الرئيسية / تقاريـــر / عقب الاعتداء الإسرائيليّ الأخير.. إلى أين تتجه الأحداث في غزة؟

عقب الاعتداء الإسرائيليّ الأخير.. إلى أين تتجه الأحداث في غزة؟

الوقت_ بالتزامن مع تسارع الأحداث في قطاع غزة المحاصر والتوتر على حدود الأراضي الفلسطينيّة الرازحة تحت نير العدو الصهيونيّ الغاصب، وفي ظل الاستنفار الإسرائيلي الكبير الذي تبع إعلان الجناح العسكريّ لحركة الجهاد الإسلامي “سرايا القدس”، الاستنفار في أعقاب الاعتداء الإسرائيليّ الذي طال القيادي البارز في الحركة الشيخ بسام السعدي في مدينة جنين التابعة للضفة  واعتقاله ليلاً وتهديد الحركة بالرد، كشفت مصادر فلسطينية مطلعة، اليوم الثلاثاء، أن مصر تجري اتصالات مكثفة مع قيادات الحركة لاحتواء الموقف ومنع التصعيد في غزة، حيث تخشى تل أبيب والوسطاء من تدهور الأوضاع، بعد أن فتحت أبواب جهنم على نفسها من خلال منهج تسخين الأحداث ورفع مستوى الاعتداء الذي بات ملموساً على كل المستويات.

ومع ارتفاع احتماليّة أن يكون الاعتداء الإسرائيليّ الأخير على القياديّ في حركة الجهاد الإسلاميّ فتيلاً في إشعال التوتر مجدداً على الساحة الفلسطينيّة، ويقود إلى جولة أخرى من الحرب، قد تدهور الأوضاع بأكملها، وتُبعثر كل الأوراق السياسيّة والأمنيّة، وبالأخص عقب أشهر طويلة من تصعيد الجرائم الصهيونية بحق الفلسطينيين، تتحدث المعلومات عن وجود اتصالات على أعلى المستويات بين قيادة المخابرات المصريّة وقيادة حركة الجهاد الإسلامي لاحتواء التوتر الحاصل ومنع الوصول إلى التصعيد في قطاع غزة بعد استشهاد فتى واعتقال القيادي في الحركة بسام السعدي ليل الإثنين في مدينة جنين.

وفي ظل تحذيرات فصائل المقاومة في فلسطين من أن استمرار هذه الجرائم سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع ويصل إلى حد مرحلة خطيرة للغاية، إضافة إلى أنّ التصعيد الأمنيّ في القدس والضفة الغربية حذر منه مراراً مسؤولون إسرائيليون تحسسوا خطر تصرفات حكومتهم الطائشة والسياسية الصهيونيّة العدوانية، تؤكّد المعلومات أنّ قيادة حركة الجهاد الإسلاميّ أكّدت للمسؤولين المصريين أن ما جرى انتهاك غير مبسوق بحق الشيخ بسام السعدي القيادي بالحركة، والذي تم اعتقاله بطريقه وحشيّة، فيما تسعى القيادة المصرية لاحتواء الموقف المتأزم، كما أنّ القاهرة تجري اتصالات مع قيادات الحركة لمنع الوصول لتصعيد جديد في غزة.

من ناحية أخرى، أنهت قوات العدو الإسرائيليّ تقييماً للوضع على حدود القطاع المحاصر منذ حوالي عقد ونصف العقد، وذكر الإعلام التابع لجيش الاحتلال الغاصب أنّه في نهاية تقييم الوضع في الجيش، تقرر الإبقاء على حالة التأهب والاستمرار في نصب الحواجز وإغلاق الطرق فيما يعرف بـ”غلاف غزة”، حيث إنّ تأهب قوات العدو وقرار تل أبيب رفع حالة التأهب القصوى في المنطقة الجنوبيّة لفلسطين المحتلة، وبالتأكيد من خلال تعزيز منظومة القبة الحديدية، ينبع من القلق الإسرائيليّ العارم من انفجار الأوضاع وعودة إطلاق الصواريخ من قطاع غزة رداً على الاعتداءات الإسرائيليّة المتصاعدة، وإنّ رسالة حركة الجهاد الفلسطينيّة التحذيريّة مؤخراً كانت جادة للغاية على ما يبدو ودفعت العدو لرفع مستوى جهوزيّته.

وفي الوقت الذي يخشى فيه أغلب المتابعين والمراقبين للشأن الفلسطينيّ من انفجار الأوضاع بشكل عارم، والحديث عن معركة قابلة للانفجار في أي لحظة، نتيجة إرهاب الاحتلال الصهيونيّ وعدوانه المتمثل في الاعتقال والقتل والاقتحام وانتهاك المقدسات والحصار ومنع الإعمار، طلبت سلطات العدو من المستوطنين البقاء على يقظة وتجنب الوجود في أماكن مكشوفة كما أنّ متابعة الدراسة ستسمح بها في المؤسسات القريبة من المساحات المحصنة فقط، وأشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبريّة أنّه  سيتم حظر تحرك المركبات العالية والمكونة من طابقين أيّ الشاحنات والحافلات وما إلى ذلك في المسارات القريبة من حدود قطاع غزة.

وفي هذا الخصوص، يتحدث الإعلام العبريّ عن وصول وفد مصريّ إلى غزة في مهمة وُصفت بـ “اعتيادية” لمتابعة الإنجاز في ملف الإعمار الذي تعهدت مصر به، عقب الحرب الأخيرة على القطاع والذي يتم بموجبها إنشاء طريق بحريّ وثلاث مدن سكنيّة، فيما أعلنت حركة حماس مؤخراً أنّ وفداً من قيادة الحركة غادر قطاع غزة، لعقد لقاءات مع المسؤولين المصريين في القاهرة، وقال المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلاميّة “حماس” عبد اللطيف القانوع في تصريح صحفي إنّ وفدا من قيادة الحركة برئاسة عضو المكتب السياسي روحي مشتهى غادر قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، لعقد لقاءات مع المسؤولين المصريين في القاهرة، ولم يتم الحديث عن أيّ تفاصيل سوى أنّ الزيارة تأتي في إطار تعزيز العلاقات مع مصر، ومناقشة وحلحلة القضايا العالقة، وتخفيف معاناة الشعب الفلسطينيّ.

بالمقابل، يؤكّد محللون أنّ الزيارة لم تكن موجودة ضمن أيّ برنامج في وقت سابق، لكنّها جاءت نتيجة تسارع الأحداث في القطاع والتوتر على الحدود مع قطاع غزة، في أعقاب الاستنفار الصهيونيّ الكبير الذي تبع إعلان “سرايا القدس”، الذراع العسكرية للجهاد الإسلامي، في أعقاب الاقتحام الذي طال منزل القيادي البارز في الحركة الشيخ بسام السعدي في مدينة جنين ومن ثم اعتقاله مع صهره أشرف الجدع واقتيادهما إلى جهة مجهولة وتهديد الحركة بالرد، لدرجة أنّ قوات الاحتلال صعّدت من إجراءاتها على الحدود مع قطاع غزة وفي مستوطنات ما يعرف بـ”غلاف غزة”، خشية من إطلاق صواريخ مضادة للدروع أو استهداف الجنود والمستوطنين بنيران القناصة الفلسطينيين.

خلاصة القول، لن يسمح الوسيط المصريّ على ما يبدو بتحول الأحداث الأخيرة إلى “حرب جديدة”، لكن الاعتداءات الإسرائيليّة المستمرة لن تكون لمصلحتهم لأنّ تل أبيب أوصلت رسالة للجميع خلال سنوات احتلالهم بأنّ الإسرائيليين غير مستعدين سوى للقتل والاعتقال وانتهاك الحرمات وسفك الدماء وسلب الأراضي، وهذا بالطبع سيفتح أبواب جهنم عليهم، ولا شك أنّ الإسرائيليين لم ينسوا بعد الحرب الأخيرة التي شنّتها قوات احتلالهم على القطاع والتي تركت العدو في صدمة من نتائجها على مختلف المستويات بعد الرد الحازم للفصائل الفلسطينيّة، وإنّ محاولة العدو القاتل فرض جبروته وكلمته في بلاد يحتلها ويحاول إنهاء شعبها سترتد عليه بلا شك فكلما ازداد ظلماً وعدواناً ازداد الفلسطينيون رغبة في اقتلاعه وطرده من بلادهم.

شاهد أيضاً

الولايات المتحدة تعتزم إرسال جنرالات لوضع خطط للعملية المقترحة في رفح

تعتزم الولايات المتحدة الأمريكية إرسال جنرالات لوضع خطط للعملية المقترحة في مدينة رفح جنوبي قطاع ...