02/11/2022
الإمام الخامنئي: أميركا ضعيفة جدًا
أكّد آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي أنّ البعض يرون أن أميركا قوة لا يمكن المساس بها، مشددًا على أن هذه الدولة هشّة وضعيفة للغاية.
كلام الإمام الخامنئي جاء خلال استقباله حشدًا من طلاب المدارس في حسينية الإمام الخميني (رض) بطهران، وذلك لمناسبة اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي، وذكرى السيطرة على وكر التجسس الأميركي في العاصمة طهران، بالتزامن مع إحياء يوم الطالب الجامعي.
وفي سياق كلامه، قال سماحته “إنّ الأميرکیین یزعمون أن عداوة أميركا للشعب الإيراني والاختلاف بين البلدين یعودان إلی قیام الطلبة الجامعيین في إيران بالاستیلاء علی السفارة الأميركية في 4 تشرين الثاني/نوفمبر 1979 بعد تأكدهم من قيامها بمهام تجسسية”.
وشدّد الإمام الخامنئي على أنّ هذا الكلام عار من الصحة وکذب، معتبرًا أن تحدي الشعب الإيراني مع الأميركيين بدأ منذ انقلاب آب/أغسطس 1953 (الانقلاب الأميركي علی الحکومة الوطنية للدکتور محمد مصدق)، مؤكدًا أن الساسة الأميركيين يدّعون بمنتهى النفاق وعدم الحياء أنهم يدعمون الشعب الإيراني.
وأوضح أنه في 28 آب/أغسطس 1953، أطاحت أميركا بحكومة مصدق التي كانت حكومة وطنية، قائلًا “إن مشكلة مصدق الوحيدة مع الأميركيين والغربيين هي أنه کان يريد تأمين النفط منعًا لنهبه من قبل بريطانيا”.
وتابع سماحته أن “الأميركيين تآمروا على مصدق، وقاموا بانقلاب، بينما وثق مصدق بهم وظن أن الحكومة الأميركية ستدعمه في مواجهة البريطانيين، لكنهم خانوه ووضعوا الخنجر في ظهره، واعتقلوا مصدق ورفاقه، فيما أُعدم بعضهم وسُجن البعض الآخر لسنوات عديدة”.
واعتبر أن يوم 4 تشرين الثاني/نوفمبر تجسيد لطبيعة أميركا الشريرة وتجسيد أيضًا لتلقيها الضربة وهزيمتها، وأضاف: “هنالك من يتصور أن أميركا قوة لا يمكن المساس بها، ولكن حينما ننظر لأحداث هذا اليوم يتضح أنها ضعيفة تمامًا”.
وخاطب الإمام الخامنئي التلامیذ قائًلا “إن المستقبل لکم”، لافتًا إلى أن “يوم التلميذ في إيران يجسد الشر الأميركي وهزيمته”.
ووصف سماحته اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار باليوم التاريخي الذي يجدر استخلاص العبر منه، لأنه سجل الأحداث التي لا تنسی والتي لا ينبغي نسيانها، مشددًا على أنها ستبقى في التاريخ لأنها تسببت في ردود فعل تمثل درسًا لنا، ولمستقبل البلد وشعبنا وحياتنا.
وخاطب التلامیذ، وقال: “تعلموا من هذه التجارب فالمستقبل لكم”.
الأميركيون دعموا الفتنة بهدف القضاء علی الجمهورية الإسلامية
واستعرض سماحته جرائم ومؤامرات أميركا بعد انتصار الثورة، وأشار إلی دعم واشنطن للجماعات الانفصالية في الأيام الأولى للثورة وحیاکة المؤامرة لتدبیر انقلاب عسكري علی قاعدة الشهيد “نوجه” الجوية بمحافظة همدان شمال غرب البلاد، ودعم الإرهاب الأعمى لزمرة المنافقين الذي أسفر عن سقوط آلاف الشهداء في جمیع أنحاء البلاد.
ولفت الى دعم واشنطن الشامل لنظام صدام البائد خلال شن الحرب المفروضة على إيران (1980-1988)، واستهداف طائرة ركاب إيرانية من قبل السفينة الأميركية فوق مياه الخليج، والذي أدى إلى استشهاد نحو 300 شخص وتکریم السلطات الأميركية آنذاك قائد البارجة فينسنس تقديرًا لدوره المباشر في استهداف الطائرة وفرض الحظر على الشعب الإيراني منذ العام الأول لانتصار الثورة، وفرض أشد العقوبات في السنوات الأخيرة ودعم الفوضى والفتنة في إيران.
وأضاف سماحته “في عام 2009، بينما بعث الرئیس الأميرکي الأسبق باراك أوباما رسالة صداقة لنا، أعلن الأميركيون صراحة دعمهم للفتنة بهدف القضاء علی الجمهورية الإسلامية”.
ولفت الإمام الخامنئي الى استشهاد الجنرال وبطل الإيرانيين وبطل المنطقة الشهید قاسم سليماني على يد الأميركيين، معتبرًا أنّ التفاخر بهذه الجريمة من المؤامرات الشريرة التي حاكتها أميركا، وخاطب الأميرکیین قائلًا: “لقد دعمتم الصهاينة، وعملتم على تجميد مليارات الدولارات من أرصدة الشعب الإیراني في أميركا ودول أخرى، حرمتم شعبنا من استخدام أصولها لتقليل مشاكلها”.
وأضاف “يمكن مشاهدة بصمات أميركا في معظم الأحداث المعادية لإيران، لکن الشعب الإیراني تمكن من إحباط مؤمرات العدو”، قائلًا: “طبعًا لن ننسى بعض الحوادث وسنفي بوعدنا بخصوص استشهاد سليماني في الوقت المناسب”.
معرفة مكانة إيران في النظام العالمي الجديد
وأكّد أنّ أحداث الأسابيع القليلة الماضية “حربًا مشتركة” وليست مجرد أعمال شغب في الشوارع، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني هما عدوان للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وقال “إن بعض القوى الأوروبية الخبيثة وبعض الجماعات جاءت إلى الميدان بكافة الإمكانيات وباستخدام وسائل الإعلام وقدرات الفضاء الافتراضي، ورغم ذلك وجه الشعب الإيراني صفعة لمن يضمر الشر لإيران”.
وفي إشارة إلى بوادر التغيير في النظام العالمي وظهور نظام جديد في العالم، أوصى سماحته الشباب بمعرفة مكانة إيران والايرانيين في النظام العالمي الجديد.
إيران ستحاسب كل من يثبت عليه التعاون مع جناة مجزرة شيراز
واعتبر سماحته أن الخط الأساسي الأول للنظام الجديد هو “عزلة أميركا”، موضحًا: “على عكس الماضي، عندما كان الأميركيون يعتبرون أنفسهم القوة الوحيدة المهيمنة في العالم، فإن أميركا لا تمتلك حاليًا أي مكانة مهمة في النظام الجديد وستضطر الى الانسحاب من مختلف نقاط العالم”.
وقال يمكن مشاهدة بوادر التراجع الأميركي بوضوح بسبب مشاكل واشنطن الداخلية غير المسبوقة التي تعاني منها في مختلف الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية، وكذلك الخلافات والانقسامات الدموية الداخلية في هذا البلد.
وشدّد الإمام الخامنئي على أن الجمهورية الإسلامية ستحاسب كل من يثبت عليه التعاون مع جناة مجزرة شيراز، وسأل: “لماذا لم يدن الأميركيون مجزرة شيراز؟ هل يمكن تسمية هؤلاء بالمدافعين عن حقوق الإنسان؟”.