أهل البيت سماتهم وحقوقهم في القرآن الكريم / الصفحات: ١٢١ – ١٤٠
هذا هومفاد الآية الاَُولى.
ثمّ إنّه سبحانه يقول: (ثُمَّ أَورَثْنا الكتاب) المراد من الكتاب هو القرآن: لاَنَّ الّلام للعهد الذكري أي الكتاب المذكور في الآية المتقدمة، والوراثة عبارة عمّا يستحصله الاِنسان بلا مشقة وجهد، والوارث لهذا الكتاب هم الذين ُأشير إليهم بقوله: (الذين اصطفينا من عبادنا) ، فلو قلنا بأنّ «من» للتبيين فيكون الوارث هو الاَُمة الاِسلامية جميعاً، ولو قلنا: إنّ «مِن» للتبعيض فيكون الوارث جماعة خاصة ورثوا الكتاب.
والظاهر هو التبيين كما في قولنا:(وَسَلامٌ عَلى عِبادِه الّذينَ اصْطَفى) .(٢)
ولكن الاَُمة الاِسلامية صاروا على أقسام ثلاثة:
أ: ظالم لنفسه الَّذين قصرَّوا في وظيفتهم في حفظ الكتاب والعمل
ج: سابق بالخيرات بإذن اللّه: هم الجماعة المثلى أدّوا وظائفهم بالحفظ والعمل على النحو الاَتم، فلذلك سبقوا إلى الخيرات كما يقول سبحانه: (سابِقُوا إلى الخَيرات بِإِذْنِ رَبِّهِمْ) .
و على هذا ورثة الكتاب في الحقيقة هم الطائفة الثالثة أعني الذين سبقوا بالخيرات.
وأمّا ما هو المراد من الطائفة الثالثة فيتكفَّل الحديث لبيان ملامحها.
روى الكليني عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) في تفسير الآية انّه قال: «السابق بالخيرات الاِمام، والمقتصد العارف بالاِمام، والظالم لنفسه الذي لا يعرف الاِمام».
وروي نفس الحديث عن الاِمام الرضا (عليه السلام).
وهناك روايات أُخرى توَيد المضمون فمن أراد فليراجع.(١)
ثمّ إنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أوضح ورثة الكتاب في حديثه المعروف الذي اتّفق على نقله أصحاب الصحاح والمسانيد.
أخرج مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم رضي اللّه عنه، قال: قام رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) يوماً فينا خطيباً، بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة، فحمد اللّه تعالى، وأثنى عليه ووعظ وذكّر، ثمّ قال:
«أمّا بعد: ألا أيّها الناس فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب،
وقد رواها الاِمام أحمد بصورة أفضل ممّا سبق كما رواه النسائي في فضائل الصحابة كذلك.
أخرج أحمد في مسنده عن أبي الطفيل، عن زيد بن الاَرقم، قال: لما رجع رسول اللّه عن حجّة الوداع ونزل غدير خم، أمر بدوحات فقمن، ثمّ قال: «كأنّي قد دعيت فأجبت: إنّي قد تركت فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما، فانّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض».
ثمّ قال:«إنّ اللّه مولاي، وأنا ولي كلّ موَمن»، ثمّ أخذ بيد عليّ، فقال: «من كنت وليه فهذا وليه، اللّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه».(٢)
هذه إلمامة سريعة بحديث الثقلين، ومن أراد أن يقف على أسانيده ومتونه فعليه أن يرجع إلى الكتب الموَلفة حوله، وأبسط كتاب في هذا الموضوع ما ألفه السيد المجاهد مير حامد حسين حيث خص أجزاءً من كتابه «العبقات» لبيان تفاصيل أسانيده ومضمونه وقد طبع ما يخصَّ بالحديث في ستَّة أجزاء.
كما بسط الكلام في أسانيده وأسانيده غيره سيد مشايخنا البروجردي
ومن العجب انّكثيراً من المسلمين يطرقون كلّباب إلاّباب أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) مع أنّه ص لم يذكر شيئاً ممّا يرجع إلى غير هوَلاء، فلا أدري ما هو وجه الاِقبال على غيرهم والاِعراض عنهم؟!
قال السيد شرف الدين العاملي: والصحاح الحاكمة بوجوب التمسك بالثقلين متواترة، وطرقها عن بضع وعشرين صحابياً متضافرة. وقد صدع بها رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) في مواقف له شتى.
تارة يوم غدير خم كما سمعت، وتارة يوم عرفة في حجّة الوداع، وتارة
قال: ومرّ له طرق مبسوطة في حادي عشر الشبه، وفي بعض تلك الطرق انّه قال:ذلك بحجّة الوداع بعرفة، وفي أُخرى انّه قاله بالمدينةفي مرضه، وقد امتلاَت الحجرة بأصحابه، وفي أُخرى انّه قال: ذلك بغدير خم، وفي أُخرى انّه قال: ذلك لمّا قام خطيباً بعد انصرافه من الطائف.
قال: ولا تنافي إذ لا مانع من أنّه كرّر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها اهتماماً بشأن الكتاب العزيز والعترة الطاهرة.
وحسب أئمّة أهل العترة الطاهرة أن يكونوا عند اللّه ورسوله بمنزلة الكتاب، لا يأتيه ا لباطل من بين يديه ولا من خلفه. وكفى بذلك حجة تأخذ بالاعناق إلى التعبُّد بمذهبهم، فانّ المسلم لا يرتضي بكتاب اللّه بدلاً، فكيف يبتغي عن اعداله حولاً.(١)
المراد من الولي في الآية هو الاَولوية الواردة في قوله سبحانه:(النَّبيُّ أولى بِالمُوَْمِنينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) .(١)
فالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أولى من الموَمنين بأنفسهم وأموالهم فهو بما انّه زعيم المسلمين ووليّهم، يتصرّف فيهم حسب ما تقتضيه المصالح في طريق حفظ كيان الاِسلام وصيانة هويَّتهم والدفاع عن أراضيهم ولغاية نشر الاِسلام.
وليست الغاية من هذه الولاية الموهوبة للنبي ص هي حفظ مصالح النبي ص الشخصية، بل الغاية كما عرفت هو صيانة مصالح الاِسلام والمسلمين.
فالولاية بهذه المعنى هي المراد من قوله سبحانه: (إِنَّما وَليّكُمُ اللّهَ وَرَسُولُه) و القرائن الدالَّة على تعُّين هذا المعنى كثيرة، نذكر منها ما يلي:
الاَوّل: إذا كان المراد من الوليّ هو الزعامة يصحّ تخصيصها باللّه سبحانه و رسوله ومن أعقبه، وأمّا لو كان المراد منه هو الناصر و المحب، فهو ليس مختصاً بهوَلاء، لاَنّ كلّموَمن محب للآخرين أو ناصر لهم كما يقول سبحانه: (وَ المُوَْمِنُونَ وَ المُوَْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَولياءُ بَعْضٍ) .(٢)
الثاني: انّ ظاهر الآية انّ هناك أولياء و هناك مولى عليهم، ولا يتحقّق التمايز إلاّ بتفسير الولاية بمعنى الزعامة حتى يتميّز الزعيم عن غيره، وهذا بخلاف ما فسرناه بمعنى الحب والود أو النصر، فتكون الطوائف الثلاث على حد سواء
فانّ لفظة (الّذين آمنوا) في هذه الآية هو الوارد في الآية المتقدمة، أعني: (وَالّذينَ آمَنُوا الّذينَ يُقيمُونَ الصَّلاة) ، وعلى هذا يكون المراد من القول أخذهم زعيماً وولياً بشهادة انّ حزب اللّه لا ينفك من زعيم يدبِّر أمرهم.
إلى هنا تبيّن انّ الاِمعان في القرائن الحافَّة بالآية تفّسر معنى الولي وتعّين المعنى و تثبت انّ المقصود هو الزعيم، لكن من نكات البلاغة في الآية انّه سبحانه صرح بولايته و ولاية رسوله ومن جاء بعده و على ذلك صارت الولاية للثلاثة، وكان اللازم عندئذٍ أن يقول إنّما أولياوَكم يصيغة الجمع لكنّه أتى بصيغة المفرد إشارة إلى نكتة، وهي انّ الولاية بالاَصالة للّه سبحانه وأمّا ولاية غيره فبإيهاب من اللّه سبحانه لهم، ولذلك فرّد الكلمة ولم يجمعها، لكن هذه الولاية لا تنفك من آثار، وقد أُشير إلى تلك الآثار في آيات مختلفة، وإليك بيانها:
١. (أَطيعُوا اللّهَ وَأَطيعُوا الرَّسُولَ وَأُولي الاََمْرِ مِنْكُمْ) .(٢)
فانّ لزوم إطاعة اللّه والرسول وغيرهما من آثار ولايتهم
فينفذ قضاوَه سبحانه و الَّذي هو من آثار الزعامة، ونظيره قوله سبحانه: (إِنّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الكِتابَ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النّاسِ بِما أَراكَ اللّهُ) .(٢)
٣.(فَلْيَحْذَرِ الّذينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرهِ أنْ تُصيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَو يُصيبَهُمْ عَذابٌ أَليمٌ) .(٣) فحرمة مخالفة أمر اللّه ورسوله من توابع زعامتهم وولايتهم.
فهذه الحقوق ثابتة للنبي ص بنص القرآن الكريم ولمن بعده بحكم انّهم أولياء بعد النبي فانّ ثبوتها للنبي ص لاَجل ولايته فإذا كانت الولاية مستمرة بعده فيتمتع كلّوليٍّ بهذه الحقوق.
وبهذا تبيَّنت دلالة الآية على ولاية علي (عليه السلام) وانّها حقّ من حقوقهم لصالح الاِسلام والمسلمين.
نعم بعض من لا تروقهم ولاية أهل البيت (عليهم السلام) وزعامتهم حاولوا تضعيف دلالة الآية بشبهات واهية واضحة الرد، وقد أجبنا عنها في بعض مسفوراتنا فلنكتف في المقام بهذا المقدار.
غير انّا نركز على نكتة وهي انّ الصحابة الحضور لم يفهموا من الآية سوى الولاية ولذلك صبَّ شاعر عهد الرسالة حسان بن ثابت ما فهمه من الآية بصفاء ذهنه في قالب الشعر، وقال:
٣. النور: ٦٣.
فـأنت الـذي أعـطيت إذ أنـت راكـع | فدتك نفوس القوم يا خيـر راكـع | |
بخـاتمـك الميمـون يـا خيـر سـيد | و يا خير شـار ثـمّ يا خيـر بايع | |
فـانـزل فيــك اللّه خيـر ولايــة | و بينّها في محكمـات الشـرائـع | (١) |
والظاهر ممّا رواه المحدّثون انّ الاَُمّة الاِسلامية سيُسألون يوم القيامة عن ولاية علي (عليه السلام)، حيث ورد السوَال في تفسير قوله سبحانه: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْوَولُون) .(٢)
روى ابن شيرويه الديلمي في كتاب «الفردوس» في قافية الواو، باسناده عن أبي سعيد الخدري، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْوَولُون) عن ولاية علي بن أبي طالب.(٣)
ونقله ابن حجر عن الديلمي، وقال: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْوَولُون) أي عن ولاية علي وأهل البيت، لاَنّ اللّه أمر نبيّه ص أن يعرف الخلق أنّه لا يسألهم على تبليغ الرسالة أجراً إلاّ المودة في القربى، والمعنى انّهم يسألون هل والوهم حق الموالاة كما أوصاهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أم أضاعوها وأهملوها فتكون عليهم المطالبة والتبعة.(٤)
الثاني(٥) : من تلك المواقف هو يوم الغدير و هو أوضحها وآكدها وأعمّها و قد صدع بها في اليوم الثامن عشر من ذي الحجّة الحرام في منصرفه من حجّة الوداع، وقد قام في محتشد كبير بعد ما خطب خطبة مفصَّلة وأخذ من الناس الشهادة على التوحيد والمعاد ورسالته وأعلن انّه فرط على الحوض، ثمّ ذكر الثقلين وعرَّفهما، بقوله:«الثقل الاَكبر، كتاب اللّه، والآخر الاَصغر: عترتي؛ وانّ اللطيف الخبير نبَّأني انّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض»، ثمّقال: «أيّها الناس من أولى الناس بالموَمنين من أنفسهم؟» قالوا: اللّه ورسوله أعلم، قال: «إنّ اللّه مولاي، وأنا مولى الموَمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه
٣. شواهد التنزيل للحسكاني:٢|١٠٦.
٤. الصواعق المحرقة:١٤٩.
٥. مضي الاَوّل: ٢٤٥.
فقال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم): «اللّه أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضى الربّ برسالتي، والولاية لعلي من بعدي».
ثمّ طفق القوم يهنّئون أمير الموَمنين (عليه السلام) و ممَّن هنَّأه في مقدم الصحابة: الشيخان أبو بكر وعمر، كلّ يقول:
بخ بخ لك يابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كلّموَمن وموَمنة.
وقد تلقّى الصحابة الحضور انّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أوجب ولايته على الموَمنين، وقد أفرغ شاعر عهد الرسالة حسّان بن ثابت ما تلقّاه عن الرسول، في قصيدته وقال:
فقال لـه قـم يـا علـيّ فانّنـي | رضيتك من بعدي إماماً وهادياً |
فمن كنـت مـولاه فهـذا وليـّه | فكونوا له أنصار صدق موالياً |
قد ذكرنا مصادر الخطبة والاَبيات عند البحث عن الاِمامة فراجع.(٢)
وقد أوضحه الرازي في تفسيره، وذهب إلى أنّ المقصود من أُولي الاَمر هم المعصومون في الاَُمّة، وإن لم يخض في التفاصيل، ولم يستعرض مصاديقهم،لكنّه بيّن المراد منهم بصورة واضحة، وقال:
والدليل على ذلك انّ اللّه تعالى أمر بطاعة أُولي الاَمر على سبيل الجزم في هذه الآية، ومن أمر اللّه بطاعته على سبيل الجزم والقطع، لابدّ وأن يكون معصوماً عن الخطأ، إذ لو لم يكن معصوماً عن الخطأ كان بتقدير إقدامه على الخطأ يكون قد أمر اللّه بمتابعته، فيكون ذلك أمراً بفعل ذلك الخطأ، والخطأ لكونه خطأً منهي عنه، فهذا يُفضي إلى اجتماع الاَمر والنهي في الفعل الواحد بالاعتبار الواحد وانّه محال.
مع أنّاللّه سبحانه أبان ما هو أوضح من هذا القيد فيما هو دون هذه الطاعة المفترضة، كقوله في الوالدين: (وَوَصَّيْنَا الاِِنْسان بِوالِدَيهِ حُسناً وَإِنْ جاهَداكَ لتشرِكَ بِي مالَيْسَلَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما) .(٢) فما باله لم يُظهر شيئاً من هذه القيود في آية تشتمل على أُس أساس الدين، وإليها تنتهي عامة اعراق السعادة الاِنسانية.
على أنّ الاَية جمع فيها بين الرسول و أُولي الاَمر، وذكر لهما معاً طاعة واحدة، فقال: (وأطيعوا الرسول وأُولي الاَمر منكم) ، ولا يجوز على الرسول أن
ونظيره حديث السفينة: «مَثَل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلّف عنها غرق».(٢)
إلى غير ذلك من الاَحاديث التي تنصُّ على عصمة العترة الطاهرة، فإذاً هذه الاَحاديث تشكّل قرينة منفصلة على أنّ المراد من أُولي الاَمر هم العترة أحد الثقلين.
بل يمكن كشف الحقيقة من خلال الاِمعان في آية التطهير، وقد عرفت دلالتها على عصمة أهل البيت الذين عيَّنهم الرسول بطرق مختلفة.
وعلى ضوء ذلك فآية التطهير، وحديث الثقلين، وحديث السفينة إلى غيرها من الاَحاديث الواردة في فضائل العترة الطاهرة كلّها تدل على عصمتهم.
هذا من جانب و من جانب آخر دلَّت آية الاِطاعة على عصمة أُولي الاَمر،
وأمّا ما رُوي عن أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) حول الآية فحدث عنها ولا حرج، فلنقتصر في المقام على رواية واحدة نقلها الصدوق باسناده عن جابر بن عبد اللّه الاَنصاري.
قال: لمّا أنزل اللّه عزّ وجلّ على نبيّه محمد ص: (يا أيّها الّذين آمنوا أَطيعوا اللّه وأَطيعُوا الرسول وأُولي الاََمْر منكم) قلت: يا رسول اللّه، عرفنا اللّه ورسوله، فمن أولوا الاَمر الذين قرن اللّه طاعتهم بطاعتك ؟ فقال ص: «هم خلفائي يا جابر وأئمة المسلمين من بعدي، أوّلهم علي بن أبي طالب، ثمّالحسن، ثمّالحسين، ثمّعلي بن الحسين، ثمّ محمد بن علي المعروف في التوارة بالباقر ستدركه ياجابر، فإذا لقيته فاقرأه مني السلام، ثمّ الصادق جعفر بن محمد، ثمّ موسى بن جعفر، ثمّ علي بن موسى، ثمّ محمّد بن علي، ثمّ علي بن محمّد، ثمّ