3 أُبي بن كعب
« 1 » ( . . – 30 ه ) ابن قيس بن عُبيد الخزرجي النجّاري الأنصاري ، أبو المنذر . شهد العقبة مع السبعين من الأنصار ، وشهد بدراً وأُحداً والخندق والمشاهد كلَّها مع رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم .
وكان يكتب في الجاهلية ، ولما أسلم كان من كتّاب الوحي لرسول اللَّه ( صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ) .
آخى رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم بينه وبين سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفيل .
عُدّ في فقهاء الصحابة ، وفي الطبقة الأُولى من المفسّرين ، وكان ممن جمع القرآن على عهد رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ، وهو أوّل من ألَّف في فضائل القرآن .
رُوي أنّ عثمان لما أراد أن يكتب المصاحف ، أرادوا أن يلغوا الواو التي في براءة * ( » وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ . . ) * « 1 » « فقال لهم أُبيّ : لتلحقنّها أو لَاضعنَّ سيفي على عاتقي .
فألحقوها .
وقد عَدّ بعضهم أُبيّاً من الشيعة ، ومن القائلين بتفضيل علي – عليه السّلام .
وكان قد حذّر المسلمين بعد وفاة رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم من الفرقة ، والاختلاف .
قال ابن أبي الحديد : إنّ القول بتفضيل علي – عليه السّلام قول قديم ، قد قال به كثير من الصحابة والتابعين .
وعدّ من الصحابة أُبيّ بن كعب . روى أبو نعيم بسنده عن عتي بن ضمرة ، قال : قال أُبيّ بن كعب : كنّا مع رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ووجوهنا واحدة ، حتى فارقَنا فاختلفت وجوهنا يميناً وشمالًا .
وعن قيس بن عُباد ، قال : قدمت المدينة . . فسمعته [ أي أُبيّ ] يقول : هلك أهل العقد وربّ الكعبة .
قالها ثلاثاً .
هلكوا وأهلكوا ، أما إنّي لا آسى عليهم ، ولكنّي آسى على مَن يهلكون من المسلمين .
4 أسماء بنت أبي بكر
« 1 » ( 27 ق ه – 73 ه ) ابن أبي قحافة ، أُمّ عبد اللَّه ، زوج الزبير بن العوام ، وأُمّ عبد اللَّه بن الزبير .
أسلمت قديماً بمكة وبايعت رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم وهاجرت إلى المدينة .
وكانت أسنّ من عائشة ، وهي أُختها لَابيها .
ذُكر أنّها شهدت اليرموك مع زوجها .
ثمّ طلَّقها الزبير فكانت عند ابنها عبد اللَّه .
روت عدة أحاديث .
روى عنها ابناها : عبد اللَّه وعروة ، وأبو واقد الليثي ، وفاطمة بنت المنذر بن الزبير ،
ومحمّد بن المنكدر ، وآخرون .
وكانت فصيحة تقول الشعر .
عُدّت من المقلَّين في الفتيا ، ونقل عنها الشيخ الطوسي في « الخلاف » ثلاث فتاوى .
أخرج مسلم في صحيحه « 1 » عن مسلم القُرّي قال : سألت ابن عباس عن متعة الحج فرخّص فيها وكان ابن الزبير ينهى عنها فقال : هذه أُم ابن الزبير تحدث أنّ رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم رخّص فيها فأدخلوا عليها فاسألوها .
قال : فدخلنا عليها فإذا امرأة ضخمة عمياء ، فقالت : قد رخّص رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم فيها .
أخرجه بهذا اللفظ من طريقين ، ثمّ قال : فأمّا عبد الرحمن ففي حديثه ( المتعة ) ولم يقل ( متعة الحج ) ، وأمّا ابن جعفر فقال : قال شعبة : قال مسلم ( يعني القري ) لا أدري متعة الحج أو متعة النساء .
أمّا أبو داود الطيالسي ( ت 204 ) فقد أخرج في « مسنده » ص 227 عن مسلم القري قال : دخلنا على أسماء بنت أبي بكر فسألناها عن متعة النساء ، فقالت فعلناها على عهد النبي – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم .
طال عمر أسماء وعميت وبقيت إلى أن قُتل ابنها عبد اللَّه ، ثمّ ماتت بعده بأيام يسيرة – سنة ثلاث وسبعين . وقد ذكر المؤرخون خبرها مع الحجاج الثقفي بعد مقتل ابنها .وفي رواية : هلك أهل العقدة وربّ الكعبة ، ثمّ قال : لا آسى عليهم ثلاث مرار أمّا واللَّه ما عليهم آسى ، ولكن آسى على مَنْ أَضلَّوا .
حدّث عنه بنوه محمد والطفيل وعبد اللَّه ، وأبو أيوب الأنصاري ، وعمر بن الخطاب ، وأنس ، وجُندب بن عبد اللَّه البجلي ، وسليمان بن صرد الخزاعي ، وغيرهم .
نقل عنه الشيخ الطوسي في كتاب « الخلاف » ثماني فتاوى .
توفّي – سنة ثلاثين ، وقيل : – سنة اثنتين وعشرين ، وقيل غير ذلك .