الرئيسية / زاد الاخرة / مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية

مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية

مصباح  21

إذا علمت بالعلم اليقين الخالي عن الشبهات والمعرفة الكاملة المقدسة عن

الجهالات أن التكثر الواقع في الحضرة “الواحدية” ومرتبة الألوهية هو من تجلي الفيض الأقدس

في صور الأسماء والصفات وانعكاس نوره في مرائيها ، فاعلم أن لهذه الأسماء الإلهية وجهين :

وجها إلى أنفسها وتعيناتها ؛ وبه يظهر أحكام الكثرة والغيرية ؛ ولها لوازم في الحضرة العلمية

وتأثير في الأمر والخلق . كما سيأتي تفصيله ، أن شاء الله . ووجها إلى الحضرة الغيب المشوب

ومقام الفيض الأقدس الفاني في الذات الأحدية والمستهلك في غيب الهوية . وبهذا كلها فانية

الذات ، مقهورة الإنية تحت كبرياء الأحدية ، غير متكثرة الهوية والمهية . [ 23 ]      

مصباح  22

إذا عثرت على آثار من معادن الحكمة ومحال المعرفة تنفي الصفات عن حضرة الذات

والواحد من جميع الجهات ، فاعلم أن المقصود نفيها عن تلك الهوية الغيبية الأحدية المقهورة

عندها الأسماء والصفات . وإذا رأيت ايقاعها عليها في التنزيل العزيز الحكيم من لدن عليّ عظيم

وفي أحاديث الأئمة المعصومين ، صلوات الله عليهم أجمعين ، فاعرف أنها بحسب الظهور

بفيضه الأقدس في الحضرة “الواحدية” ومقام الجمعية الإلهية .  

   مصباح    23

إني لأتعجب من العارف ، المتقدم ذكره ، مع شأنه وقوة سلوكه كيف ذهل عن ذلك المقام

الذي هو مقام نظر العرفاء العظام حتى حكم بنفي الصفات الثبوتية عن الحق ، جل شأنه ،

وحكم بأن الصفات كلها ترجع إلى معان سلبية ؛ وتحاشى ، كل التحاشي ، عن عينية الصفات

للذات . وأعجب منه الحكم بالإشتراك اللفظي بين الأسماء الإلهية والخلقية والصفات الواقعة

على الحق والخلق . وأعجب من الأعجب ما سلك في “الطليعة” الأولى من البوارق الملكوتية من

أن مايوصف بوصف فله صورة ، لأن الوصف أعظم الحدود للشىء في المعاني ولا إحاطة

أوضح من إحاطة الصفة في العوالي . وجعل ذلك سر ما ورد في الخبر : إن الله لا يوصف مع

ذهابه ، قدس الله سره ، في تلك الرسالة على ماسمعت في المصابيح السابقة إلى أن كل الأسماء

مشتملة على جميع مراتب الأسماء فإذا كانت الأسماء كل الحقائق ، فلها مقام الإطلاق ، كما

للإسم “الله” ، فكانت لمبادئها التي هي الصفات مقام الإطلاق . وظني أن ذهابه إلى ذلك لعدم

استطاعتة على جمع الأخبار ، فوقع فيما وقع . وليس هذا المختصر الموضوع لغير تلك الأبحاث

محل تفصيل تلك المباحث العظام ؛ فالواجب أن نكتفي بنقل كلام منه في عينية الصفات للذات

. فإني لا أتملك إلا من ذكره والكلام فيه . [ 24 ]  

شاهد أيضاً

الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام)

الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام)- ج01 / الصفحات: ٣٤١ – ٣٦٠   ونقول: ...