الولاية الاخبارية موقع اخباري وثقافي لمن يسلك الطريق الی الله
بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ التمهيد لظهور الإمام عليه السلام لا يقتصر على نهوض أمّة من الأمم بهذا الأمر ، بل يمكن لكل إنسان أن يكون له دور في هذا المجال .
وذلك من خلال إعداد نفسه ، وقيامه بالمطلوب الذي ينبغي عليه أن يقوم به من طاعة ولي أمره ونصرة دينه والدفاع عن مقدساته ، فيكون بذلك قد أزال مانعاً من موانع ظهور الإمام أرواحنا فداه ، ولكن بحسبه وقدره ، ويكون بذلك وكما ورد في الروايات قد أدرك الفرج أيضاً وإن لم يظهر الإمام عليه السلام .
وما يدريك ، لعلّ الأمر يحتاج إلى شخص واحد فقط ليكتمل النصاب ، فلو أنّ كل فرد من أفراد الأمّة كان لديه مثل هذا الشعور وقام بإعداد نفسه لهذا الأمر ، لتهيأت الأرضية لظهوره أرواحنا فداه ، ولكان لكل واحد منهم سهماّ في تحقق ذلك الحدث العظيم والوعد الإلهي الكبير .
قد يسعى الإنسان خلال وجوده في هذه الحياة الدنيا أن يهيئ لنفسه صدقة جارية تنفعه في الدنيا والآخرة ، وذلك من خلال تربية ولد صالح يدعو له ، أو من خلال إنشاء مسجد أو مدرسة أو مستشفى خيري ، أو أن يسنّ سنّة حسنة يكون له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ، أو من خلال هداية شخص ، أو تأليف كتاب ينتفع به الناس ، وما إلى ذلك من الأعمال التي يصدق عليها عنوان الصدقة الجارية ، والتي يُكتب ثوابها في صحيفة أعمال الإنسان ما دامت قائمة ويُنتفع بها من قبل الآخرين .
فانظر إلى الشخص الذي يساهم في مثل هذا الأمر العظيم ويكون سبباً من أسباب تحقق ذلك الوعد الإلهي الكبير ، ماذا سوف يُكتب في صحيفة أعماله وقد بذل ما بوسعه لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الظالمين هي السفلى ، وساهم في ملأ الأرض عدلاً وقسطاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً .
حيث يعمّ الدنيا السلام والإسلام ، ويدخلون الناس في دين الله أفواجاً ، وتعم البركة مشارق الأرض ومغاربها ، وتنتفع بذلك جميع الموجودات بلا استثناء .
هذا فضلاً عن إدخال السرور على قلب النبي الخاتم صلى الله عليه وآله ، وعلى قلوب أهل بيته الطاهرين خصوصاً قلب خاتمهم وقائمهم عليه وعليهم آلاف التحية والثناء ، بل على قلوب جميع الأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين والمؤمنين والمؤمنات من الأولين والآخرين . فهل توجد صدقة جارية أعظم بركة وأكثر مزيداً من هذه الصدقة ؟
