هَٰذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِم بقلم سالم الصباغ
11 فبراير,2022
تقاريـــر
464 زيارة
هَٰذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِم بقلم سالم الصباغ
هَٰذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِم بقلم سالم الصباغ
31 مارس، 2018 1,154 زيارة
هَٰذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِم بقلم سالم الصباغ
في ذكري مولد أمير المؤمنين علي عليه السلام
هَٰذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِم
ماهي أكبر خصومة في التاريخ الإنساني ؟
في ذكرى مولد أمير المؤمنين علي عليه السلام نحتار ماذا نكتب وماذا نقول عن هذه الشخصة الإيمانية العظيمة فخر الأسلام والأديان وفخر الإنسانية ..؟
عندما نكتب عنه عليه السلام نصطدم بحقول ألغام متعدده زرعها خصومة منذ اللحظات الأولي التي أشرقت فيها أنوار الرسالة المحمدية والولاية العلوية حيث أمتلأت قلوب المنافقين بالحسد والبغض لأهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة ومهبط الوحي .. حتى أن القرأن الكريم سجل هذه الخصومة وهذا الحسد في كتابه الكريم ليكون قرأنا يُتلى أناء الليل وأطراف النهار شاهدا على العناية الخاصة التي أحاط بها المولي عز وجل أهل هذا البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، فوثق الله عز وجل هذا الحسد كالسبب الأول لهذه الخصومة في قوله تعالى :
( أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَّا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا (53) أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا (54) فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ ۚ وَكَفَىٰ بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا (55) ) النساء
ففي مرويات أهل البيت الأطهار في قوله تعالى : ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۖ )
انهم هم الناس المحسودون ..
وهذا واضح من سياق الأيات الكريمة ففي الأية الكريمة المذكورة : ( أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ )
والمقصود بالملك هو الخلافة .. وهي السبب الأساسي في الصراع ..
ثم نتساءل :
ماعلاقة أل إبراهيم بالناس المحسودون ..؟!
أي لماذا تحسدون أل محمد وترفضون خلافتهم ، وفي نفس الوقت تؤمنون بنبوة أل إبراهيم .. وتصلون عليهم في صلاتكم في التشهد :
( اللهم صلي على محمد وأل محمد كما صليت على إبراهيم وأل إبراهيم )
أي يا أيها الناس إن مقامات أهل البيت عليهم السلام هي مقامات إلهية كمقامات أل إبراهيم …
ثم نتساءل ثانية :
ونحن مازلنا في سياق الأيات الكريمة :
من المقصود بقوله تعالى :
( فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ )
من هو …؟ من هو ..؟
نترك لفطنة وذكاء القارئ الكريم معرفة الإجابة .. وننتقل لأية أخرى تشرح لنا حقيقة اكبر خصومة في تاريخ البشرية ..!
يقول الله تعالى :
( هَٰذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ۖ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (19) ىيُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20) وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21) كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (22) إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا ۖ وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (23))
سوف نتدبر في الأيات المذكورة ونطرح بعض الأسئلة :
السؤال الأول :
من هم الخصمان الذين اختصموا في ربهم ؟ وما معني ( في ربهم ) ….؟
السؤال الثاني :
لماذا ذكر عذاب الذين كفروا بالتفصيل :
ـ ثياب من نار
ـ يُصب فوق رؤوسهم الحميم
ـ يصهر به مافي بطونهم
ـ والجلود
ـ لهم مقامع من حديد
ــ يريدون الخروج من الغم ..
ـ يعودون فيها ـ أي في النار ـ
ـ يقال لهم ذوقوا عذاب الحريق …..؟!!
بالنسبة للسؤال الأول وهو :
من هم الخصمان الذين اختصموا في ربهم ؟
وما معني ( في ربهم ) ….؟
أما الإجابة على هذا السؤال فسوف نجدها في صحيح البخاري ـ ولا تتعجب ـ فالرغم محاولة طمس فضائل أهل البيت عليهم السلام على مدار التاريخ ، إلا أن التسريبات كانت كافية لمعرفة الحقيقة ..!
ففي كتاب البخاري ( وهو أصح الكتب عند أهل السنة :
في باب هذان خصمان اختصموا في ربهم
عن قيس بن عباد عن علي بن أبي طالب قال:
أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة.
قال قيس وفيهم نزلت… (وذكر الآية) قال هم الذين بارزوا يوم بدر.
هذا النص ورد في صحيح البخاري ولا مجال للتشكيك فيه حيث أن فضائل أهل البيت عليهم السلام وخاصة علي عليه السلام قد حجب القوم كثير منها لأسباب سياسية .
ويتبقى لنا أن نتساءل :
لماذا علي عليه السلام هو صاحب أكبر مظلمة في العالم كله من الأولين والأخرين ؟
ومن هم الخصمين الذين أختصموا في ربهم ، لقد ذكر راوي الحديث أنهم هم الذين بارزوا علي عليه السلام يوم بدر ..
هذا في صدر الإسلام ، ولكن كل من عادى علياَ عليه السلام ، بالسب أو القتال أو الكره والبغض ، أو معاداة شيعتهم بسبب توليهم له .. كل هؤلاء هم خصم لعلي عليه السلام ، وهم مصاديق للأية الكريمة .. وخاصة بني أمية :
فالعداء بين بني أمية وبين بني هاشم هو عداء في الله وهذا معنى الأية الكريمة ( أختصموا في ربهم ) ، الخصومة بين من أمن بالله ، وبين من كفر بالله ..بين من أراد الخلافة الإلهية وبين من أراد الملك الدنيوي ..
واستمر هذا العداء على مدار التاريخ :
فلقد كان أبو سفيان عدوا لرسول الله وقاتله ولو ظفر برسول الله صلوات الله عليه وأله لقتله وكان معاوية بن أبي سفيان عدوا لعلي ( عليه السلام ) وخرج عليه وحاربه في معركة صفين .. وكان يزيد بن معاوية عدواَ للحسين عليه السلام وحربه وقتل على يد جيشه في كربلاء ومعه الصفوة من أهل البيت عليهم السلام .. وتستمر الخصومة بين الخصمين حتي النهاية …
وفي نهاية الزمن سوف يحارب السفياني من نسل أبي سفيان المهدي عليه السلام من نسل فاطمة وعلي عليهما السلام .
فإذا أردنا أن نعرف حقيقة طرفي الصراع الدائر منذ صدر الإسلام حتى الأن ، وحتى نهاية الزمن ، فهو بين الخصمين في الله :
بني هاشم محمد وأل محمد صلوات الله عليه وأله من أجل الدين والإسلام ، وبني أمية من أجل الملك وما الدواعش وتوابعها من الإرهابيين الذين أسفروا عن وجههم القبيح بأنهم طلائع جيش السفياني ، لمحاربة أهل الولاية لمحمد وأل محمد صلوات الله عليه وأله ، وليختاركل أحد حزبه الذي ينتمى إليه ..
|
فالمعركة مستمرة ضد علي وأل علي منذ بدر وحتى صفين والنهروان .. بل والجمل فربما كان بنو أمية خلفها .. وفاجعة كربلاء .. حتى المعركة الأخيرة مع المهدي عليه السلام .. ولعلها على الأبواب .
أما السؤال الثاني وهو :
لماذا تم ذكر عذاب الخصم الأخر من الذين كفروا تفصيليا ، كما في قوله تعالي :
( ( هَٰذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ۖ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (19) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20) وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21) كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (22) )الحج
للإجابة على هذا التساؤل نقول :
لقد لاحظت أن مصير وجزاء الخصم الكافر جاء تفصيليا في هذه الأية من سورة الحج ، كما جاء جزاء أهل البيت عليهم السلام تفصيليا أيضا في سورة الإنسان عندما أطعموا الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ..
يقول تعالى في سورة الإنسان :
( إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (6) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9) إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11) وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12) مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (13) وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا (14) وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآَنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَاْ (15) قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا (16) وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا (17) عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (18) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا (19) وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20) عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21) إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا (22) ) الإنسان
شئ واحد من النعيم المذكور لأهل البيت عليهم السلام لم تذكره الأيات الشريفة وهو ( الحور العين )
هل تعرف لماذا ..؟
كرامة واعتبارا لفاطمة الزهراء صلوات الله عليها ..
هكذا قال الزمخشرى في تفسيره .. وهو من علماء أهل السنة ..
فالسلام على علي عليه السلام يوم ولد ويوم مات ويوم يُبعث حيا
وكل عام وأنتم بخير بمناسبة المولد الشريف لأمير المؤمنين وسيد الوصيين الإمام الغالب علي بن أبي طالب عليه السلام
2022-02-11