الامام الاوّل عليّ أمير المؤمنين « 1 » – عليه السّلام
( 10 قبل المبعث – 40 ه ) ابن أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم ، أمير المؤمنين
أبو الحسن القرشي الهاشمي ، أخو رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ، ووصيّه ، ووارث علمه ، وصهره على ابنته فاطمة سيدة نساء العالمين ، وأبو السبطين .
ولد في الكعبة المشرّفة في الثالث عشر من رجب قبل المبعث بعشر سنين ، واختاره النبي – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم حين أصابت قريشاً أزمة وعلي في مطلع صباه من بين أولاد أبي طالب ، واتّخذه ولداً ، فترعرع في كنفه ، ولازمه طول حياته حتى في تلك الأيام التي كان النبي – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم يعتكف فيها في غار حراء ، فتخلَّق بأخلاقه ، واقتدى به في أقواله وأفعاله ، ونهل من نمير علمه .
قال علي – عليه السّلام : وقد علمتم موضعي من رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيصة ، وضعني في حجره وأنا وليد ، يضمني إلى صدره ويكنفني في فراشه ، ويمسني جسده ، ويشمّني عَرفه . . ، ولقد كنت اتّبعه اتباع الفصيل أثر أُمّه ، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علماً ، ويأمرني بالاقتداء به ، ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء فأراه ولا يراه غيري ، ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم وخديجة وأنا ثالثهما أرى نور الوحي والرسالة ، وأشمّ ريح النبوة .
ولما بُعث النبي – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم كان عليّ أوّل من أسلم ، وكان قبل ذلك قد كرم اللَّه وجهه من السجود لصنم ، وله – عليه السّلام – مواقف خالدة في الذبِّ عن رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ونصرته ، ففي حصار الشِّعب كان أبوه أبو طالب سيد البطحاء ينيمه في فراش رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ، فينام مواجهاً للخطر ، طيّبة بذلك نفسه ، ولما هاجر رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم إلى المدينة أمر علياً – عليه السّلام أن ينام في فراشه ، وأوصاه بأداء أماناته ، ففعل ذلك .
وكان – عليه السّلام – قطب الرحى في كل معارك الإسلام : بدرٍ وأحد والخندق وخيبر وسائر المشاهد التي أبلى بها البلاء العظيم ، وقام فيها المقام المحمود ، حتى استقر الدين وضرب بجرانه الأرض .
قال ابن أبي الحديد : ومقاماته في الحروب مشهورة تضرب بها الأمثال إلى
يوم القيامة ، فهو الشجاع الذي ما فرّ في موقف قطَّ ، ولا ارتاع من كتيبة ، ولا بارز أحداً إلَّا قتله ، ولا ضرب ضربة واحتاج إلى الثانية ، فكانت ضرباته وترا .
وقد نزلت في أمير المؤمنين – عليه السّلام خاصة ، وفي أهل البيت عامّة ، آيات كثيرة تحدثت عن فضلهم ومقامهم وقدسيتهم .
فمن الآيات التي نزلت في أهل البيت : آية التطهير ، وآية المباهلة ، وآية المودة « 1 » ، وغيرها .
وأمّا الآيات النازلة في علي – عليه السّلام ، فهي كثيرة ، بلغت في قول ابن عباس ثلاثمائة آية « 2 » .
أخرج مسلم بسنده عن عائشة ، قالت : خرج النبي – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم غداة ، وعليه مرط مرجّل من شعر أسود ، فجاء الحسن بن علي فأدخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء علي فأدخله ، ثم قال : « * ( إِنَّما يُرِيدُ ا للهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) * » « 3 » « 4 » وروى المؤرّخون والمفسرون والمحدّثون حادثة ( المباهلة ) وهي : أنّ وفداً من نصارى نجران جاء ليحاجج رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ويحاوره ، فأنزل اللَّه سبحانه :
« * ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيه ِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ ا للهِ عَلَى الْكاذِبِينَ ) * » « 1 » « وأمر النبي – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم أن يدعو علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً ويخرج بهم إلى الوادي ، وأن يدعو النصارى أبناءهم ونساءهم ويخرجوا معهم ثم يدعوا اللَّه بأن ينزل العذاب على الكاذبين .أخرج مسلم عن سعد بن أبي وقاص ، قال : لما نزلت هذه الآية * ( » نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ « ) * دعا رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم علياً ، وفاطمة وحسناً وحسيناً ، فقال : اللهم هؤلاء أهلي « 2 » ووردت في شأن الإمام علي – عليه السّلام طائفة من الأحاديث التي أبرزت مكانته ومنزلته الخاصة عند اللَّه وعند رسوله ، ودعت الامّة إلى حبّه وولائه ، والرجوع إليه والاخذ عنه ، واتّباع سننه ومنهاجه .
فمن هذه الأحاديث : قال رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم لعلي – عليه السّلام : أنت أخي في الدنيا والآخرة « 3 » وقال – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم – يوم خلَّفه على المدينة في غزوة تبوك : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبيّ بعدي « 4 » وقال – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم – يوم خيبر : لَاعطين الراية غداً رجلًا يفتح اللَّه على يديه
يحب اللَّه ورسوله ، ويحبه اللَّه ورسوله ، ثم دعا باللواء فدعا علياً وهو يشتكي عينيه فمسحهما ثم دفع إليه اللواء ففتح « 1 » وقال – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم – : عليّ مني وأنا منه ، وهو وليكم بعدي « 2 » وقال – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم لعلي : إنّه لا يحبّك إلَّا مؤمن ولا يبغضك إلَّا منافق « 3 » وقال – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم – : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد العلم فليأته من بابة « 4 » .
روى عليّ – عليه السّلام عن النبي كثيراً .
روى عنه : ابناه الحسن والحسين « عليهما السلام » ، والأحنف بن قيس التميمي ، والبراء ابن عازب الأنصاري ، وجابر بن عبد اللَّه الأنصاري ، وجابر بن سَمُرة ، وجارية بن قدامة السعدي ، وأبو ساسان الحضين بن المنذر الرَّقاشي ، وحنش بن عبد اللَّه الصنعاني ، وحبّة بن جوين العُرَني ، وزِرّ بن حُبيش الأسدي ، وزيد بن أرقم الأنصاري ، ومالك بن الحارث الأَشتر النخعي ، وعبد اللَّه بن مسعود ، وابنه محمد ابن الحنفية ، وعبد اللَّه بن عباس ، وعبد اللَّه بن جعفر الطيار ، وعبد الرحمن بن أبزى الخزاعي ، والأصبغ بن نباتة الحنظلي ، وأبو الأسود الدوَلي ، وسعيد بن المسيب ، وأبو هريرة ، وصعصعة بن صوحان العبدي ، وأبو سعيد الخدري ، ومُطرِّف بن عبد اللَّه ابن الشِّخّير ، وأبو ليلى الأنصاري ، وطائفة من الصحابة والتابعين .
وكان أعلم الناس بعد رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم « 1 » في الحديث والفقه والتفسير والكلام وغيرها ، أغدق عليه رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم من بحر عطائه ، وأفاض عليه من علوم النبوة وأسرارها ، ما جعله باب مدينة علم الرسول – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم .
وكان مرجعاً لجميع الصحابة ، ولم يرجع إلى أحد قط ، وكان الخلفاء يستشيرونه ، ويرجعون إليه في مشكلات الحكم والقضاء ، فيرشدهم – عليه السّلام – ويهديهم إلى الحل ، حتى اشتهر عن عمر بن الخطاب أنّه كان يتعوّذ من معضلة ليس لها أبو حسن « 2 » ، ولم يقل أحد سلوني قبل أن تفقدوني غير علي « 3 » – عليه السّلام .
قال ابن أبي الحديد : أشرف العلوم العلم الإلهي ( يعني : علم التوحيد ) لَانّ شرف العلم بشرف المعلوم أشرف الموجودات ، ومن كلامه اقتُبس وعنه نُقل ومنه ابتدأ . . وبعده علم الفقه وهو – عليه السّلام – أصله وأساسه وكل فقيه في الإسلام فهو عيال عليه ومستفيد من فقهه . . فقد عرف بهذا الوجه أيضاً انتهاء الفقه إليه ، وقد روى العامة والخاصة قوله – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم – : « أقضاكم عليّ » « 4 » والقضاء هو الفقه فهو إذاً أفقههم ، وروى الكل انّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم – قال له وقد بعثه إلى اليمن قاضياً : « اللهم اهد قلبه وثبّت لسانه » ، قال : فما شككت في قضاء بين اثنين .
وأضاف ابن
أبي الحديد : وعلم تفسير القرآن عنه أخذ ومنه فرع وإذا رجعت إلى كتب التفسير علمت صحة ذلك ، لَانّ أكثره عنه وعن عبد اللَّه بن عباس ، وقد علم الناس حال ابن عباس في ملازمته له وانقطاعه إليه وأنّه تلميذه وخريجه وقيل له أين علمك من علم ابن عمك ؟ قال : كنسبة قطرة من المطر إلى البحر المحيط .
قال : وعلم النحو والعربية وقد علم الناس كافة أنّه هو الذي ابتدعه وأنشأه ، وأملى على أبي الأسود الدوَلي جوامعه وأصوله . .
وكان أمير المؤمنين – عليه السّلام إمام الفصحاء وسيد البلغاء ، وما أُثر عنه وجُمع من كلامه كنهج البلاغة ، أدلّ دليل على ذلك .
أما فضائله ومناقبه فهي أكثر من أن تُحصى ، ( وقد بلغت من العظم والجلال والانتشار والاشتهار مبلغاً يسمج معها التعرّض لذكرها والتصدي لتفصيلها ) « 1 »
جُمعت في صفاتك الاضدادُ
فلهذا عَزَّتْ لك الاندادُ
زاهد حاكم حليم شجاع
ناسك فاتك فقير جواد
شيم ما جُمعن في بشر قطَّ
ولا حاز مثلهن العباد
خُلُق يُخجل النسيم من اللطف
وبأس يذوب منه الجمادُ
لو رأى مثلك النبي لآخاه ُ
وإلَّا فأخطأ الانتقادُ
« 2 » رُوي أنّ النبي – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم لما قضى نسكه في حجة الوداع سنة عشر من الهجرة ، وقفل راجعاً إلى المدينة أنزل اللَّه تعالى عليه : » * ( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَه ُ وَا للهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) * « « 3 » فنزل
رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم في الموضع المعروف بغدير خم ونزل المسلمون حوله ، وكان يوماً قائظاً شديد الحرّ ، فنادى في الصلاة جامعة ، ثم قام فخطب الناس ، ثم قال : ألستُ أولى بكم من أنفسكم ، قالوا : اللَّهمّ بلى ، قال : فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللَّهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله « 1 » .
وما أن توفي رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم في سنة إحدى عشرة ، واشتغل علي – عليه السّلام وأهل البيت بتجهيزه ، حتى عقدت الأنصار وبعض المهاجرين
اجتماعاً في سقيفة بني ساعدة ، وبعد مناقشات حادّة ، بادر عمر إلى بيعة أبي بكر بالخلافة ، وطلب من الحاضرين مثل ذلك ، فتمّ الامر لَابي بكر .
أمّا عليّ – عليه السّلام ( ومعه بنو هاشم وعدد من كبار المهاجرين ) فقد ظل متمسكاً بحقه في الخلافة للنصوص الواردة في ذلك عن النبي – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم كحديث الغدير المار الذكر وغيره ، وأمسك يده مدّة ، حتى نجمت أحداث هدّدت الإسلام والامّة ، فبايع .قال – عليه السّلام – : فأمسكت يدي حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام يدعون إلى محق دين محمّد – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله ، أن أرى فيه ثلماً أو هدماً تكون المصيبة به عليّ أعظم من فوت ولايتكم التي إنّما هي متاع أيام قلائل .
ولما قُتل عثمان بن عفان في سنة خمس وثلاثين بويع علي – عليه السّلام بالخلافة ، ثم نكث طلحة والزبير البيعة وسارا ومعهما عائشة إلى البصرة ، فكانت معركة الجمل ، وتلتها معركة صفين مع معاوية بن أبي سفيان ومعه أهل الشام ، والتي انتهت بخدعة رفع المصاحف واضطرار الامام – عليه السّلام – إلى التحكيم ، ثم معركة النهروان مع الخوارج .
وبهذه المعارك الثلاث التي خاضها أمير المؤمنين – عليه السّلام يتحقق إخبار الرسول – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم لعلي – عليه السّلام بقتالهم ، فعن علي بن ربيعة ، قال : سمعت علياً على منبركم هذا يقول : عهد إليّ رسول اللَّه أن أقاتل الناكثين ، والقاسطين ، والمارقين « 1 » .
وعن أبي سعيد الخدري ، قال : أمرنا رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، فقلنا : يا رسول اللَّه أمرتنا بقتال هؤلاء فمع من ؟ فقال : مع علي بن أبي طالب ، معه يقتل عمار بن ياسر « 2 »
استشهد أمير المؤمنين – عليه السّلام – ليلة الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة ، وكان عبد الرحمن بن ملجم قد ضربه بسيفه ، وهو في مسجد الكوفة ليلة التاسع عشر من الشهر نفسه .
فمضى – عليه السّلام – ( شهيد الحق والعظمة والعدالة ، تاركاً وراءه أروع الأمثلة من البطولات والتضحيات والاستخفاف بالدنيا وأمتعتها وعشاقها ، وقضى وهو يخاطب الدنيا وخيراتها التي كانت تحت قدميه : يا دنيا غرّي غيري فلقد طلقتك ثلاثاً ، لا وصية لي فيك ) « 1 » وقد أُلفت في خصائص الإمام علي – عليه السّلام وفضائله كُتب كثيرة ، وتناول سيرته العطرة العلماء والفضلاء ، وأشاد بذكره الباحثون والكتّاب المسلمون وغير المسلمين ، وجمعٌ من المستشرقين .
قال الباحث الفرنسي البارون « كارّا ديفو » : وعليّ هو ذلك البطل الموجَع المتألم والفارس الصوفي والإِمام الشهيد ذو الروح العميقة التي يكمن في مطاويها سرّ العذاب الإلهي « 2 » وقال الفيلسوف الانكليزي « كارليل » : أما علي ، فلا يسعنا إلَّا أن نحبه ونتعشقه فإنّه فتى شريف القدر ، عالي النفس ، يفيض وجدانه رحمة وبرّاً ، ويتلظى فؤاده نجدة وحماسة ، وكان أشجع من ليث ، ولكنها شجاعة ممزوجة برقة وعطف ورأفة وحنان جدير بها فرسان الصليب في القرون الوسطى ، وقد قُتل بالكوفة غيلة ، وإنّما جنى ذلك على نفسه بشدة عدله حتى إنّه حسب كل إنسان عادلًا مثله « 3 » .
وقال الأديب والكاتب الكبير جورج جرداق : هل عرفت من الخلق عظيماً ،
يلتقي مع المفكرين بسموّ فكرهم ومع الخيّرين بحبهم العميق للخير ، ومع العلماء بعلمهم ، ومع الباحثين بتنقيبهم ، ومع ذوي المودة بموداتهم ، ومع الزهاد بزهدهم ، ومع المصلحين بإصلاحهم ، ومع المتألمين بآلامهم ، ومع المظلومين بمشاعرهم وتمرّدهم ، ومع الأُدباء ، بأدبهم ، ومع الابطال ببطولاتهم ، ومع الشهداء بشهادتهم ، ومع كل انسانية بما يشرّفها ويرفع من شأنها . .
وما ذا عليك يا دنيا لو حشّدت قواك فأعطيت في كل زمن علياً بعقله وقلبه ولسانه وذي فقاره « 1 »