الإمام الحسن عليه السلام
* خُلق الحسن إنّما هو خُلق الكتاب والسنّة1.
* هو عليه السلام كغيره من أئمّة هذا البيت، يسترشد الرسالة في إقدامه وفي إحجامه2.
* امتحن بهذه الخطّة (الصلح) فرضخ لها صابراً محتسباً، وخرج منها ظافراً طاهراً، لم تنجّسه الجاهليّة بأنجاسها، ولم تلبسه من مدلهمّات ثيابها3.
* كان صلح الحسن عليه السلام مع معاوية من أشدّ ما لقيه أئمّة أهل البيت من هذه الأُمّة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم4.
1- الموسوعة، ج6، مقالات، تسلسل ص 2529.
2- الموسوعة، ج6، مقالات، تسلسل ص 2534.
3- الموسوعة، ج6، مقالات، تسلسل ص 2534.
4- الموسوعة، ج6، مقالات، تسلسل ص 2527.
* تهيّأ للحسن بهذا الصلح أن يغرس في طريق معاوية كميناً من نفسه يثور عليه من حيث لا يشعر فيرديه، وتسنّى له به أن يُلغم نصر الأمويّة ببارود الأمويّة نفسها، فيجعل نصرها جفاءً، وريحاً هباء5.
* وكان أهمّ ما يرمي إليه سلام الله عليه، أن يرفع اللثام عن هؤلاء الطغاة، ليحول بينهم وبين ما يبيّتون لرسالة جدّه من الكيد6.
* الحسن لم يبخل بنفسه، ولم يكن الحسين أسخى منه بها في سبيل الله، وإنّما صان نفسه يجنّدها في جهاد صامت، فلمّا حان الوقت كانت شهادة كربلاء شهادة حسنيّة قبل أن تكون حسينيّة7.
* وكان يوم ساباط أعرق بمعاني التضحية من يوم الطفّ لدى أولي الألباب ممّن تعمّق, لأنّ الحسن عليه السلام أُعطي من البطولة دور الصابر على احتمال المكاره في صورة مستكين قاعد8.
5- الموسوعة، ج6، مقالات، تسلسل ص 2535.
6- الموسوعة، ج6، مقالات، تسلسل ص 2537.
7- الموسوعة، ج6، مقالات، تسلسل ص 2537.
8- الموسوعة، ج6، مقالات، تسلسل ص 2537.
* وكانت شهادة “الطفّ” حسنيّة أوّلاً وحسينيّة ثانياً, لأنّ الحسن أنضج نتائجها، ومهّد أسبابها9.
* كان نصر الحسن الدامي موقوفاً على جلوِّ الحقيقة الّتي جلّاها لأخيه الحسين بصبره وحكمته، وبجلوّها انتصر الحسين نصره العزيز وفتح الله له فتحه المبين10.
9- الموسوعة، ج6، مقالات، تسلسل ص 2537.
10- الموسوعة، ج6، مقالات، تسلسل ص 2537.
عاشوراء والإمام الحسين عليه السلام
* وحسبك منه الصحاح الصريحة ببكاء الأرض والسماء على سيّد الشهداء وخامس أصحاب الكساء, إذ بكته الشمس بحمرتها، والآفاق بغبرتها، وأظلّه العرش بإعوالها1، وطبقات الأرض بزلزالها، والطير في أجوائها، وحجارة بيت المقدس بدمائها، وقارورة أُمّ سلمة بحُصَيّاتها، وتلك الساعة بآياتها، كما صرّحت به أحاديث السنّة2 وصحاح الشيعة3. 4
* دع بكاء الأنبياء والأوصياء عليهم السلام، ودع عنك ما كان من ملائكة السماء، وقل لي: هل جهلت نوح الجنّ في طبقاتها، ورثاء الطير في وكناتها، وبكاء الوحش في
1- الإعوال: رفع الصوت بالبكاء. الصحاح 5: 1776، “ع. و. ل”.
2- راجع: بغية الرائد في تحقيق الزوائد 9: 303، ح 15118, 314 – 316، ح 15154 – 15155 و 15159, الصواعق المحرقة, 194 – 195، الباب 11، الفصل 3, الدرّ المنثور 7: 413، ذيل الآية 29 من سورة الدخان (44).
3- كامل الزيارات: 179 – 188، الباب 28, الإرشاد للمفيد 2: 130 – 131, إعلام الورى 1: 428 – 429، الباب الثاني, بحار الأنوار 45: 201 – 219، تاريخ الحسين بن عليّ سيّد الشهداء عليه السلام، الباب 40، ح 1 – 46.
4- الموسوعة، ج4، فلسفة الميثاق والولاية، تسلسل ص 1572.
فلواتها، ورسيس5 حيتان البحر في غمراتها؟! وهل نسيت الشمس وكسوفها، والنجوم وخسوفها، والأرض وزلزالها، وتلك الفجائع وأهوالها؟! أم هل ذهلت عن الأحجار ودمائها، والأشجار وبكائها، والآفاق وغبرتها، والسماء وحمرتها، وقارورة أُمّ سلمة وحصياتها6، وتلك الساعة وآياتها؟!7
* وتالله لولا ما بذله الحسين عليه السلام في سبيل إحياء الدّين من نفسه الزكيّة، ونفوس أحبّائه بتلك الكيفيّة، لأمسى الإسلام خبراً من الأخبار السالفة، وأضحى المسلمون أمّة من الأمم التالفة, إذ لو بقي المنافقون على ما كانوا عليه من الظهور للعامّة بالنيابة عن رسول الله والنصح لدينه صلى الله عليه وآله وسلم، وهم أولياء السلطة المطلقة والإرادة المقدّسة، لغرسوا من شجرة النفاق ما أرادوا، وبثّوا من روح الزندقة ما شاؤوا، وفعلوا بالدّين ما توجبه عداواتهم له، وارتكبوا من الشريعة كلّ أمر يقتضيه نفاقهم8.
* وشيبة الحسين عليه السلام المخضوبة بدمه الطاهر – لولا ما تحمّله – سلام الله عليه – في سبيل الله ما قامت لأهل
5- الرسيس: الصوت الخفيّ، ولعلّ مراده رحمه الله أنين الحيتان وحنينها في غمرات البحار.
6- راجع الصواعق المحرقة: 193، الباب 11، الفصل 3.
7- الموسوعة، ج5، المجالس الفاخرة، تسلسل ص 2063 – 2064.
8- الموسوعة، ج5، المجالس الفاخرة، تسلسل ص 2080 – 2081.
البيت عليهم السلام – وهم حجج الله – قائمة, ولا عرفهم – وهم أولوا الأمر – ممّن تأخّر عنهم أحد9.
* أيّها العرب والمسلمون، هذا شهر المحرّم الدامي الّذي انتصرت فيه عقيدة، وبعثت منه قضيّة, ألا إنّ قتلة الحسين بِكرٌ في القتلات، فلتكن قدوتنا فيه بكراً في القدوات، ولنكن نحن من فلسطين مكان أبي الشهداء من قضيّته، ليكون لنا ولفلسطين ما كان له ولقضيّته من حياة ومجد وخلود10.
* أمِنْ أجل هذه الحقول11 نزا الشيطان على ابن سعد، وفتنت العقول يومئذٍ على حواشي مأساة الطفّ؟12
* وكان الحسين – بأبي وأمّي – على يقين من ترتّب هذه الآثار الشريفة على قتله وانتهاب رحله, وذبح أطفاله وسبي عياله, بل لم يجد لإرشاد الخلق إلى الأئمّة بالحقّ, واستنقاذ الدّين من أئمّة المنافقين – الّذين
9- الموسوعة، ج5، المجالس الفاخرة، تسلسل ص 2082.
10- الموسوعة، ج9، الخطب والرسائل، تسلسل ص 4569.
11- وهي في طهران، وقد كانت تعرف باسم الريّ وجرجان، وقد قاتل ابن سعد لعنه الله الإمام الحسين عليه السلام لأجلها، وفي الرواية أنّه عليه السلام قال لابن سعد يوم عاشوراء: “يا عمر أنت تقتلني؟ تزعم أن يولّيك الدعيّ بن الدعيّ بلاد الريّ وجرجان، والله لا تتهنّأ بذلك أبدا، عهداً معهودا، فاصنع ما أنت صانع، فإنّك لا تفرح بعدي بدنيا ولا آخرة، ولكأنيّ برأسك على قصبة قد نصب بالكوفة، يتراماه الصبيان ويتّخذونه غرضاً بينهم” بحار الأنوار، ج45، تسلسل ص10، وكان كما أخبر الإمام عليه السلام.
12- الموسوعة، ج 7، بغية الرّاغبين، تسلسل ص 3481.
خفي مكرهم, وعلا في نفوس العامّة أمرهم – إلّا الاستسلام لتلك الرزايا, والصبر على هاتيك البلايا, وما قصد كربلاء إلّا لتحمّل ذلك البلاء, عهد معهود عن أخيه, عن أبيه, عن جدّه, عن الله تعالى13.
13- الموسوعة،ج5، المجالس الفاخرة، ص 2086.