الرئيسية / زاد الاخرة / مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية

مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية

مصباح   2

هذه الحقيقة الغيبيّة لا تنظر نظر لطف أو قهر ولا

تتوجه توجّه رحمة أو غضب إلى العوالم الغيبيّة، والشهادتّية، من الروحانّيين القاطنين في الحضرة

الملكوت والملائكة المقرّبين الساكنين في عالم الجبروت؛ بل هي بذاتها، بلا توسّط شيء، لا تنظر

إلى الأسماء والصفات ولا تتجلّى في صورة أو مرآة؛ غيب مصون من الظهور، مستور غير

مكشوف عن وجهها حجاب النور؛ فهو الباطن المطلق والغيب الغير المبدأ للمشتق . مصباح

        3 البطون والغيب اللّذان نسبنا هما إلى هذه الحقيقة الغيبيّة ليسا مقابلين للظهور الذي من

الصفات في مقام “الواحديّه” والحضرة الجمعيّة؛ ولا “الباطن” هو الّذي كان من الأسماء الإلهيّة

الذي هو من أمهات الأسماء الحقيقيّة. فإنّ البطون الّذي من الأوصاف القدسيّة و”الباطن” الّذي

من الأسماء الربوبيّة، كلّ واحد منها التجلّي بذلك المقام؛ وهما متأخّران عن تلك الحضرة. بل

التعبير بمثل هذه الأوصاف والأسماء لضيق المجال في المقال. فالحقيقة الّتي قلب الأولياء عن التوجّه

إليها محروم، كيف يمكن أن يعبّر عنها بما كان من مقولة المفهوم ؟ و نعم ما قيل :       “ألا إنّ ثوباً

خيط من نسج تسعة    وعشرين حرفاً من معاليه قاصر” فاللفظ قاصر، والمتكلّم أبكم،

والسامع أصمّ. كما قيل بالفارسيّة : “من كنك خوابديده وعالم تمام كر            من عاجزم

زكفتن وخلق از شنيدنش”

 

شاهد أيضاً

السياسة المحورية ونهضة المشروع القرآني لتقويض المصالح الغربية العدائية

فتحي الذاري مأخذ دهاليز سياسة الولايات المتحدة الأمريكية والمصالح الاستراتيجية في الشرق الأوسط تتضمن الأهداف ...