التدبّر في آثار الخوف في توجيه عمل الإنسان:
عن الإمام الصادق عليه السلام: “إنّ ممّا حُفِظَ من خطب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال:… ألا إنّ المؤمن يعمل بين مخافتين: بين أجل قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه؟ وبين أجل قد بقي لا يدري ما الله قاضٍ فيه؟ فليأخذ العبد المؤمن من نفسه لنفسه، ومن دنياه لآخرته، وفي الشيبة قبل الكبر، وفي الحياة قبل الممات؛ فو الذي نفس محمد بيده ما بعد الدنيا من مستعتب، وما بعدها مِن دار إلّا الجنّة والنار”22.
إنّ لهاتين المخافتين دور كبير في مساعدة الإنسان على تحقيق كماله المطلوب؛ لأنّ الخوف ممّا مضى يستلزم تصميماً وعزيمة على الرجوع بالتوبة والاستغفار وصالح الأعمال، والخوف ممّا سيأتي من احتمال التقصير يستلزم زيادة الجهد ومضاعفة العزيمة والعمل على تحصين النفس من الأخطار المرتقبة والمتوقّعة مستقبلاً.
ومن هنا، كان على الإنسان أن يعدّ العدّة ويتأهّب للتزوّد قدر المستطاع من الطاعات والأعمال الصالحات من هذه الدنيا لآخرته، وأن يسعى لذلك قبل كبره وشيخوخته؛ حتى لا يفوته الفوت أو يصعب عليه التدارك؛ إمّا لضعف عزيمته وهمّته على العمل، أو لرسوخ الملكات الرديئة في نفسه؛ فيصعب عندها إزالتها. وأمّا بعد الممات ومفارقة الحياة الدنيا؛ فلا ينفع حينها عتاب مستعب ولا عمل عامل ولا تدارك متدارك؛ لانقطاع العمل بعد الموت: ﴿وَإِن يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُم مِّنَ الْمُعْتَبِينَ﴾23.
________________________________________
22- الكليني، الكافي، م.س، ج2، كتاب الإيمان والكفر، باب الخوف والرجاء، ح9، ص70.
23- فصلت: 24.
6- صفات الناجين من عذاب النار
وَلَيْتَ شِعْرى يا سَيِّدي وَاِلـهي وَمَوْلايَ اَتُسَلِّطُ النّارَ عَلى وُجُوه خَرَّتْ لِعَظَمَتِكَ ساجِدَةً، وَعَلى اَلْسُن نَطَقَتْ بِتَوْحيدِكَ صادِقَةً، وَبِشُكْرِكَ مادِحَةً، وَعَلى قُلُوب اعْتَرَفَتْ بِاِلهِيَّتِكَ مُحَقِّقَةً، وَعَلى ضَمائِرَ حَوَتْ مِنَ الْعِلْمِ بِكَ حَتّى صارَتْ خاشِعَةً، وَعَلى جَوارِحَ سَعَتْ اِلى اَوْطانِ تَعَبُّدِكَ طائِعَةً وَاَشارَتْ بِاسْتِغْفارِكَ مُذْعِنَةً، ما هكَذَا الظَّنُّ بِكَ وَلا اُخْبِرْنا بِفَضْلِكَ عَنْكَ يا كَريمُ يا رَبِّ.
مفاهيم محوريّة: صفات الناجين من النار:
1. السجود نتيجة الشعور بالعظمة الإلهيّة.
2. لسان الاعتقاد الصادق المشفوع بالعمل على طبقه.
3. الاعتقاد اليقيني بالألوهيّة.
4. الخشوع والخضوع لله.
5. انعكاس الاعتقاد القلبي عملاً بالجوارح.
6. الاستغفار من التقصير.
7. حسن الظنّ بالله.