81ـــــــــــــــــــ ميثم المياحي ــــــــــــــــــــــ
من مواليد مدينة البصرة — قضاء القرنة — ناحية السويب عام1964م، نشأ وترعرع وسط أسرة ملتزمة بدين الله الحنيف، معروفة بولائها الصادق لرسول الله صلىاللهعليهوآله وأهل بيتهعليهمالسلام.
عاش في أحضان أسرته الكريمة، وتربى على الرجولة والشجاعة وحب الناس، فكان محبوبا يعطف على الصغير ويحترم الكبير.
عرفت تلك الأسرة بمواقفها المناهضة للنظام البعثي الحاڪم في العراق، كما كان لها الدور الكبير في إيواء المجاهدين المطاردين من قبل النظام فقد اعتقل والده بسبب ذلك النشاط، لأنه على سجّيته وفطرته كان يؤمِّن احتياجاتهم، كما كان يقوم بإيصال ما استجد من معلومات إليهم.
تلك التربية على الولاء لأهل البيت وحب المؤمنين والالتصاق بهم، والإنشداد إليهم، بعثت في ميثم روح الاستعداد للتضحية وحب الشهادة والانتصار لدينه، فنشأ شابا مؤمنا يحمل هم الإسلام والدفاع والذود عنه ما استطاع إلى ذلك سبيلا، فكان يدافع عن الثورة الإسلامية وقائدها الإمام الخميني قدسسره ويبين أهدافها ويعرّف الناس بقادتها.
بعد مضايقة النظام العفلقي الجائر، هاجر إلى الجمهورية الإسلامية في إيران عبر هور الحويزة منطقة شط علي بتاريخ17/6/1982م مع مجموعة من المجاهدين، ليستعد من جديد لمواصلة شوطه الجهادي على خط سيد الشهداء الإمام الحسينعليهالسلام، ومنذ اليوم الأول الذي وطأت قدماه أرض الجمهورية الإسلامية، التحق بركب المجاهدين، فكان من الأفراد القلائل الذين أوكلت إليهم مهمة استطلاع العمق العراقي، لإيصال السلاح والمعلومات والاحتياجات إلى المجاهدين في داخل العراق.
كان ميثم ومن خلال تواجده في سوح الجهاد يدفع بنفسه إلى خط المواجهة مع قوات النظام البعثي ولهمته وشجاعته وجرأته، اختير للعمل في وحدة استخبارات فرقة بدر في حينها مع الشهيد أبومحمد الطيب مسؤول تلك الوحدة.
يذكره المجاهد سيد ضياء سيد جصان الموسوي فيقول (كان من الذين يتسابقون للقيام بأداء الواجب وكان يحمل من الصفات والخصال الحميدة ما تجعله قدوة، كان متدينا ورعا طيب القلب سليم الفطرة، دمث الأخلاق سخي النفس).
شارك في جميع العمليات التي خاضها المجاهدون في هور الحويزة وفي حاج عمران.
ختم حياته المشرقة على مشارف مدينة البصرة يوم27/1/1987م. يقول المجاهد أبوماجد الكوفي وهو ممن كانوا بقربه قبل شهادته (شاهدته جريحا وجسمه يقطر دما، فطلبت منه الرجوع إلى الخلف لغرض العلاج فنطق بآخر كلماته (لا لالا فالعمليات لم تنته بعد…))، فقد كان مصمما على المواصلة رغم جروحه العميقة، حتى نال وسام الشهادة الرفيع ليفوز بمقعد صدق عند مليك مقتدر مع النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
شيّع الشهيد ودفن في مقبرة الشهداء في مدينة الأهواز.
ومن وصيته رحمهالله (إخوتي المجاهدين الأعزاء، إنّ طريق الهجرة طريق الأنبياء والمرسلين، ومن ثماره الجهاد في سبيل الله، فما أحبه وألذه حين يتوَّج بالشهادة…).
سلام عليه وعلى الشهداء السائرين على درب الحسين