أدب الطّف أو شعراء الحسين عليه السلام
28 سبتمبر,2023
الشعر والادب
165 زيارة
الشيخ ابراهيم حموزي
المتوفى ١٣٧٠
رجعي يا بلابل الاغصان
واستثيري بلابل الاشجان
رددي لي بكل لحن شجي
واستجيدي مهيج الاحزان
انت مثلي في عالم الشجو الا
أنني عالم بما قد شجاني
والشجي الجهول فيما شجاه
كالمعزي وجدا من الثكلان
كم كتمت الهوى لذات صدود
قد شجاني فراقها وبراني
لي بحبي لها الذ نعيم
وعذابي بها النعيم الثاني
قدحباني بها الاله ولكن
قد رماني بهجرها وابتلاني
ذكرتني بهجرها لي هجري
واجتوائي لمنهج الرضوان
اغفلتني بزهوها وكأني
ما احتسبت المعاد في حسباني
كنت أصبو الى السعادة لكن
فرط جهلي على الشقا أغواني
جرأتني على التمرد نفسي
في هواها وقادني شيطاني
بالرقيبين قد علمت ولكن
سوء حظي عن الهدى أعماني
لست أدري اذا استطار فؤادي
يوم بعثي بجسمي العريان
ما اعتذاري لدى الحساب اذا ما
نشرا ما اقترفت طول زماني
ما اعتذاري وقد جنيت ذنوبا
أثقلتني وسودت ديواني
ما اعتذاري اذا دعيت وخفت
حسناتي بكفة الميزان
مااعتذاري اذا سئلت بماذا
قد تقضى بك الزمان الفاني
ما اعتذاري اذا نشرت وعدت
ماجنته يداي والرجلان
وأقيمت علي مني شهود
باجترامي جوارحي ولساني
لهف نفسي اذا أخذت كتابي
بشمالي وأبت بالخسران
٢٨
واستتمت علي حجة حق
عن قضاء المهيمن المنان
من مجيري من العذاب اذا ما
قيدتني سلاسل الخذلان
من مجيري على الصراتط اذا ما
أرعشتني عواقب العصيان
عقبات وربما كنت ادري
ما الاقي بها وما يلقاني
ان عدتني بهاحسان فعال
وتخوفت ضيعتي وهواني
وأذيق العصاة حر عذاب
واستحقوا المصير للنيران
فنجاتي بسيدالرسل طه
وبكائي لسبطه الظمآن
أظمأته عصابة الشرك ظلما
وسقته الردى يد العدوان
منعوه من الورود لماء
وبكفيه يلتقي البحران
وأثاروا عليه حربا عوانا
واستثاروا كوامن الاضغان
فاستدارت عليه سبعون ألفاً
وتنادت عليه بالخذلان
ألبوها عليه من كل فج
من شآم تجري الى كوفان
واستخفوا لحربه بثلاث
بين سهم وصارم وسنان
حر قلبي له وروحي فداه
من وحيد يجول في الميدان
بفؤاد مؤجج يتلضى
بين حر الظما وحر الطعان
مستغيثا بجده وأبيه
مفردا بينهم بلا أعوان
وينادي مذكرا وهو نور الله
أجلى مذكرا في بيان
قائلا فيهم أنا ابن علي
المرتضى وابن خيرة النسوان
وابن طه محمد خير خلق
طرا وآية الرحمن
فلماذا دمي يحل ولحمي
من نبي الهدى نما بلبان
فأتاه من العدى سهم حتف
ليته شق مهجتي وجناني
وانتحى قلبه فرن صداه
في حشى الدين صرة الآذان
فهوى للصعيد خير امام
ساطع النور طيب الاردان
ضارعا للاله فيما ابتلاه
في سبيل التسليم والاذعان
ونحاه القضا بضربة سيف
من خولى وطعنة من سنان
ورقى الشمر صدره بحسام
هد ركن الهدى وصرح الأماني
ومضى يقطع الوريد بعضب
سله البغي في يدي شيطان
فاكتسى الكون بالظلام حدادا
لمصاب بكت له الثقلان
ونعاه الوجود والعرش أن قد
فل عضب الهدى مع الايمان
قتلوه وما رعوا فيه حق
المصطفى لا ولا علي الشان
تركوه مرملا بدماء
فوق حر الثرى بلا أكفان
٢٩
فابك شجوا له بحر فؤاد
وزفير بأنة الثكلان
واجر حزنا عليه دمعك لكن
من نجيع بمدمع هتان (١)
* * *
الشيخ ابراهيم ابن العالم الجليل الشيخ عبد الرسول حموزي فقيه فاضل ومن رجال الفضل والكمال لا زلت اتصوره جيدا وأذكر أحاديثه العذبة في ديوان الحاج عباس دوش ، كان بعدما نفرغ من تلاوة قصة الحسين عليهالسلام يسترسل فيتحدث عن مواقف الاسلام وبطولات اعلام الاسلام ساعات من الليل والكل يصغي اليه بشوق ولهفة لحسن بيانه وفصاحة لسانه.
ولد في النجف الاشرف سنة ١٣١٥ ه ونشأ بها على أبيه الشيخ الوقور فعني بتربيته وكان فطنا ذكيا ثم درس على فريق من الاعلام ونمت ملكاته العلمية والادبية مضافا الى خلقه العالي وتمسكه بآداب الاسلام وكنت أتذكره والابتسامة لا تفارق شفتيه وقد حباه الله بوجه مقبول تقرأ عليه اللوذعية والوداعة معا. كانت وفاته فجأة بدون سابق مرض وذلك في الثامن من شهر الله المبارك شهر رمضان عام ١٣٧٠ ه خارج مركز بلد الناصرية ـ محافظة ذي قار ـ وكان هناك من أجل التبليغ والارشاد في شهر الصيام. فحمل الى النجف ودفن واقيمت له الفاتحة ثلاث ليالي في اقرب جامع الى داره وهو جامع الشيخ الطريحي رحمهالله رحمة واسعة.
__________________
١ ـ سوانح الافكار ج ٣.
٣٠
2023-09-28