الرئيسية / بحوث اسلامية / الزهراء عليها السلام – جمع من الأخوات المؤمنات

الزهراء عليها السلام – جمع من الأخوات المؤمنات

كرامتـها بعد الـولادة

أمّا كرامتها بعد الولادة فقد بلغت حدّاً يصعب وصفه، وقد يرجع ذلك لارتباطها بالجنة أو يمكن عدّه من الأسرار الإلهية المكنونة والمستودعة فيها.

فهي عالمة بالغيب لأنها خُلقت من نور الله عز وجل والمودع في شجرة من الجنة فهي تحمل آثار هذه الشجرة، وأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كلما يشتاق إلى الجنة كان يقبل فاطمة عليها السلام فيشم رائحة شجرة طوبى ، في تفسير على بن إبراهيم:

((عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي عبيدة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يكثر تقبيل فاطمة عليها السلام فأنكرت ذلك عائشة فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا عائشة إني لما أسري بي إلى السماء دخلت الجنة فأدناني جبرئيل من شجرة طوبى وناولني من ثمارها فأكلته فحول الله ذلك ماء في ظهري فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة فما قبلتها قط إلا وجدت رائحة شجرة طوبى منها.))(بحار الأنوار ج39 باب1 ص6 رواية6).

كما أن نورها قد انبثق إلى شرق الأرض وغربها بعد ولادتها وحدث في السماء نورٌ زاهر وهو أول نور يزهر للملائكة بهذه الصورة التي لم ترها من قبل.

((عن حماد بن عيسى عن زرعة بن محمد عن المفضل بن عمر قال: قلت لأبى عبد الله الصادق عليه السلام: كيف كان ولادة فاطمة عليها السلام فقال:……… فلما سقطت إلى الأرض أشرق منها النور حتى دخل بيوتات مكة ولم يبق في شرق الأرض ولا غربها موضع إلا أشرق فيه ذلك النور…… وحدث في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك……))(بحار الأنوار ج39 باب1 ص3 رواية1).

والزهراء عليها السلام كانت عليمة بمجرد ولادتها، فقد نطقت بالشهادتين وسلَّمت على النسوة الأربعة وسمّت كل واحدةٍ منهن باسمها، فهي لديها علم ما كان.

((ثم استنطقتها فنطقت فاطمة عليها السلام بالشهادتين…… ثم سلمت عليهن وسمت كل واحدة منهن باسمها…))

وكان لديها رؤية كونية إلهية حيث بلّغت بالتوحيد لله عز وجل ، والنبوّة لأبيها سيد الأنبياء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، والولاية لبعلها سيد الأوصياء أمير المؤمنين عليٍّ عليه السلام ، والإمامة لأولادها عليهم السلام ، فهي لديها علم ما يكون.

((وقالت: أشهد أن لا إله إلا الله وأن أبي رسول الله سيد الأنبياء وأن بعلي سيد الاوصياء وولدي سادة الأسباط…))

وقد ظهرت آثار هذه الكرامة أيضاً على خديجة عليها السلام، إذ در ثديها بمجرد أن أرضعت الزهراء عليها السلام وتميزت بنموها الخارق عن سائر البشر من الناحية العقلية والروحية.

((…وقالت النسوة: خذيها يا خديجة طاهرة مطهرة زكية ميمونة بورك فيها وفي نسلها. فتناولتها فرحة مستبشرة وألقمتها ثديها فدر عليها فكانت فاطمة عليها السلام تنمي في اليوم كما ينمي الصبي في الشهر وتنمي في الشهر كما ينمي الصبي في السنة.))(بحار الأنوار ج39 باب1 ص3 رواية1).

شاهد أيضاً

قصيدةُ [ ضَرَبَتْ إِيرانُ صُهْيُونَ اللَّعِينْ ]

قصيدةُ [ ضَرَبَتْ إِيرانُ صُهْيُونَ اللَّعِينْ ] إقرأ المزيد .. الإمام الخامنئي: القضية الأساسية في ...