الوقت- بين الحين والاخر يعبر المسؤولون في كيان الاحتلال الصهيوني عن قلقهم الكبير من مواطن الضعف التي يعاني منها جيش الاحتلال الإسرائيلي، والتي ظهرت واضحة خلال الحرب الأخيرة على غزة. حيث إن جميع الحروب التي قام كيان الاحتلال الصهيوني بشنها على غزة اثبتت ضعف سلاح الجو للكيان الصهيوني، فلقد فشل سلاح الجو الصهيوني في تدمير الاهداف التي أعلن مرات عديدة أن الهدف من الضربات العسكرية على غزة هو تدمير منصات الصواريخ لحركات المقاومة في قطاع غزة.
وفي السياق نفسه وبعد أن ظهر الفشل الواضح لسلاح الجو الصهيوني، تناقلت وسائل الإعلام المختلفة خوف وقلق قادة الكيان الصهيوني من ضعف قواتهم البرية عن المواجهة في اي حرب مقبلة.
قلق حول قدرة القوات البرية “الإسرائيلية”على حسم أي حرب مقبلة
في الايام الاخيرة تناقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية وضع قوات الاحتلال الصهيوني وجاهزيتها حول قدرتها على خوض أي حرب في المستقبل وفي هذا السياق قالت وسائل إعلام الكيان الصهيوني إنّ القوات البرية وسلاح المدرعات الإسرائيليين غير مستعدين لأيّ حرب مقبلة، بسبب مشاكل “خطرة” أبرزها انخفاض الحافز لدى الجنود. وفي السياق نفسه حذّرت وسائل إعلام تابعة للكيان الصهيوني من عدم جهوزية القوّات البرية الإسرائيلية، في حال حصل تصعيد في الشمال، وذلك على خلفية التوتر بين “إسرائيل” وحزب الله.
من جهةٍ اخرى نقل موقع “إسرائيل هيوم” الإسرائيلي، خشية الضباط في القوات البرية وسلاح المدرعات من عدم الجهوزية، مشيراً إلى أنهم “ليسوا مستعدّين للحرب المقبلة“.الموقع ايضاً اشار إلى أن “السجال حول جهوزية جيش البر لشن حرب ليس جديداً، فمنذ حرب لبنان الثانية، وباستثناء عمليات محدودة في غزّة، بالكاد تم تفعيل القوات البرية الإسرائيلية، وتدور شكوك حول قدرتها على حسم أي حرب مقبلة“.وأوضح الموقع أنّ “رئيس الأركان الإسرائيلي، أفيف كوخافي، الذي تولّى منصبه قبل 3 سنوات ونصف السنة، يحمل أفكاراً حديثة، يهدف كثير منها، ولو بصورةٍ غير معلنة، إلى تحسين قدرة جيش البر على حسم الحرب القادمة“.
فشل خطط قادة الكيان الصهيوني
قال موقع “إسرائيل هيوم”:”قبل أشهر عدّة من انتهاء ولاية كوخافي، أجرينا أحاديث مع الكثير من الضباط، وخصوصاً في الخدمة الدائمة، ووجدنا أنّ هناك “فجوة كبيرة بين الأفكار وبين الواقع على الأرض وهذا ما ترفضه الأركان العامة، لكن في الوحدات العملانية في الجيش الإسرائيلي فهم يشعرون أيضاً بإحباطٍ كبير، وبأنّ المستوى العسكري والسياسي الرفيع المستوى لا يعوّل عليه ويفعل كل شيء كي لا يفعّلهم في يوم الأمر“.وأشار إلى أنّ هذه المزاعم ازدادت العام الماضي، عندما تقرر عدم تفعيل جيش البر خلال عملية “حارس الأسوار”. لكن في قيادة الجيش “يزعمون أن تفعيل المناورة البرية يجب أن يكون الملاذ الأخير، لكنهم يشددون على أنّه في حرب لبنان الثالثة لن يكون هناك خيار سوى تفعيل قوات البر من أجل هزيمة حزب الله“.
تعمق أزمة الثقة لقادة الكيان الصهيوني بجيش الاحتلال الإسرائيلي
قال موقع صهيوني إنّ الزعماء في “إسرائيل” يحذّرون من مشاكل أكثر خطورة في جيش البر تتصل بشكلٍ أساس بسلاح المدرعات، الذي يعاني منذ سنوات من حافزية منخفضة بشكل خاص، ومن تآكل ومن تقليصات واسعة. وقال: إنّ “مركزية سلاح المدرعات تقريباً لا تُبرَز في الإعلام، لكن كل من يفهم في الموضوع يعلم أنّه لا يمكن اليوم تنفيذ أي عملية برية واسعة من دون نقل، أو على الأقل إسناد دبابات، التي تجلب معها إلى المعركة قدرة حركة وصمود وقوة نارية كبيرة. هذا هو السبب في أنّ العقيدة القتالية المُحدّثة في الجيش الإسرائيلي تفرض دمجاً بين القوات المختلفة، وخلال الطوارئ تنتظم الوحدات في فرق مشتركة من المشاة، المدرعات، الهندسة وغير ذلك. هذا يعني أنّه إذا وصلت ألوية المدرعات في الجيش الإسرائيلي إلى حرب لبنان الثالثة بكفاءة منخفضة، مناورة الجيش الإسرائيلي البرية كلها ستكون إشكالية“. وأكّد الموقع أنّ “المشكلة في سلاح المدرعات تبدأ في الحافزية المنخفضة لدى الشباب في الخدمة، وفي وضع قوة بشرية نوعية في سلاح المدرعات”، إضافة إلى “الاعتبارات الاقتصادية، وعدم رغبة الجيش في إجبار الشباب على التجنّد في سلاح المدرعات“.كذلك، أشار الموقع إلى أنّ هناك مشكلة أخرى، هي أنّ “الجيش الإسرائيلي ألغى في العقود الأخيرة عدداً لا بأس به من ألوية المدرعات سواء النظامية أم الاحتياطية”.
كابوس يؤرق “إسرائيل”
يدرك الكيان الصهيوني أكثر من غيره أن محور المقاومة أصبح يحاصره كالطوق على العنق من كل الجبهات، وأن الإخفاقات والاهتزازات التي ضربت البنية العسكرية، فيها مع الأزمات السياسية المتتالية ستؤثّر وتنعكس سلباً على منظومة “الجيش” الإسرائيلي.تتكشف يوماً بعد آخر إخفاقات جديدة في جيش الاحتلال الإسرائيلي عبر تقارير تصدر من مسؤولين عسكريين إسرائيليين، تعكس حالة الترهل في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية من الداخل، وإصابتها بخلل بنيوي يفوق قدرتها على احتمال أي حرب متعدّدة الساحات مع جبهات محور المقاومة في حال اندلعت مستقبلاً.
في هذا السياق يمكن القول إن إخفاقات الجيش الإسرائيلي سبق وأن تم الكشف عن عدم جاهزية وحدات سلاح البرية وقوات الاحتياط لخوض أي حرب برية مع المقاومة الفلسطينية والاعتراف بسقوط استراتيجية الحرب البرية الإسرائيلية عند الوقوف على أهم استخلاصات نتائج الحرب على قطاع غزة عام 2014. فقلق الكيان الصهيوني عن إصابة قواعد سلاح الجو الإسرائيلي بحالة الشلل الكامل في أي حرب مقبلة، نابع من اطّلاع كافٍ على حقائق ما يدور في “إسرائيل” بعد الحروب التي خاضتها في المنطقة، وقواعد الاشتباك والردع القائمة على جبهتي لبنان وقطاع غزة.
في الختام يوماً بعد اخر تظهر العديد من التصريحات لقادة الكيان الصهيوني والتي يبدون فيها قلقهم من فشل قواتهم البرية في أي مواجهة عسكرية قادمة مع حركات المقاومة، حيث إن فشل سلاح الجو الصهيوني في الحروب ضد حركات المقاومة هز قادة الكيان الصهيوني وأفقدهم الثقة في جيشهم وفي هذا السياق فإن أي مواجهة عسكرية برية مع حركات المقاومة سوف تلحق هزيمة اخرى للكيان الصهيوني ولكن هذه المرة وباعتراف قادة الكيان الصهيوني فإن الخسائر التي سوف تلحق بجيش الاحتلال الصهيوني سوف تكون كبيرة جداً.