وصية الإمام الخميني(قده) إلى السالكين
20 أكتوبر,2022
زاد الاخرة
266 زيارة
بني:
إحرص على أن لا تغادر هذا العالم بحقوق الناس (30- حق الناس هو الواجب الذي فرضه الله تعالى على كل مكلف ليقوم به تجاه الآخرين كحفظ كرامة المسلمين وشرفهم وأموالهم وأرواحهم، فحرم عليه استغابتهم واتهامهم وسرقتهم.) فما أصعب ذلك وما أقساه. واعلم أن التعامل مع أرحم الراحمين أسهل بكثير من التعامل مع الناس. نعوذ بالله تعالى أنا وأنت وجميع المؤمنين من التورط في الاعتداء على حقوق الآخرين، أو التعامل مع الناس المتورطين.
ولا أقصد من هذا دفعك للتساهل بحقوق الله (31- حق الله هو الواجب الذي فرضه الله على كل مكلف، لكنه لا يعود على الآخرين كالصلاة والصيام والحج.) والتجرؤ على معاصية، فلو أننا أخذنا بنظر الاعتبار ما يستفاد من ظاهر بعض الآيات الكريمة، فإن البلية ستزداد باطراد، ونجاة أهل المعصية بالشفاعة يتم بعد المرور بمراحل طويلة. فتجسم الأخلاق والأعمال، وما يستتبع ذلك من ملازمتها للإنسان إلى ما بعد الموت وإلى القيامة الكبرى، ثم الى ما بعدها حتى الوصول إلى التنزيه وقطع
الروابط بنزول الشدائد والعذاب بمختلف اشكاله في البرزخ وفي جهنم، وعدم التمكن من الارتباط بالشفيع، والاشتمال بالشفاعة، كلها أمور يؤدي التفكير فيها إلى إثقال كاهل الإنسان، ويدفع المؤمنين نحو الجدية في الإصلاح. ولا يمكن لأي شخص أن يدعي أنه يقطع بخلاف هذه الاحتمالات، إلا إذا كان شيطان نفسه قد تسلط عليه بدرجة عالية، حتى راح يتلاعب به، ويصده عن طريق الحق، فيجعله مُنكراً لا يفرق بين الضوء والظلام، وأمثال هؤلاء من عمي القلوب كثير. حفظنا الله من شرور أنفسنا.
2022-10-20