أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
النور: ٦٣
لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٦٣)
*الإشارات*
- كلمة «تسلل» تعني الخروج سرًا وخفية، وكلمة «لواذ» تعني اختفاء الواحد وراء الآخر، وكان هذا من عمل المنافقين.
- هناك أربعة تفاسير لمعنی هذه الآية:
١- لا تنادوا رسول الله (صلی الله عليه وآله) مثل الآخرين، فقد ورد في الحديث: “لا تقولوا يا محمد ولا يا أبا القاسم، ولكن قولوا يا نبي الله ويا رسول الله”، وجاء في رواية أخری أن هذه الآية تسري علی خلفاء هذا النبي المعصومين أيضًا.١٢
٢- لا تُنادوا النبي بصوت مرتفع كما تفعلوا مع الآخرين.٣
٣- لا تجعلوا دعوة الرسول (صلی الله عليه وآله) كدعوة الآخرين، وعليكم أن تُطيعوا النبي إذا دعاكم إلی عمل من قبيل الذهاب إلی الجبهة وصلاة الجماعة، ولا تستهينوا بدعوته.
٤- احذروا دعاء الرسول عليكم إذا أسخطتموه، فإنّ دعاءه موجب ليس كدعاء غيره.٤
*التعاليم* :
١- المبعوث الإلهي له حُرمته، فاذكروا اسمه باحترام، وسلموا له تمام التسليم، «لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ…»
٢- الاستهانة بتعليمات النبيّ وعدم الاهتمام بها يتسببان في الفتنة والعذاب الأليم، «فِتْنَةٌ أَوْ… عَذَابٌ أَلِيمٌ»
٣- مخالفة أمر الله ورسوله يترتب عليها فتنة دنيوية أو عذاب أخروي، «يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ… فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ»
————————————————–
1 تفسير نور الثقلين، ج٣، ص ٦٢٨.
2 بحار الأنوار، ج ٢٣، ص ٣٠١.
3 تفسير مجمع البيان، مج ٧-٨، ص ٢٤٨ .
4 انظر: الفخر الرازي، التفسير الكبير، ج٢٤، ص٤٠.