ولفت السفير الصيني الى ان المفاوضات الايرانية السعودية في بكين وقال: بفضل الجهود المشتركة المبذولة من قبل الصين وإيران والسعودية ، حققت المفاوضات الإيرانية -السعودية في بكين نتائج ملحوظة. ومنذ ذلك الحين ، واصلت الصين دعم إيران والسعودية في تعزيز الثقة و ازالة الشكوك واتخاذ خطوات جديدة لتحسين العلاقات، وفقًا لخارطة الطريق والجدول الزمني المحدد لـ “اتفاقية بكين” ، مشيرا في الوقت نفسه الى عقد لقاء ثلاثي في 6 أبريل بين وزراء خارجية الصين وايران والسعودية في بكين.
واضاف : عقب هذا اللقاء حضر السيد “تشين غانغ” توقيع البيان المشترك بين إيران والسعودية ، ومن ثم انتشر بسرعة نباء استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ، وتم فتح صفحة جديدة في العلاقات الايرانية السعودية ، بحيث حظي باهتمام وإعجاب واسع النطاق من قبل المجتمع الدولي.
واعتبر”تشانغ هوا ” ان الهدف الرئيسي للصين من تعزيز عملية التفاوض بين ايران والسعودية في بكين يأتي في سياق نشر السلام والحوار ، والحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين وتعزيزهما ، مبينا ان المفاوضات الايرانية -السعودية في بكين قدمت نموذجا وفكرا جديدا لحل القضايا الامنية في العالم ، مؤكدا ان الصين ستواصل بذل قصارى جهدها لتقديم دعمها اللازم لإيران والسعودية والمساعدة في تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وفيما يتعلق بالتدخلات الامريكية والغربية في منطقة الشرق الاوسط قال: ان أمريكا والغرب تسيئان استخدام هيمنة الرأي العام ، ويتلاعبان بالقضايا الخلافية ويقومان بدعاية خادعة، والتدخل المستمر في فهم الرأي العام بالشرق الأوسط، هو تكتيكهم دائمًا للحفاظ على هيمنتهم. عندما رحبت غالبية دول العالم بـ “اتفاقية بكين” التي وقعتها إيران والسعودية ، فإن اثارة هذا الادعاء بان “دخول الصين إلى الشرق الأوسط للحصول على الطاقة” يظهر بالكامل النوايا السيئة لأمريكا.
واستطرد قائلا: التدخل الأجنبي يعد عاملا هاما يزعزع الامن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ويترك تاثيرا سيئا عليها. لقد ارتكبت أمريكا انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان والعديد من الجرائم الأخرى في الشرق الأوسط ، مما تسبب في أضرار دائمة وأضرار لا يمكن تعويضها لدول وشعوب المنطقة ، مطالبا المجتمع الدولي ، سيما الدول ذات النفوذ والتأثير من خارج المنطقة، باحترام سيادة دول الشرق الأوسط وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.
واضاف: ان الصين باعتبارها صديق جيد لدول الشرق الأوسط ليست لها مصلحة شخصية في المنطقة ، وقد التزمت دائمًا بالتسوية السياسية للقضايا الساخنة ، وكانت دائما وسيطا ذات نوايا حسنه وموثوقا. وهي تدعم دول المنطقة للحفاظ على استقلالها الاستراتيجي وتعزيز التضامن والتنسيق والتخلص من التدخلات الأجنبية وأخذ زمام السيطرة على مستقبل ومصير الشرق الأوسط بأيدي بلدانها.
وتابع : لطالما اعتقدت الصين أنه لا يوجد ما يسمى بـ “فراغ السلطة” في الشرق الأوسط كما تقوم بعض الدول بضجيج اعلامي بهذا الشان ، وأن شعوب الشرق الأوسط هي التي يجب ان تاخذ زمام مستقبل المنطقة ومصيرها بيدها . يجب على المجتمع الدولي احترام سيادة دول وشعوب المنطقة.الصين بصفتها شريكا استراتيجيا وصديقا لدول المنطقة، تحترم تماما سيادة دول الشرق الأوسط وليس من المقرر ان تملأ مصطلح “الفراغ” مؤكدا ان بكين لا تسعى وراء المصالح الجيوسياسية الشخصية وسيكون لها اداء بناء في المنطقة.
وفيما يتعلق بالعلاقات الايرانية الصينية اشار السفير الصيني الى زيارة رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال شهر فبراير الى الصين ولقائه مع الرئيس الصيني ولفت الى توصل الرئيسان الصيني والايراني إلى توافق هام خلال مباحثاتهما بشأن دفع تنفيذ خطة التعاون الشامل بين الصين وإيران الى الامام وشهدا التوقيع على عدد من وثائق التعاون في مجالات الزراعة والتجارة والسياحة وحماية البيئة والصحة و الاغاثة والانقاذ و الثقافة والرياضة وغيرها ،كما أصدر الجانبان “البيان المشترك لجمهورية الصين الشعبية والجمهورية الإسلامية الايرانية “.
واكد السفير الصيني لدى طهران إن الصين مستعدة للتعاون مع إيران لتنفيذ خطة التعاون الشامل بين البلدين وترسيخ التعاون العملي في مجالات التجارة والزراعة والصناعة وتنفيذ مشاريع البني التحتية واستيراد المزيد من المنتجات الزراعية الإيرانية.
وقال : أعتقد أن خطة التعاون الشامل بين الصين وإيران تحظى باهمية بالغة وآفاق واسعة، هذه الخطة تحدد آفاق ومسار التعاون الطويل الأمد بين الجانبين وتوفر إطارا واسعا لمستقبل التعاون الصيني الإيراني.
وأشار الى توقيع ايران والصين اتفاقية تعاون”الحزام والطريق الواحد” خلال زيارة الرئيس الصيني الى الجمهورية الاسلامية خلال عام 2016، مبينا ان الصين وإيران حققتا نتائج مثمرة خلال السنوات الاخيرة في اعداد مشترك لخطة “الحزام والطريق الواحد” لافتا الى ان الجانب الصيني يرغب بمواصلة التعاون في اطار هذه الخطة لرفع مستوى العلاقات وتعزيز التواصل وتوسيع التبادل الشعبي والثقافي.
ولفت “تشانغ هوا ” الى استخدام الحكومة الامريكية الدولار كأداة لحماية مصالحها الجيوسياسية وكبح عجلة تنمية الانظمة الاقتصادية الأخرى، مبينا تدني ثقة العالم بالدولار بشكل حاد وان العديد من الدول النامية تطالب بالتخلي عن الدولار باعتبارها العملة الرئيسية في التجارة وان وتيرة إنهاء هيمنة الدولار تتسارع في التجارة الدولية.
وشدد على ان الصين تعارض دوما العقوبات غيرالقانونية وأحادية الجانب الامريكية ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية وستواصل التعاون المتبادل والمفيد مع إيران في إطار القوانين الدولية لتحقيق مزيد من التطور في الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين خلال المرحلة الجديدة.