الحديث اللغز حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج بقلم سالم الصباغ

هذا الحديث الذي رواه أهل السنة أدى فهمه الخاطئ إلى أمتلاء التفاسير وكتب التاريخ بالإسرائيليات من أول عقائد التشبيه والتجسيم ، إلى العبادات كصوم عاشوراء والفرح به ، وغير ذلك من القصص والحكايات اليهودية والتي أدخلوها في الدين ..

لأننا إذا حدثنا عنهم دعونا إلى دينهم الذي حرفوه ..

ولكن الفهم الصحيح للحديث ذكره الإمام جعفر الصادق عليه السلام أو قل هو النص الكامل للحديث وهو كالأتي :

في قصص الراوندي بإسناده إلى عبد الأعلى بن أعين قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام : حديث ترويه الناس من أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال حدث عن بني إسرائيل ولا حرج ،قال : نعم قلت : أ فنحدث عن بني إسرائيل ولا حرج علينا ..؟
قال : أ ما سمعت ما قال كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ؟
قلت : كيف هذا ..؟
قال : ما كان في الكتاب أنه كان في بني إسرائيل فحدث أنه كان في هذه الأمة ولا حرج.

( أنتهى الحديث )

تدبر هذه الرواية من مرويات العترة الطاهرة ، وما فتحته من باب من أبواب العلم عند علماء مدرسة أهل البيت عليهم السلام ، وما كشفته من الأسرار التي حدثت في صدر الأسلام وأخفاها كتبت التاريخ ، حيث أن التاريخ يكتبه الحكام وفقهاء البلاط ، فذكرها الله في القرأن فتزداد قوة الحدث ومصداقيته ، ولقد أستفاد بها علماء التفسير فيما يُعرف بالتفسير ( بالجري ) …

أي أن ماجرى في الأمم السابقة وخاصة بني إسرائيل وذكره القرأن الكريم سوف يحدث في هذه الأمة ، حذو النعل بالنعل ، وحذو القذة بالقذة ، حتى لو دخلوا جحر ضب دخلت الأمة خلفهم …

ولنا أن نلاحظ أن القرأن أكثر من قصص بني أسرائيل وذلك لأنها سوف تحدث في هذه الأمة ، فمثلا ( علي وهارون ) عليهما السلام وتشابه قصتيهما ، وقول الرسول صلوات الله عليه وأله : ( علي مني بمنزلت هارون من موسى ) ،

وفي القرأن قول موسي لهارون عليهما السلام : ( أخلفني في قومي ) … ثم رفض بني أسرائيل طاعة هارون ..

كما رفضت الأمة طاعة علي عليه السلام ، ( فقال هارون لأخيه موسى ع : إني خشيت أن تقول فرقت بين بني أسرائيل ولم ترقب قولي ) ، لنفهم من هذا عدم مطالبة علي عليه السلام بحقه حفاظاَ على وحدة الأمة ..

وغير ذلك من الأمور لمن يتدبر القرأن ….

الفكرة :

يجب ألا نرفض الحديث لمجرد أنه من الصعب قبوله لتناقضه الظاهري مع المفاهيم القرأنية ، ولكن يجب الرجوع للإمام من أهل البيت عليهم السلام ليوضح المعنى الحقيقي للحديث ..أو التوقف فيه إذا تعذر الرجوع للإمام من أهل البيت عليهم السلام