09/06/2023
قادة العدو قلقون من اتفاق نووي “مرحلي”
اعتبر محلّل الشؤون العسكرية في صحيفة “معاريف” العبرية طل لف رام أن قادة الإحتلال العسكريين والأمنيين قلقون جدًا من منظومة العلاقات الباردة بين الإدارة الأميركية والكيان الصهيوني عشية إستئناف محتمل للمفاوضات حول الإتفاق النووي بين واشنطن و”تل أبيب”، وخاصة أنهم يعرفون أن القدرة الإسرائيلية في التأثير في هذا الأمر ضعيفة جدًا.
وأشارت الصحيفة الى أن القيادة السياسية في الكيان الغاصب مُقتنعة بأن صياغة لاتفاق مرحلي تجري خلف الكواليس في مسألة الملف النووي، لافتة الى أن الحوار وبحسب مصادر رسمية في كيان العدو هو في مرحلة متقدمة نسبيًا، ويحصل بوساطة دولتين عربيتين في المنطقة.
ووفق الصحيفة، لم يُبلّغ كيان الإحتلال من قبل الأميركيين بالمفاوضات التي تدار في هذه المسألة وبالتطورات الأخيرة، ونتيجة لذلك، التقدير هو أن قدرة كيان العدو في التأثير على بنود الإتفاق المتبلور تكاد تكون معدومة، والإتفاق- إذا تم التوقيع عليه كإتفاق مرحلي إلى حين التوصل إلى إتفاق آخر، فإنه سيزيل عن الطاولة بشكل نظري تهديد عسكري أميركي ضد الإيرانيين.
وأضافت الصحيفة أن رئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو وفريقه، بالإضافة الى وزير الحرب يوآف غالانت يعارضون بشدة إتفاقًا مرحليًا من هذا النوع، إذ إن التقديرات في سياق هذا الإتفاق، والذي من المتوقع فيه أن تجمّد إيران على الأقل تخصيب اليورانيوم إلى المستويات العالية، ستحصل بالمقابل بشكل فوري على تحرير أموال وممتلكات مجمدة لها في الخارج بمبالغ تزيد عن 20 مليار دولار.
بدوره، رئيس الموساد دادي برنياع أيّد موقف نتنياهو وغالانت، مع أنه عارض في السابق التوقيع على إتفاق بين إيران والولايات المتحدة بعد أن تبيّن أن الطرفين قريبان من الإتفاق، لكن في نهاية المطاف إندلاع الحرب في أوروبا بين روسيا وأوكرانيا صعّب عليهما التوصل إلى تفاهمات، حسب الصحيفة.
وبخصوص جيش العدو، فإن الموقف أكثر تعقيدًا خاصة وسط مسؤولين في شعبة الإستخبارات، إذ أن هناك من يعتقد بأنه من بين الخيارات الموجودة اليوم، التوقيع على إتفاق مرحلي حتى ولو كان مقيدًا جدًا في بنوده، أفضل من الوضع القائم الذي تواصل فيه إيران التقدم في البرنامج النووي بدون أي عائق.
وكشف الصحيفة أنه في الأسابيع القريبة من المتوقع أن تجري نقاشات كثيرة في هذا الشأن في كيان العدو، تتضمن بلورة أساليب عمل محتملة وبلورة موقف رسمي في المحادثات بين القيادة السياسية والأمنية، فالمؤسسة الأمنية قلقة من الوضع، إذ أكدت مصادر مطّلعة على التفاصيل أن قدرة تأثير كيان الإحتلال على الإتفاقيات المتبلورة ضعيفة جدًا أكثر من السابق.
واعتبرت الصحيفة أنه “من المهم الإشارة إلى أن الأحاديث الكثيرة عن إحتمال هجوم إسرائيلي على منشآت النووي في إيران مبالغ فيها ومضخمة، وتابعت “كما هو معروف هذه المسألة، حتى عندما يتم تناولها على مستوى التخطيط، ليست مطروحة على جدول الأعمال في المدى المنظور، ففي مسائل أخرى مرتبطة بالمعركة التي تدار اليوم بين “تل أبيب” وطهران، يُحتمل أن تؤدي التطورات الأخيرة إلى إرتقاء درجة في الأنشطة الإسرائيلية ضد إيران، لكن ليس له علاقة بالموضوع النووي”.