوا القراءات من الأئمة المتقدمين كأبي عبيد القاسم بن سلام وأبي حاتم السجستاني وأبي جعفر الطبري وإسماعيل القاضي قد ذكروا أضعاف هؤلاء.

19- أبو جعفر يزيد بن القعقاع، مدني مولى أم سلمة، يروي قراءته عن عبد الله بن عيشا المخزومي وابن عباس وأبي هريرة عن النبي، توفي في المدينة سنة 128 – 133هـ.

يعقوب بن إسحاق البصري الحضرمي، من أئمة الفقه والأدب، يروي قراءته عن سلام بن سليمان عن عاصم عن السلمى عن أمير المؤمنين علي عليه السلام، توفي سنة 205هـ.

خلف بن هشام البزاز، من أئمة القراءة، وهو أيضاً راوي قراءة حمزة، أخذ القراءة عن مالك بن أنس وحماد بن زيد، وأخذ عنه أبو عوانة، توفي سنة 229هـ.

20- بحار الأنوار مجلد القرآن، والصافي في مقدماته، وقد روى في الإتقان 1/ 47 هذا الحديث عن واحد وعشرين صحابياً، وقد ادعى بعض تواتر هذا الحديث أيضاً.

21- الإتقان 1/ 82.

 

وكان الناس على رأس المائتين بالبصرة على قراءة أبي عمرو ويعقوب وبالكوفة على قراءة حمزة وعاصم وبالشام على قراءة ابن عامر وبمكة على قراءة ابن كثير وبالمدينة على قراءة نافع واستمروا على ذلك، فملا كان على رأس الثلاثمائة أثبت ابن مجاهد اسم الكسائي وحذف يعقوب.

 

قال: والسبب في الاقتصار على السبعة مع أن في أئمة القراء من هو أجل منهم قدراً أو مثلهم أكثر من عددهم أن الرواة عن الأئمة كانوا كثيراً جداً، فملا تقاصرت الهمم اقتصروا مما يوافق خط المصحف على ما يسهل حفظه وتنضبط القراءة به فنظروا إلى من اشتهر بالثقة والأمانة وطول العمر في ملازمة القراءة به والاتفاق على الأخذ عنه فأفردوا من كل مصراً إماماً واحداً ولم يتركوا مع ذلك نقل ما كان عليه الأئمة غير هؤلاء من القراءات ولا القراءة به كقراءة يعقوب وأبي جعفر وشيبة وغيرهم.

 

قال: وقد صنف ابن جبر المكي مثل ابن مجاهد كتاباً في القراءات، فاقتصر على خمسة اختار من كل مصر إماماً، وإنما اقتصر على ذلك لأن المصاحف التي أرسلها عثمان كانت خمسة إلى هذه الأمصار، ويقال أنه وجه بسبعة هذه الخمسة ومصحفاً إلى اليمن ومصحفاً إلى البحرين، لكن لما لم يسمع لهذين المصحفين خبراً وأراد ابن مجاهد وغيره مراعاة عدد المصاحف استبدلوا من مصحف البحرين واليمن قارئين كمل بهما العدد، فصادف ذلك موافقة العدد الذي ورد الخبر فيه فوقع ذلك لمن لا يعرف أصل المسألة ولم تكن له فطنة فظن أن المراد بالأحرف السبعة القراءات السبع، والأصل المعتمد عليه صحة السند في السماع واستقامة الوجه في العربية وموافقة الرسم22.

 

وقال القراب في الشافي: التمسك بقراءة سبعة من القراء دون غيرهم ليس فيه أثر ولا سنة، وإنما هو من جمع بعض المتأخرين فانتشر وأوهم أنه لا تجوز الزيادة على ذلك؛ وذلك لم يقل به أحد23.

 

 

 

22- الإتقان 1/ 82.

23- الإتقان 1/ 83.

 

 

 

 

 

شاهد أيضاً

طوفان الأقصى في المائة والواحد والأربعون يوما – فتحي الذاري

السياسة الأمريكية الغربية العدائية تعبث في مجريات الأحداث وتتسبب في ضحاياومجازر الإبادة الجماعية على المدنيين ...