خمس سنوات من الإحتقان سببها التحريض الإعلامي بين التيار الوطني الحُر من جهة وحركة أمل من جهة أخرىَ، لَم يبقى شيء ولَم يتم إستخدامه بينهما، من قوانين ومناصب وإدارات وقرارات ونكايات، وشتم في التلفزيونات، وتحريض للقواعد الشعبية، وتوقيف ترقيات ضباط وجهاد أكبر وجهاد أصغر تعطَلَ البلَد َدُمِر الإقتصاد وحصلَ الإنهيار والإتهامات بالفساد بالأطنان بين الطرفين،ما أثلَجَ قلب جعجع وعوكر وجنبلاط،
كان حليفهما (حزب الله) الذي أكَل ثلاثة أرباع القتلي بينهما خلال هذه السنوات الخَمس،
كانَ هوَ الوحيد الذي يرفع الصوت ويصرخ بألم لكي يهدأوا فلَم يفعلوا، حتى جاء يوم الحساب، يوم الفصل الذي لَم ينفعهم به تحريضٌهم على بعض، ولا إتهاماتهم لبعضهم البعض، ولا المناصب ولا النكايات، فأضطروا راضخين غير مقتنعين بأن يقفزوا من فوق كل ما فعلوه ضد بعضهم البعض لكي يمرروا مرحلة صعبة جداً لأن من دون تحالفهم فيها سيأتي جعجع ومعه الثعالب الصغيرة ليأكلوهم يومَ أُكِل الثور الأبيض والماعز الأسوَد والدجاج الأحمر،
برعاية قيادة الحكمة والعقل في المقاومة إلتقى التيار وأمل أخيراً،ليتفقوا على عقد قِرانٍ مؤقت ينتهي مفعوله بتاريخ ١٥ أيار الساعه الثانية عشرة ليلاً، كما عَبَّر جبران باسيل في كلمة له أمام أنصاره وقال، كل واحدٍ مِنَّا في مقصورة في قطار التحالف هذا وعندما نصل إلى المحطة سيترجل الجميع ويذهب كل واحد الى وجهتهُ الذي يريد أي يقع الطلاق!
كلام يُفَسَر بأن الغاية من التحالف هيَ الوصول إلى الهدف وليست المعالجة،
كلمة غير موَفقَة للوزير باسيل،
على أَمَل أن تكون له كلمة يتحدث فيها عن ماضٍ إنتهى ومستقبل واعد وايدي متشابكة لتصحيح الأخطاء ومحو آثار الماضي والنظر نحو المستقبل، بعيد عن المناكفات والطموحات الشخصية نتمنىَ أن يكون الوعي السياسي منسوبه أعلى من منسوب الضخ الأناني الشخصي،لأن لبنان لا يحتمل أكثر بعد؟
وبإنتظار أن نسمع من حركة أمل كلمة مغايرة لكلمة باسيل تدعو الى الوحدة بين الطرفين والعمل المشترك لخلق جَو مشجع وهادئ للبنانيين،
نتمنى أن يستطيع الطرفان اللذان أوقفآ دوران عجلة الدولة في كل شيء إلَّا بإتجاه المهوار خلال خمس سنوات أن يقنعآ جمهورهما بأن يقبلآ بالتحالف فيما بينهما وأن يتقبلآ بعضهما بعد كل ذاك التحريض الذي أولَد حقد أسوَد، وأن ينتخب كل طرف منهم الفريق الآخر،
مع العلم أن التحالف قائم على مستوى كافة الدوائر الإنتخابية، بإستثناء الجنوب الثانية، ومنطقة جزين، اللتآن لهما خصوصية لدىَ الطرفين،
بكُل الأحوال….
المؤسف أن هموم الناس لَم تستطِع جَمع هؤلاء الأضداد،
بينما الخوف على إمتيازاتهم وبقائهم على قيد الحياة جمعتهم، والناس هي مَن دفعت الثَمَن،
ربما البعض قد ينتقد ويقول أن هذا الكلام في هذه المرحلة غير مُوَفَّق من كاتبٍ يعتبر أن حياته تتوقف عندما تتوقف عجلة المقاومة عن الدوران، وأن المرحلة لا تحتمل مثل هذا الكلام،
لكن ما حملناه في قلوبنا طيلة السنوات الخمس جَرَّاء مناكفاتهم وتصرفاتهم وما أوصلونا إليه، يجعلنا أكثر جُرأة على تَقَيُّئ ما في بطوننا من قَيح تسببوا به، ودفعنا لأن نسمي الأشياء بأسمائها بعيداً عن التَزَلُف والمسايرة ودغدغة المشاعر،
نحن اليوم نقول لهم كفىَ لقد طفحَ الكيل وبلغ السيل الزُبَىَ، لستم أنتم الذين يجب أن تكونوا،
بل نحن الشعب نكون أو لا نكون، فقسماً بمَن رفعَ السماء بِلا عَمَد، وعرشه جَمَد ونصَب الجبال بالوتَد، لولا أنَّ بينكما تقفُ مقاومة وتضحيات وشهداء ودماء، ولولا أنَّنا سيُكتَب علينا إننا خالفنا ما طلبه منا سماحة العشق، لكنا وبكل تأكيد أعتكفنا في منازلنا واعتزلنا هذه الإنتخابات ولكُنَّا تركنا المنازلة بينكما يقررها المستفيدون بينكم من الطرفين،
ولكن ما يجعلنا راضخين لإرادة المقاومة هوَ أن أمرنا أمر القيادة.